عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-11-2022, 08:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي افرح واستمتع بحياتك

افرح واستمتع بحياتك
عهود العنزي

خرجتُ يومًا من المحاضرة وأنا مُنهكةٌ جدًّا، وكأنني أحمل همومًا من جبال، فما زلْتُ أنتظر يومَ تخرُّجي بتفوُّق وامتياز، خرجتُ من المحاضرة، وقد شعرتُ بالتعب، دخلتُ الكافتيريا أتناول بعض الطعام؛ لأستعدَّ للمحاضرة التالية، فرأيتُ طالبةً تضحك بفرحٍ مع صديقاتها، ومن الواضح أنها سعيدةٌ، ثم اقتربَتْ مني، ورأيتُ إحدى ذراعيها مبتورةً، تأمَّلتُ حالتي وحالتها، شعرت بشعور غريبٍ، تأثَّرتُ وقلتُ في نفسي: يا ألله، ما الذي ينقصني عنها؟! الحمد لله، أنا بصحَّةٍ جيدة، ولديَّ أحلامٌ أريد أن أحقِّقَها، لمَ لا أضحك وأستمتع بحياتي مثلها؟!

ومنذ ذلك الموقف، وأنا أحرص على أن أذهب إلى الجامعة وأنا مبتسمةٌ وسعيدةٌ، ولا أُظهِر تعب السهر أو حمل الحقيبة الثقيل لأي أحد، فلأحتسبْ هذا التعب لوجه الله.

ومضة: تأمَّل حالَك، واحمدِ الله على كل شيء، واستمتعْ بحياتك، لا تُضيِّعْ حياتك بعيش تفاصيل التعب، فتعبُ ومشاكل هذه الحياة بحرٌ لا ينتهي؛ لذلك سلِّم جميع أمورك لله، واسأله العفو والعافية، واعمل لدنياك وآخرتك؛ فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 77].

والمعنى هو أن تعيش بقلبٍ همُّه الآخرة، وأن يكون أولى أولوياتك الآخرة، ولا تنسَ أن تأخذ نصيبَك من الدنيا؛ يعني أن تستمتع فيها، وتسأل الله التوفيق في الدراسة أو العمل.

وهناك كثيرٌ من الأشخاص ينتظرون أيام العطلة لكي يستمتعوا بيومهم، لماذا لا يستمتعون بحياتهم كلِّها؟! فلا بأس إن خفَّفتَ عن نفسك ضغوط العمل بالاسترخاء، وشيءٍ من المزاح، وعِشْ يومَك كأنه آخرُ يومٍ لك.
والسلام خيرُ الختام.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.34%)]