عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-11-2022, 02:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي خطيبي ينتقدني كثيرا

خطيبي ينتقدني كثيرا
أ. لولوة السجا


السؤال:

ملخص السؤال:
فتاة مخطوبة، ينتقدها خطيبها دائماً، ويقلل من شأنها، حتى وصل الأمر بينهما إلى استحالة الاستمرار، وتسأل: هل أكمل معه أو أتركه؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 24 سنة، ما زلتُ طالبة في كلية الطب، أدرس في دولة أوروبية، ومخطوبة لشخص يدرس معي.

مشكلتي مع خطيبي، فمنذ عام خَطَبني ووافَقْتُ عليه لأنه يحبني؛ ولأنني لَم أرَ شيئًا يعيبه، لكني لا أكنُّ له أي مشاعر، وكنت أظنُّ أن الزواجَ أمرٌ لا بُدُّ منه؛ ولذلك وافقت!

لكن بدأت الأمور تتعسَّر بيننا؛ فلا يوجد أي تفاهُم بيننا، ولا توجد لُغة حوار، فمشكلتُنا الأساسيةُ أنه لا يرى إيجابياتي، ودائمًا ينتقدني ويُحاول الاستِنْقاص مني، وأنا أُحاول ألا أُظْهِر له ذلك، لكن لَم أَعُدْ أحتَمِل الموضوع، وأشعر بانزعاجٍ كبيرٍ!

أخبرته بالأمر وأنه يسبب لي مشكلة، فأجابني بأنه ليس عدوي، لكنه ينصحني مِن أجْل مصلحتي!

أخبرني بأنه يريد الزواج مني لشخصيتي وثقافتي وعلمي، لا لجمالي، وبالرغم مِن ذلك فإنه يصفني بعدم الفَهم!

بدأتُ أُصَدِّق كلامَه، فاعتزلتُ الناس وبدأتُ أكرِّس وقتي للدراسة والقراءة وتعلم اللغات!

وصلنا لمرحلةٍ يصعُب أن نستمرَّ فيها معًا، فهو يرى أنني لا بد أن أقبلَ كلامه حتى نتعوَّدَ على الحياة الزوجية، وإلا فلن نتزوَّجَ.

أرجو أن تُشيروا عليَّ
هل أكمل معه أو لا؟

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:
فإنَّ مِن أبجديات العلاقة الزوجية سَعْي كلا الطرفَيْنِ لِمُحاولة التوافق والتأقلم مع الطرَف الآخر، فبطبيعة الحال لن يكونَ الزوجان على درجة واحدةٍ؛ سواء كان ذلك في الطباع أو الثقافة، أو غير ذلك مما هو أَوْلَى.

وغالبًا ما يحدُث ذلك في البدايات، وقد تستمرُّ فترةُ الاختِلاف بين الزوجين مِن خمس إلى ما يُقارب عشر سنوات، هذا في الأعمِّ الأغلَب، وقد يتحقق الانسِجامُ منذ البداية، كما أنه قد يستمرُّ الاختلاف مدى الحياة! فلا تتعجبي.

يقال: (الخِلافُ لا يُفْسِدُ للودِّ قضية)؛ لذا لا تُفَسِّري الأمورَ تفسيرًا خاطئًا؛ فقد يكون حريصًا على الارتقاء بك للأفضل، لكنه أخطأ في الأسلوب.

وأقصد: أنَّ كل ذلك لا يُفْهَمُ منه انتقاصٌ أو تنقُّصٌ، أو أنه علامة حب أو كره أو احتقار، وإنما هي أخلاقٌ رَزَقَهُ الخالق بها، فدَعي ما تُنكرين، وخُذي ما تعرفين.

تغافلي؛ فسياسة التغافُل - كما يقولون - تُريح القلوب.

أختي الكريمة، على الزوجة حين ترغب في اتخاذ قرارٍ ما بشأن علاقتها الزوجية أن تُوازِنَ بين الأمور؛ بحيث لا تُغفل الجوانب الحسنة في زوجها؛ كالتِزامه بدينه، وتحقُّق بعض الصفات الإيجابية في شخصيته..
مَنْ ذَا الَّذِي مَا سَاءَ قَطّْ؟
وَمَنْ لَهُ الحُسْنَى فَقَطْ؟


ثم إنَّ هذا كله لا يمنع مِن اتباع قاعدة تسمى: (التغير والتغيير للأفضل)، فالزوجان حقيقةً يسعى كلٌّ منهما وبشكل غير مباشر أحيانًا في تغيير نفسه وتغيير الطرف الآخر، كلُّ ذلك مِن أجْلِ أن تسيرَ دفةُ الحياة.

عزيزتي، لك أن تختاري الأسلوبَ المناسبَ في إبداء وجهة نظرك، ومدى انْزِعاجك مِن بعض ما يَصْدُر مِن زوجك أو خطيبك، وذلك بهدف الحِفاظ على جميل العلاقة واستمرارها.

وكونُ الزوج يمتلك شخصيةً ناقدة لا يعني ذلك منطقية النقد، فقد يكون الدافعُ لذلك هو فقدان الثقة في الذات، وقد يكون العكس وهو الغرور والإعجاب الذي يدْفعانه لذلك، وعلى أي حال فلا داعي لأنْ تَقْلَقي أو تتأثَّري.

ليس لي أن أفرضَ عليك قرارًا، فأنتِ أعلم مني بحالك ومدى تحملك له، لكنها نصائح أوجهها لك فخُذي ما شئتِ منها.

تمهَّلي في اتخاذ القرار، مع لُزُوم الدعاء، وصلاة ركعتي الاستخارة، فما خاب مَن استخار الخالق.

أسال الله لك الهداية والتوفيق لكل خير، وأن يلهمك رشدك، ويخرجك من حيرتك
إنه وَلِيُّ ذلك سبحانه وبحمده

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.73 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]