عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-10-2022, 09:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي من شعر ابن خفاجة الأندلسي

من شعر ابن خفاجة الأندلسي


محمد حمادة إمام






يرى ابن خفاجة أن المشِيبَ رُزْءٌ، كاشفًا عن تحسُّره على ما مضى وانقضى مِن عصر الشباب والصِّبا، ويبدو أن هذا كان في أول عهدِه بالمشِيب.

يقول لأول شيبة طلعتْ في عِذَارِهِ، فأفصحتْ بوعظِه وإنذاره: [1][ من الوافر]:
أَرِقْتُ على الصِّبا لِطُلُوع نَجْمٍ
أُسَمِّيه مُسَامحةً مَشِيبَا

كفاني رُزْءُ نَفْسٍ أن تَبَدَّى
وأعظَمُ منه رُزْءًا أَنْ يغِيبا

ولولا أَنْ يَشُقَّ عَلَى المَعَالي
للاقيتُ الفتاةَ بهِ خَضِيبَا

فلم أَعْدمْ هُناك به شَفيعًا
إلى أَمَلٍ ولم أبْرحْ حبيبا

غريبةُ شَيْبِ فَوْدٍ إنْ تَمادَتْ
حياتي آلَ أَسْوَدُهُ غَريبا

شَنِئْتْ لِمُجْتَلاها النَّوْر حَتَّى
شَنِئْتُ لمُجْتَلى النَّوْرِ القَضِيبا

وعِفْتُ كراهةً للشيْب شيئًا
يَكُوُن له شَبِيهًا أَو نَسِيبا

وأيَّةُ شَيْبةٍ إلَّا نَذيرٌ
فَهَلْ طَرَبٌ وَقَدْ مَثُلَتْ خَطِيبا

ونُؤْتُ بحَمْلها مِن عِبْءِ خَطْبٍ
كأنِّي قَدْ حَمَلْتُ بها عَسِيبا

ومِلْتُ على الشَّبابِ عن التَّصَابي
وكيفَ به وَقَدْ طَلَعتْ رَقِيبا

وقلتُ: الشيبُ للفتيانِ عَيْبٌ
كَفَى الأحداثَ شَيْنًا، أنْ تَشِيبا

فلا تَطْمَحْ إلى فَوْدِي، غُلَامًا
غريرًا واغْشَنِي كَهْلًا أَرِيبا



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.35 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.70%)]