رد: القصة الشعرية في العصر الجاهلي
نصيحٍ على تَعْذالِه غير مُؤْتَلِ
وتبقى الأبيات التالية، وهي لسلامة بن جندل، وفيها يصور انتصار قومه على أعدائهم، ساردًا ما وقع لكل واحد من كبار محاربي أولئك الأعداء: فمنهم من صُرع في التراب، ومنهم من نجاه الفرار من الهلاك؛ إذ نالته طعنة كان من شأنها أن ترديه قتيلًا لولا أن أجله لم يحِنْ بعد، ومنهم من وقع أسيرًا في أيديهم فاقتادوه إلى مضاربهم مكبلًا بالأغلال تتفرج عليه نساء القبيلة ويشمتن به وبقومه، وكما نرى فهو يطلعنا في كل لوحة على صورة من صُور تلك الهزيمة التي مُني بها هؤلاء الأعداء، والملاحظ أنها مجرد سرد ووصف لا حوار فيها ولا توسع في التفاصيل، إلا أن الروح القصصية ظاهرة فيها رغم ذلك:
ومن كان لا تُعتد أيامُه له 
فأيامُنا عنا تُجلي وتعربُ 
جعلنا لهم ما بين كتلة رَوْحة 
إلى حيث أوفى صوَّتيه مثقَّبُ 
غداةَ تركنا في الغبار ابنَ جحدر 
صريعًا، وأطراف العوالي تصَبَّبُ 
لقوا مِثل ما لاقى اللُّجَيميُّ قبله 
قتادة لما جاءنا وهْو يطلُب 
فآبَ إلى حجر، وقد فض جمعه 
بأخبثِ ما يأتي به متأوّبُ 
وقد نال حدُّ السيف من حُرِّ وجهه 
إلى حيث ساوى أنفه المتنقَّبُ 
وجشَّامة الذُّهْلي قد وسَّجَتْ به 
إلى أهلنا محزومةٌ، وهْو مُحْقَبُ 
تعرَّفَه وسْطَ البيوت مكبَّلًا 
ربائبُ مِن أحسابِ شيبانَ تثقب 
وهوذة نجَّى بعدما مال رأسُه 
يمانٍ إذا ما خالط العظمَ مِخدَبُ 
غداةَ كأنَّ ابني لجيمٍ ويَشْكرًا 
نعامٌ بصحراءِ الكديدينِ هُرَّبُ
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 22-11-2022 الساعة 11:24 PM.
|