عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21-10-2022, 07:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ما هو منهج الفصحى؟

ما هو منهج الفصحى؟
أ. عبدالله بن محمد بن بدير





عند التصميم:
تختلف أدوات منهج الفصحى عن أدوات المناهج الاعتيادية منذ الإعداد لتصميم المنهج، فلا بد من تصميمه على لغة الحوار إضافة إلى لغتي العلم والأدب.

فعند تصميم المنهج لا بد من رعاية خصيصته الفارقة التي ذكرناها مرارا، وهي أنه منهج "يزاول اللغة ويبني بها الملكة" فلا بد أن يولي اللغة الحوارية التخاطبية الحية أكبر قيمة في محتواه، دونما تقصير في النواحي السردية، وذلك بأن:
1 - يحلل "دارجة عصر التنزيل" وهي لغة الحوار المصطلح عليها في ذلك العصر، ويسجل أدواتها التعبيرية، من العبارات الوظيفية، والاختيارات التعبيرية، والمسالك التخاطبية، والنظم التركيبية، وأساليب السَّوق والترصيف، ثم يعيد صوغ هذه الأدوات في حواراتنا المعاصرة.

2 - يحلل العاميات المعاصرة لاكتشاف العبارات الاصطلاحية السائدة في خطابنا ومقابلتها بما ذكرناه في النقطة السابقة من البدائل الفصحى المناسبة.

3 - يحلل قواعد النحو والصرف لصياغتها صياغة حسية؛ لبناء قواعد نحو وصرف حسية يستطيع المتعلم المشافه إدراك سماتها الفارقة بحاسة السمع، إلى درجة الاقتدار على تكوين ملكة يحتذيها في إفصاحه باللغة.

عند التعليم[8]:
تفسير المفردات:
التفسير في المستويات الدنيا من الحضانة:
1 - التفسير نوع من الشرح، نحتاج فيه إلى استخدام أدوات التوضيح والتشويق العامة كالإيحاءات المتنوعة التي بيناها هناك، لكن التفسير مع هذا يختص بأدوات توضيح وتشويق أخرى نستخدمها معه، من أجل ذلك أفردناه بهذا العنوان الفرعي.

2 - والحق أنه يمكننا اختصار أدوات التوضيح والتشويق الجديدة في أداتين رئيسيتين تحتهما أنواع كما يلي:

3 -‌ الاستحضار للواقع (في الأسماء)، ويكون هذا الاستحضار بـ :
‌أ: استحضار ذات الشيء، عندما يكون ذلك ممكنا ولو مع بذل جهد محتمل، كأن نتجه بالأولاد نحو النافذة لنشير إلى الشجرة وحن نردد: شجرة! شجرة! أو أن نخرج بهم إليها في الفناء؛ لأن ذلك يجعل التعليم واقعيا راسخا.

‌ب: استحضار صورة الشيء، وذلك حيث يصعب استحضار الشيء بعينه في الواقع، مع انتفاء الحرج الشرعي في التصوير، ويكون التصوير الأفضل هو التصوير المتحرك (فيديو) لما فيها من الصوت والحركة، مثلا: شلَّال.

‌ج : استحضار صوت الشيء، إذا أتينا بصورة غير متحركة (ليست فيديو) فسيكون الصوت ظهيرا جيدا معها، مثلا: مطر، نشير إلى الصورة ونشغل الصوت. وعندما يتعلق الأمر باسم يحرم تصويره شرعا فسينفرد الصوت وحده، مثل: طفل.

‌د : استحضار المعنى! عندما يكون المسمى معنويا، وليس حِسِّيًّا كالمسميات السابقة، وذلك مثل: «عَوْنٍ» في جموع السكون، س: كيف نفسر للأولاد قولنا: «عَوْنٌ عَوْنُ؟ ... أَعْوَانُ!»؟؟ جـ : نستدعي موقفا تعاونيا، مثل: «مَنْ يُعِينُنِي عَلَى نَقْلِ الْمِنْضَدَةِ؟ أَيْنَ الْأَعْوَانُ؟ يَا عُمَرُ، كُنْ عَوْنًا لِي!».

4 -تصميم المواقف الحقيقية (في الأفعال)، مثل:

‌أ : موقف بسيط مثل: نخلع نعلا أو قلنسوة أو قفازا ونحن نرد: خَلَعَ، خَلَعَ.

‌ب : موقف مركب مثل: تصميم مواقف حقيقية بين الأولاد تتحقق فيها القصة القصيرة للفعل، وهذه الوسيلة من أنفع وسائل التفسير، بل لولاها لكان موضوع إحياء العربية الفصحى لغة للحوار اليومي أمرا خياليا مستحيل التحقيق، فهي تكشف للأولاد بهذا البيان الاستعمالي البديع عن معنى كلمة يصعب على أكثر الكبار استجلاء معناها بالبيان النظري المعتاد، وهي الفعل «شَرِكَ» انظر النشيد الأيسر، فالموقف الحقيقي جعل الفعل «شرِك» كلمة واقعية مستخدمة بسهولة في لغة الأولاد اليومية.

شَرِكَ
شَرِكَتْنِي أُخْ
تِي فِي أَكْلِي

مَرْحَى مَرْحَى
بِكِ يَا أُخْتِي


5 - ومن الأمثلة التي تجمع بين أنواع من وسائل التوضيح والتشويق العامة والخاصة:
1 - أثناء التَّرداد نؤكد ربط اللفظ بالمعنى مستخدمين.

6 - ‌الإيحاء الحركي، كأن:
‌أ : نتشمم بأنوفنا بالتذاذ ونحن نردد: مِسْكٌ، مِسْكُ. ‌
‌ب : نربِّت على أكتافنا ونحن نردد: كَتِفٌ، كَتِفُ. ‌
‌ج : ونمشي بضعف وتثاقل ونحن نردد: هَرِمٌ ، هَرِمُ. ‌
‌د : نتراجع في خوف ونحن نرد: فَزِعٌ، فَزِعُ.
‌ه : نفغر أفواهنا مشدوهين ونحن نردد: فَغَرَ،فَغَرَ .
‌و : ونديم النظر منجذبين ونحن نردد: هَطَعَ، هَطَعَ .

2 - ‌الاستحضار للواقع مع الصورة، ونبذل في ذلك الجهد المناسب، ، فهذا من أنفع الوسائل لتفسير المعاني، بوضوح وسهولة مثلا:

‌أ : نربِّتَ على جذع شجرة مجاورة ونحن نردد: جِذْعٌ، جِذْعُ.
‌ب : أو نخرج نصف جنيه من جيوبنا مع ترديد: نِصْفٌ، نِصْفُ. هلم جرا.
‌ج : ‌نصنع لهم الـ (كاستر)، ونخفيه، ثم نقدمه لهم ونحن نردد: سِرِ/ سِرِ >> سِرِطْرَاطْ.
‌د : ‌عند تناولنا الدجاج نقدم لهم الـ (الزلمُكّة)، ونحن نتنادى بها «زِمِكَّى! زِمِكَّى!» وهكذا.

3 -نعمل على تصميم مواقف حقيقية بين الأولاد تتحقق فيها القصة القصيرة لكل فعل، من هنا يتحقق الأولاد من معنى كلمة تصعب على أكثر الكبار كالفعل «شَرِكَ»، ويستخدمونها بسهولة في لغتهم اليومية.

4 -‌الاستعانة بتسجيلات صوتية مناسبة، كأن نشغل صوت طفل رضيع أثناء ترديد: طِفْلٌ ، طِفْلُ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.89 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]