عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-11-2022, 08:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح المبتدأ والخبر

شرح المبتدأ والخبر
أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن



أقسام المبتدأ:
بعد أن فرغ ابن آجروم رحمه الله من تعريف كل مِن المبتدأ والخبر، شرَع في بيان أقسام كلٍّ منهما، وبدأ بذِكْر أقسام المبتدأ، وقد قسَّمَهُ إلى قسمين[19]:
1- ظاهر، وهو ما ليس بضمير، ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﴾ [الفتح: 29]، وقوله سبحانه: ﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 17]، وقوله عز وجل: ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 20][20].


2- ومضمر، والضمائر التي يمكن أن تقَعَ مبتدأً هي فقط ضمائر الرفع البارزة المنفصلة، وسيأتي ذكرها بالتفصيل مع التمثيل عليها، إن شاء الله تعالى[21].

أقسام الضمير البارز المنفصل[22]:
اعلم - رحمك الله - أنَّ الضمير البارز المنفصل الواقع مبتدأ قد يكون:
1- للمتكلم، وهذا يشمل:
(أنا)، وهي للمتكلم وحده؛ مذكرًا كان أو مؤنثًا؛ نحو قوله تعالى: ﴿ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ﴾ [الأعراف: 12][23]، ونحو: أنا مسلمة.


نحن، وهي إما أن تكون:
للمتكلم المُعظِّم نفسه؛ نحو قوله تعالى: ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ ﴾ [الإسراء: 47].


أو للمتكلم ومعه غيره؛ مثنى أو مجموعًا، مذكرًا أو مؤنثًا؛ نحو قوله تعالى: ﴿ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 11]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((نحن الآخرون السابقون يوم القيامة))[24].


2- أو للخطاب، وهذا يشمل:
(أنتَ) بفتح التاء، للمخاطَب المفرد المذكر؛ كقول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ﴾ [الغاشية: 21]، وقوله عز وجل: ﴿ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأعراف: 151][25].


(أنتِ) بكسر التاء، للمخاطبة المفردة المؤنثة؛ نحو قوله صلى الله عليه وسلم: ((أنتِ من بنات آدم))[26].


(أنتما) للمثنى المخاطب بنوعيه؛ نحو قوله تعالى: ﴿ أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ﴾ [القصص: 35][27].


(أنتم) لجماعة الذكور المخاطبين؛ نحو قوله تعالى: ﴿ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾ [المائدة: 18][28].


(أنتنَّ) بتشديد النون، لجماعة الإناث المخاطبات؛ نحو قوله صلى الله عليه وسلم: ((أنتنَّ على ذلك؟))[29].


3- أو للغيبة، وهذا يشمل:
(هو) للمفرد المذكر الغائب؛ نحو قول الله عز وجل: ﴿ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 37]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((هو عليها صدقةٌ، وهو لنا هديةٌ))[30].


(هي) للمفردة المؤنثة الغائبة؛ نحو قول الله عز وجل: ﴿ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ﴾ [طه: 20][31].


(هما) للمثنى الغائب بنوعيه؛ نحو قول الله تعالى: ﴿ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ﴾ [التوبة: 40]، وقوله سبحانه: ﴿ وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ ﴾ [الأحقاف: 17][32].


(هُمْ[33]) لجماعة الذكور الغائبين؛ نحو قول الله تعالى: ﴿ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 16]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((هم أشد أمتي على الدَّجَّال))[34].


(هنَّ)[35] لجماعة الإناث الغائبات؛ نحو قول الله تعالى: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 187]، وقوله عز وجل: ﴿ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [آل عمران: 7][36].

ثانيًا: أقسام الخبر:
الخبر قسمان:
1- مفرد والمراد به في هذا الباب: ما ليس جملة، ولا شبه جملة، ولو كان:
مثنى؛ نحو قوله تعالى: ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ [المائدة: 64].


أو مجموعًا[37]:
جمع مذكر سالمًا؛ نحو قوله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 34].
أو جمع مؤنث سالمًا؛ نحو قوله تعالى: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ ﴾ [النساء: 34].


أو جمع تكسير؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ ﴾ [آل عمران: 99]، وقوله سبحانه: ﴿ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء: 43].


فـ(مبسوطتان، قوامون، وقانتات، وشهداء، وسكارى) - خبرٌ مفرد؛ لأنه ليس جملة ولا شبه جملة، وإن كان مثنى أو جمعًا.


2- وغير مفرد[38]، وهو يشمل:
الجملة، وهي إما أن تكون:
جملة فعلية[39]، وهي إما أن تتكون من:
الفعل مع فاعله؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213][40].


أو الفعل مع نائب فاعله؛ نحو: زيدٌ بِيع بيتُه[41].


أو جملة اسمية[42]، وهي: المبتدأ مع خبره؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾[43].


وشبه الجملة، وهو يشمل:
الجار والمجرور؛ نحو قوله تعالى: ﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ ﴾ [الفتح: 29][44]، وقوله سبحانه: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات: 22].


والظرف، وهو ينقسم إلى:
ظرف زمان؛ نحو: الرحلةُ يومَ الخميس - السفرُ غدًا[45].
وظرف مكان؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ﴾ [الأنفال: 42][46].

وُجوب المطابقة بين المبتدأ والخبر في النوع والعدد
اعلم - رحمك الله - أنه يجب أن يكون الخبر مطابقًا للمبتدأ في:
النوع؛ أي في: التذكير؛ نحو قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ ﴾ [هود: 103].


أو التأنيث؛ نحو قوله عز وجل: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ﴾ [البقرة: 134][47].


وفي العدد؛ أي: في:
الإفراد؛ نحو قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ﴾ [فصلت: 11].
أو التثنية؛ نحو قوله سبحانه: ﴿ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ ﴾ [القصص: 32]، وقوله عز وجل: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ ﴾ [الحج: 19].
أو الجمع؛ نحو قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10].
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.75 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]