
05-11-2022, 06:35 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,004
الدولة :
|
|
رد: علامات رفع الفاعل
علامات رفع الفاعل
أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن
4- أو كان مثنًّى مطلقًا، مذكرًا كان أو مؤنثًا، مخاطَبينِ، أو مخاطَبتينِ، كانت تاء الفاعل مضمومةً، مُتبَعَة بميم وألف؛ ومن ذلك الفعل (شئتُما) في قوله تعالى: ﴿وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا﴾ [البقرة: 35].
5- أو كان جمع مذكر مخاطبينَ، كنت تاء الفاعل مضمومة مُتبَعَة بميم ساكنة؛ ومن ذلك الفعل (تُبْتُمْ) في قوله تعالى: ﴿فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [التوبة: 3].
6- أو كان جمع مؤنَّث مخاطبات، كانت تاء الفاعل مضمومة متبعة بنون مشددة مفتوحة؛ ومن ذلك الفعل (اتقيتُنَّ) في قوله تعالى: ﴿إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾ [الأحزاب: 32]، والفعل (لُمْتُنَّني) في قوله عز وجل: ﴿قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيه﴾ [يوسف: 32].
ففي كل هذه الأفعال الواردات في الآيات السابقات: (اتخذُت، ظلمتُ، أسلمتُ، بسطتَ، نفستِ، شئتُما، تبتُم، اتقيتُنَّ، لمتُنَّني)، وقعت تاء الفاعل ضميرًا متحركًا بالضم، أو بالفتح، أو بالكسر، في محل رفع فاعلًا؛ لأنها قد دلت على مَن فعل الفعل، وقام به.
والضمير في هذه الأفعال كلها هو التاء فقط، وأما ما وَلِيها مِن حروف؛ كـ:
التاء والميم في (شئتما)، فهما حرفان دالان على التثنية.
والميم في (تبتم)، فهي حرف دال على جماعة الذكور.
والنون المشددة في (اتقيتنَّ، ولمتنَّني)، فهي حرف دال على جماعة الإناث.
ويلاحظ من جملة الآيات التي ذكرناها على الضمير المتصل (تاء الفاعل):
1- أن تاء الفاعل متى اتصلت بالفعل الماضي بُنِي معها على السكون، وقد تقدم ذكر ذلك.
2- أن تاء الفاعل لَمَّا زادَتْ دلالتُها على المفرد، فدلَّت على المثنى، أو الجمع، كانت مضمومة دائمًا، بخلاف حالِها عند دلالتها على المفرد، فقد كانت مضمومةً، ومفتوحة، ومكسورة.
3- أن تاء الفاعل إما أن تدل على:
التكلم، ولها حينئذٍ شكلٌ واحد، وهو أن تكونَ مضمومةً غيرَ مُتبَعة بأي حرف.
وإما أن تدل على الخطابِ، وهو الأشكال الخمسة الباقية، والتي قد ذكرناها مفصلة فيما مضى.
وسواء دلَّت تاءُ الفاعل على المفرد، أم على المثنى، أم على الجمع، وسواء كانت للمتكلم، أم للمخاطَب؛ فهي تعرب ضميرًا مبنيًّا على (حسب ضبط الضمير)، في محل رفع، فاعلًا، ولا تتصل إلا بالفعل الماضي، ويُبنَى معها على السكون.
الضمير الثالث من الضمائر المتصلة المتحركة التي تقع فاعلًا: نا الفاعلين:
ثالث الضمائر المتصلة المتحركة التي تعرب فاعلًا: نا الفاعلين، ونا الفاعلين تكون في محل رفع فاعلًا بشرطين:
1- أن تدل على مَن قام بالفعل؛ نحو قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286]، فإن (نا) في الفعلين الماضيين (نسِينا، وأخطأنا) قد دلت على من قام بالنسيان والخطأ؛ ولذلك كانت فاعلًا، فإن دلت (نا) على من وقع عليه الفعل، كانت مفعولًا به، لا فاعلًا، وذلك نحو الفعل (مسنا) في قوله تعالى: ﴿مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ﴾ [يوسف: 88]، فالفاعل في هذه الآية هو (الضر)؛ ولذلك كان مرفوعًا، بينما الضمير (نا) هو الذي وقع عليه مس الضر؛ ولذلك فهو هنا مفعول به، لا فاعل.
2- أن يكون الفعل الذي اتصلت به (نا) فعلًا ماضيًا مبنيًّا على السكون[13]، فلا تكون (نا) فاعلًا إلا مع الفعل الماضي المبنيِّ على السكون؛ نحو قوله تعالى: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾ [البقرة: 285]، فـ(نا) قد اتصلت هنا بفعلين ماضيين، هما: (سمعنا، وأطعنا)، وقد بُنيا معها على السكون؛ ولذلك فهي تعرب هنا: ضميرًا مبنيًّا على الفتح في محل رفع فاعلًا.
فإن اتصلت (نا) بـ:
فعل ماضٍ، ولم يُبْنَ معها على السكون، وإنما بُنِي معها على الفتح؛ نحو قوله تعالى: ﴿وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ [ق: 38].
أو اتصلت بفعل مضارع؛ نحو قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا... رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾ [البقرة: 286].
أو اتصلت بفعل أمر؛ نحو قوله تعالى: ﴿وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286].
فإنها تُعرَب في هذه الأحوال الثلاثة مفعولًا به، لا فاعلًا؛ وذلك لأنها حينئذٍ تدل على مَن وقع عليه الفعل، لا مَن قام به، وهذا هو المفعولُ به[14].
ولذلك لو تأمَّلت الأفعال التي اتصلت بها (نا) في هذه الآيات المباركات المذكورات - وهي على الترتيب: (مسَّنا، تؤاخذنا، تُحمِّلنا، ارحمنا، انصرنا) - لوجدتَ أن المسَّ والمؤاخذة والتحميل والرحمة والنصر قد وقعت على الضمير (نا)، بينما الفاعل في الآية الأولى هو (اللغوب)، وفي باقي الآيات هو الله عز وجل.
إذًا يتلخَّص لنا مما سبق أن الضمير (نا) يتصل بأنواع الفعل الثلاثة: الماضي، والمضارع، والأمر، ولا يكون فاعلًا إلا إذا اتصل بالفعل الماضي فقط، ويشترط أن يُبنى معه على السكون.
فإن اتصل بـ: الفعل الماضي وبُني معه على الفتح أو الضم، أو الفعل المضارع، أو الفعل الأمر؛ فهو مفعول به، لا فاعل.
ويتلخَّص لنا كذلك مما سبق أن الفعل الماضي إذا اتصل بالضمير (نا)، فقد يُبنى معه على:
الفتح، وحينئذٍ يعرب مفعولًا به قولًا واحدًا.
أو على السكون، وحينئذٍ يعرب فاعلًا، كما سبق أن بيَّنا.
وسواء كان الضمير (نا) فاعلًا، أم مفعولًا به، فإنه يدل على المتكلم، سواء كان هذا المتكلم:
واحدًا مُعظِّمًا نفسه؛ مذكرًا كان أو مؤنثًا؛ نحو قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ [ق: 38]، فقد اتَّصلت هنا (نا) الفاعلين بالفعل الماضي (خَلَقْنا)، وقد دلَّت - كما هو واضح - على مَن فعل الخلق، وقام به؛ ولذلك كانت هي الفاعل، وهي هنا قد دلَّت على الواحد المُعظِّم نفسه، وهو الله عز وجل.
ومثال وقوع (نا) مفعولًا به، وهي تدل على المتكلم الواحد المعظِّم نفسه: قولُه تعالى: ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ﴾ [يونس: 12]، فقد اتَّصلَتْ هنا (نا) المفعولين بالفعل المضارع (يَدْعُنا)، وقد دلَّت على مَن وقع عليه الدعاء؛ ولذلك كانت هي المفعول به، وهي هنا قد دلت على الواحد المعظِّم نفسه، وهو الله عز وجل.
أم كان هذا المتكلم أكثر مِن واحد، فتدل (نا) على المثنى بنوعَيْه؛ المذكر والمؤنث، وعلى الجمع بنوعَيْه؛ المذكر والمؤنث.
ومثال وقوع (نا) فاعلًا، مع دلالتها على أكثر من واحد: قولُه تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا﴾ [النساء: 46]، فقد اتصل الضمير (نا) هنا بالفعلين الماضيين (سمعنا، وعصينا)، ودل على مَن قام بالفعل وأوجده؛ ولذلك كان فاعلًا، وقد دلَّ هنا على أكثر من واحد.
ومثال وقوع (نا) مفعولًا به، مع دلالتها على أكثر من واحد: قولُه تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [النساء: 46]، فقد اتصل الضمير (نا) هنا بفعلَيِ الأمر (راعنا، انظرنا)، ودل على مَن وقع عليه المراعاة والنظر؛ ولذلك كان مفعولًا به، وقد دلَّ هنا على أكثر مِن واحد.
ثانيًا: من الضمائر المتصلة التي تقع فاعلًا: ضمائر الرفع الساكنة:
ذكرنا - فيما تقدم - أن مِن ضمائر الرفع المتصلة التي تقع فاعلًا: ضمائرَ الرفع الساكنة، وذكرنا أن هذه الضمائر ثلاثة؛ وهي: واو الجماعة، ألف الاثنين، ياء المخاطبة المؤنثة.
أولًا: واو الجماعة:
تتصل واو الجماعة بأنواع الفعل الثلاثة، فتتصل بالفعل:
الماضي؛ نحو قوله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾ [المائدة: 93].
والمضارع؛ نحو قوله تعالى: ﴿وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ﴾ [البقرة: 283].
والأمر؛ نحو قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾ [المؤمنون: 51].
وتعرب معها كلها: ضميرًا مبنيًّا على السكون، في محل رفع، فاعلًا.
ويلاحظ مما سبق من الآيات الممثل بها: أن واو الجماعة تعرب فاعلًا مطلقًا؛ سواء دلت على:
الخطاب، كما في الأفعال؛ (تكتموا، كلوا، اعملوا).
أم دلت على الغَيبة، كما في الأفعال: (آمَنوا، عملوا، طَعِموا).
ثانيًا: من الضمائر المتصلة الساكنة التي تقع فاعلًا: ألف الاثنين، أو الاثنتين:
تتصل ألف الاثنين أو الاثنتين بأنواع الفعل الثلاثة، فتتصل بالفعل:
الماضي، ومثال ألف الاثنين معه قوله تعالى: ﴿فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا﴾ [الكهف: 77]، ومثال ألف الاثنتين مع الفعل الماضي قولُه سبحانه: ﴿كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا﴾ [التحريم: 10].
والمضارع، ومثال ألف الاثنين معه قوله تعالى: ﴿قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾ [يوسف: 41]، ومثال ألف الاثنتين مع الفعل المضارع قولُه عز وجل: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾ [الرحمن: 50].
والأمر، ومثال ألف الاثنين معه قولُه تعالى: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا﴾ [طه: 43، 44]، ومثال ألف الاثنتين مع الفعل الأمر قولُك لامرأتين: اطلبَا العلم مع أخواتِكنَّ المؤمنات.
وتُعرَب هذه الألف - سواء في ذلك ألف الاثنين، أم ألف الاثنتين - مع أنواع الفعل الثلاثة: ضميرًا مبنيًّا على السكون، في محل رفع فاعلًا.
ويلاحظ مما سبق من الآيات الممثَّل بها: أن ألف الاثنين أو الاثنتين تعرب فاعلًا مطلقًا؛ سواء دلت على:
الغَيبة، كما في الأفعال: (انطلَقا، أَتَيَا، استطعَما، كانتا، خانتاهما، تجريان).
أم دلت على الخطاب، كما في الأفعال: (تستفتيان، اذهبا، قُولَا).
ثالثًا من الضمائر المتصلة الساكنة التي تقع فاعلًا: ياء المخاطبة المؤنثة:
ياء المخاطبة المؤنثة من ضمائر الرفع الساكنة، وهي تتصل بنوعين فقط من الأفعال، هما:
1- الفعل المضارع؛ نحو قوله تعالى: ﴿فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ [النمل: 33]، وقوله سبحانه: ﴿قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ [هود: 73].
2- الفعل الأمر[15]؛ نحو قوله تعالى: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ [مريم: 25].
وهي - سواء اتصلت بالفعل المضارع، أم اتصلت بالفعل الأمر - تُعرب ضميرًا مبنيًّا على السكون، في محل رفع فاعلًا.
ويلاحظ مما سبق من الآيات الممثل بها: أن ياء المخاطبة على اسمها لا تكون إلا للخطاب، فلا تكون للغَيبة أبدًا.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|