
05-11-2022, 11:50 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة :
|
|
رد: تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ
روى السدي، عن أبي مالك، وأبي صالح، عن ابن عباس قال:"يقول: في قلوبهم شك".
وقال غيره: المرض: النفاق والرياء، والمرض: في الجسد، كما أن العمى: في القلب
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (والمرض: الكفر، ومنه قوله عز وجل:{في قلوبهم مرض})
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): المرض عبارة مستعارة للفساد الذي في عقائد هؤلاء المنافقين وذلك إما أن يكون شكا، وإما جحدا بسبب حسدهم مع علمهم بصحة ما يجحدون، وبنحو هذا فسر المتأولون.
وقال قوم: «المرض غمهم بظهور أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم».
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) قال السّدّيّ، عن أبي مالكٍ وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في هذه الآية: {في قلوبهم مرضٌ}قال: « شكٌّ»،{فزادهم اللّه مرضًا}قال: «شكًّا».
وقال [محمّد] بن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة، أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ [في قوله] {في قلوبهم مرضٌ}قال: «شك».
وكذلك قال مجاهدٌ، وعكرمة، والحسن البصريّ، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة.
وعن عكرمة، وطاوسٍ: «{في قلوبهم مرضٌ}يعني: الرّياء».
وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ:{في قلوبهم مرضٌ}قال: «نفاقٌ»،{فزادهم اللّه مرضًا}قال: «نفاقًا»، وهذا كالأوّل.
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: {في قلوبهم مرضٌ}قال: «هذا مرضٌ في الدّين، وليس مرضًا في الأجساد، وهم المنافقون،والمرض: الشّكّ الّذي دخلهم في الإسلام
2- معنى زادهم
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {فزادهم اللّه مرضًا}
[الوجه الأول]
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: «{فزادهم اللّه مرضًا}أي شكًّا».
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، يقول: «{فزادهم اللّه مرضًا}يعني شكًّا».
الوجه الثّاني:
- حدّثنا محمّد بن عليّ بن سعيدٍ النّسائيّ، ثنا قتيبة بن سعيدٍ، ثنا جعفر بن سليمان الضّبعيّ، عن محمّد بن عليٍّ، عن سعدٍ الإسكاف، عن زيد بن عليٍّ أنّه قال: «المرض مرضان: مرض زنًا، ومرض نفاقٍ».
- حدّثنا أبي، ثنا أبو عمر حفص بن عمر، ثنا الحارث بن وجيهٍ، عن مالك بن دينارٍ قال: سألت عكرمة عن قوله: {فزادهم اللّه مرضًا}قال: «زنًا».
الوجه الثّالث:
- حدّثنا محمّد بن عليٍّ أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: «{فزادهم اللّه مرضًا}أي نفاقًا».
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): واختلف المتأولون في معنى قوله فزادهم اللّه مرضاً فقيل هو دعاء عليهم، وقيل هو خبر أن الله قد فعل بهم ذلك، وهذه الزيادة هي بما ينزل من الوحي ويظهر من البراهين، فهي على هؤلاء المنافقين عمى وكلما كذبوا زاد المرض.
3- معنى أليم.
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ) {عذابٌ أليمٌ}أي: موجع من الألم، وهو في موضع "مفعل"،
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): {أليم}: موجع، في معنى "مؤلم")
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى:{ولهم عذابٌ أليمٌ}
قال أبو جعفرٍ:والأليم:هو الموجع، ومعناه: ولهم عذابٌ مؤلمٌ، فصرف مؤلمٍ إلى أليمٍ
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: {ولهم عذابٌ أليمٌ}
- حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع ابن أنسٍ عن أبي العالية، في قوله: {ولهم عذابٌ أليمٌ}قال: «الأليم الموجع في القرآن كلّه».قال: وكذلك فسّره سعيد بن جعفرٍ، والضّحّاك بن مزاحمٍ، وقتادة وأبو مالكٍ، وأبو عمران الجونيّ، ومقاتل بن حيّان
الَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (والأليم: المؤلم).[ياقوتة الصراط: 171]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّرَضٌ}: نفاق. {أَلِيمٌ}: مؤلم). [العمدة في غريب القرآن: 70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: «كل شيء في القرآن{أليم}فهو الموجع».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: «{الأليم}الموجع في القرآن كله».
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله{مرض}قال:«ريبة وشك في أمر الله»،{فزادهم الله مرضا}قال: «ريبة وشكا»،{ولهم عذابأليم بما كانوا يكذبون}قال: «إياكم والكذب فإنه من باب النفاق وإنا والله ما رأينا عملا قط أسرع في فساد قلب عبد من كبر أو كذب».
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {في قلوبهم مرض}قال: «هذا مرض في الدين وليس مرضا في الأجساد، وهم المنافقون والمرض الشك الذي دخل في الإسلام.»
وأخرج ابن جرير عن الربيع في قوله: {في قلوبهم مرض}قال: «هؤلاء أهل النفاق، والمرض في قلوبهم الشك في أمر الله عز وجل{فزادهم اللهمرضا}قال: شكا».
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: «العذاب الأليم، هم الموجع وكل شيء في القرآن من{الأليم}فهو الموجع»)
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {بما كانوا يكذبون}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ، في قوله: «{بما كانوا يكذبون}يقول: يبدّلون ويحرّفون».). [تفسير القرآن العظيم: 1/44]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}
أخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله{مرض}قال: «شك»،{فزادهم الله مرضا}أي قال: «شكا».
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود مثله.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {في قلوبهم مرض}قال:«النفاق»،{ولهم عذاب أليم}قال:« نكال موجع»،{بما كانوايكذبون}قال: «يبدلون ويحرفون».
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى: {في قلوبهم مرض}قال: «النفاق»،
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): وأليمٌ معناه مؤلم
4- الضمير لهم
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): والضمير في لهم هو عائد إلى المنافقين المشار إليهم قبل.
وقال بعض الناس: «الإشارة هنا هي إلى منافقي اليهود».
وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه في تفسير هذه الآية:«لم يجئ هؤلاء بعد»،ومعنى قوله: لم ينقرضوا بل هم يجيئون في كل زمان)
** القراءات
1- القراءات (مرض –زادهم -يكذّبون)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({في قلوبهم مّرضٌ فزادهم اللّه مرضاً ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون}
أما قوله:{فزادهم اللّه مرضاً}؛ فمنفخم: نصب الزاي،فقال: (زَادَهم)، ومن أمال: كسر الزاي، فقال: (زِادَهم)؛لأنها من "زِدْت" أولها مكسور.
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)
اختلفت القراءة في قراءة ذلك،فقرأه بعضهم:{بما كانوا يكذبون}مخفّفة الذّال مفتوحة الياء، وهي قراءة عظم قرأة أهل الكوفة.
وقرأه آخرون:(يكذّبون ) بضمّ الياء وتشديد الذّال، وهي قراءة أهل المدينة والحجاز والبصرة.
وكأنّ الّذين قرءوا ذلك بتشديد الذّال وضمّ الياء رأوا أنّ اللّه جلّ ثناؤه إنّما أوجب للمنافقين العذاب الأليم بتكذيبهم نبيّهم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم وبما جاء به، وأنّ الكذب لولا التّكذيب لا يوجب لأحدٍ اليسير من العذاب، فكيف بالأليم منه؟
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): وقرأ الأصمعي عن أبي عمر: «مرض» بسكون الراء وهي لغة في المصدر قال أبو الفتح: «وليس بتخفيف».
وقرأ حمزة: «فزادهم» بكسر الزاي، وكذلك ابن عامر، وكان نافع يشم الزاي إلى الكسر، وفتح الباقون.
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر «يكذّبون» بضم الياء وتشديد الذال.
وقرأ الباقون بفتح الياء وتخفيف الذال، فالقراءة بالتثقيل يؤيدها قوله تعالى قبل: {وما هم بمؤمنين}،فهذا إخبار بأنهم يكذبون.
والقراءة بالتخفيف يؤيدها أن سياق الآيات إنما هي إخبار بكذبهم، والتوعد بالعذاب الأليم، متوجه على الكذب في مثل هذه النازلة، إذ هو منطو على الكفر، وقراءة التثقيل أرجح.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|