عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27-10-2022, 10:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,416
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصب الفعل المضارع

نصب الفعل المضارع
أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن





أولًا: مثال وقوع كل من واو المعية وفاء السببية في جواب النفي، ونصب الفعل المضارع بهما:
مثال وقوع واو المعية في جواب النفي، ونصب الفعل المضارع بها: قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 142]، فهنا وقعت واو المعية قبل الفعل المضارع (يعلم) الثاني، في جواب النفي المدلول عليه بـ(لما)[27]؛ ولذلك نصب هذا الفعل، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.


ومثال وقوع فاء السببية في جواب النفي، ونصب الفعل المضارع بها: قوله تعالى: ﴿ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ﴾ [فاطر: 36]، وقوله سبحانه: ﴿ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ ﴾ [الأنعام: 52]، فهنا وقعَتْ فاء السببية قبل الفعل (فيموتوا)، والفعل (فتطردهم) في جواب النفي المدلول عليه بـ(لا، وما)؛ ولذلك نصب الفعل المضارع (فيموتوا)، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.
ونصب الفعل (تطردهم)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.


ثانيًا: مثال وقوع كل من فاء السببية وواو المعية في جواب الطلب، ونصب الفعل المضارع بهما:
اعلم - رحمك الله - أولًا أن الطلب يشمل ثمانية أمور؛ هي:
1- الأمر.
2- الدعاء.
3- النهي.
4- الاستفهام.
5- العرض.
6- التحضيض.
7- التمني.
8- الترجي.


وقد جمع بعضُ النحاة هذه الأمور الثمانية مع النفي في بيت واحد، فقال:
مُرْ وادعُ وانهَ وسَلْ واعرِضْ لحضِّهمُ ♦♦♦ تَمنَّ وارجُ كذاك النفيُ قد كَمُلا

وأي هذه الأمور الثمانية وقعت فاءُ السببية أو واو المعية جوابًا له، فإن الفعل المضارع الذي دخلت عليه هذه الفاء وهذه الواوُ يكون منصوبًا، وذاكم هي الأمثلة على نصب الفعل المضارع بفاء السببية وواو المعية الواقعتين في جواب هذا الطلب:
أولًا من أنواع الطلب: الأمر[28]:
مثال نصب الفعل المضارع بفاء السببية الواقعة في جواب الأمر: قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونَ ﴾ [البقرة: 117]، بنصب (يكون) في قراءة ابن عامر، وهي قراءة سبعية، وقوله سبحانه: ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونَ﴾ [النحل: 40]، بنصب (يكون) في قراءة الكسائي، وهي أيضًا قراءة سبعية. ووجه النصب هنا: أن الفعل (يكون) قد تقدَّمت عليه فاء السببية الواقعة في جواب الأمر (كن)[29]، فنُصب بها، وقد قرأ باقي السبعة هاتين الآيتين برفع الفعل المضارع (يكون)، على اعتبار أن الفاء للعطف والتعقيب[30].


ومثال نصب الفعل المضارع بواو المعية الواقعة في جواب الأمر: قول الأعشى:
فقلتُ ادعي وأدعوَ إنَّ أندى ♦♦♦ لِصوتٍ أن يُناديَ داعيانِ

فقد نصب الفعل المضارع (أدعو) بواو المعية[31] في جواب الأمر (ادعي)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
ومثال ذلك أيضًا: قولك: أيها الصديق اغفر هفوتي وأغفرَ هفوتك؛ لتدومَ صداقتنا.



ثانيًا: من أنواع الطلب: الدعاء:
ينصب الفعل المضارع بفاء السببية وواو المعية الواقعتين في جواب الدعاء، ومثال ذلك:
مثال نصب الفعل المضارع بفاء السببية الواقعة في جواب الدعاء: قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: 88]، فقد نصب الفعل المضارع (يؤمنوا) بفاء السببية[32] الواقعة في جواب الدعاء (اطمس، واشدد)، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.


ومثال ذلك أيضًا قول الشاعر:
ربِّ وفِّقني فلا أعدلَ عَنْ ♦♦♦ سننِ الساعينَ في خيرِ سننْ

فقد نصب الفعل المضارع (أعدل) بفاء السببية الواقعة في جواب فعل الدعاء الذي هو (وفِّقني)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
ومثال نصب الفعل المضارع بواو المعية الواقع في جواب الدعاء: أن تقول: رب اهدني وأعملَ الخير، فقد نصب الفعل المضارع (أعمل) بواو المعية الواقعة في جواب الدعاء (اهدني)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

ثالثًا: من أنواع الطلبِ: النهيُ:
ينصب الفعل المضارع بفاء السببية وواو المعية الواقعتين في جواب النهي، وأداة النهي هي (لا) الناهية، ومثال ذلك:
مثال نصب الفعل المضارع بفاء السببية الواقعة في جواب النهي: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ﴾ [طه: 81]، وقوله سبحانه: ﴿ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ﴾ [طه: 16]، وقوله عز وجل: ﴿ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ﴾ [طه: 117][33]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 35]، وقوله سبحانه: ﴿ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ ﴾ [طه: 61]، وقوله عز وجل: ﴿ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ﴾ [النساء: 129]، وقوله تبارك وتعالى: ﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا ﴾ [الإسراء: 22]، وقوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: 29]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا ﴾ [الإسراء: 39][34].


ومثال نصب الفعل المضارع بواو المعية الواقعة في جواب النهي: قوله تعالى: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 42]، فقد نصب الفعل (تكتموا) هنا بالواو الدالة على المعية، والواقعة في جواب النهي المدلول عليه بـ(لا) الناهية في قوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا ﴾[35]، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.

رابعًا: من أنواع الطلب: الاستفهام:
ينصب الفعل المضارع بفاء السببية وواو المعية الواقعتين في جواب الاستفهام، ومثال ذلك:
مثال نصب الفعل المضارع بفاء السببية الواقعة في جواب الاستفهام: قولُه تعالى: ﴿ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا ﴾ [الأعراف: 53]، وقوله سبحانه: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ [البقرة: 245]، وقوله عز وجل: ﴿ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ﴾ [الأنعام: 148]، وقوله تبارك وتعالى: ﴿ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ﴾ [المائدة: 31]، وقوله عز وجل: ﴿ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ﴾ [النساء: 97]، ومثال ذلك من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم: قوله صلى الله عليه وسلم: ((هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا))[36].


ففي هذه الآيات وهذا الحديث قد نصبت الأفعال المضارعة: (يشفعوا، ويضاعفه، وتخرجوه، وأواري، وتهاجروا، وتطعمونا) بفاء السببية الواقعة في جواب الاستفهام، المدلول عليه بأداة الاستفهام: (هل، من، هل، الهمزة في: "أعجزت" وفي "ألم"، وهل)[37].


ومثال نصب الفعل المضارع بواو المعية الواقعة في جواب الاستفهام: قول الشاعر:
ألم أكُ جارَكم ويكونَ بيني ♦♦♦ وبينَكمُ المودةُ والإخاءُ

فقد نصب الفعل المضارع (يكون) هنا بالواو الدالة على المعية[38]، في جواب الاستفهام المدلول عليه بالهمزة في (ألم)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.



خامسًا من أنواع الطلب: العَرْض:
العَرْضُ هو: الطلب برفقٍ ولِينٍ، ويَظهرانِ غالبًا في صوت المتكلم، وفي اختيار كلماته رقيقة دالَّة على الرفق، ومِن أدواته: (ألَا)، كما سيأتي في التمثيل عليه إن شاء الله تعالى.


والفعل المضارع يُنصَب بفاء السببية وواو المعية الواقعتين في جواب العرض، ومثال ذلك:
مثال نصب الفعل المضارع بفاء السببية الواقعة في جواب العرض: قول الشاعر:
يا بنَ الكرامِ ألا تدنو فتبصرَ ما ♦♦♦ قد حدَّثوكَ فما راءٍ كمَن سَمِعَا

فقد نصب الفعل المضارع (تبصر) بفاء السببية الواقعة في جواب العرض المدلول عليه بـ(ألَا)[39]، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.


ومثال نصب الفعل المضارع بواو المعية الواقعة في جواب العرض: ألَا تنزل عندنا وتصيبَ خيرًا - ألا تزورنا ونُكرمَك.
فقد نُصب الفعلان المضارعان (تصيب، ونكرمك) بواو المعية الواقعة في جواب العرض المدلول عليه بـ(ألا)، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة.

سادسًا من أنواع الطلب: التحضيض:
التحضيض هو: الطلب بحثٍّ وإزعاج وشدة وعنف، ويظهر ذلك غالبًا في صوت المتكلم، وفي اختيار كلماته جزلة قوية، ومن أدواته: (هلَّا، ولولا)، كما سيأتي في الأمثلة إن شاء الله تعالى.


والفعل المضارع ينصب بفاء السببية وواو المعية الواقعتين في جواب التحضيض، ومثال ذلك:
مثال نصب الفعل المضارع بفاء السببية الواقعة في جواب التحضيض: قوله تعالى: ﴿ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ ﴾ [المنافقون: 10]، وقوله عز وجل: ﴿ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ ﴾ [طه: 134]، فقد نُصِب الفعلان المضارعان (أصَّدَّق، ونتَّبع) بفاء السببية في جواب التحضيض المدلول عليه بـ(لولا)، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة.


ومثال نصب الفعل المضارع بواو المعية الواقعة في جواب التحضيض: أن تقول: هلَّا أكرمت زيدًا ويشكرَ، فقد نصب الفعل المضارع (يشكر) بواو المعية الواقعة في جواب التحضيض المدلول عليه بـ(هلَّا)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.51 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.40%)]