عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-10-2022, 06:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,551
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي بخيل ويمنعني من الإنجاب

زوجي بخيل ويمنعني من الإنجاب
أ. لولوة السجا


السؤال:

ملخص السؤال:
فتاة تزوجت رجلاً كبيرًا في السن، يبخل عليها بالمال، ويمنعها مِن الإنجاب بحجة أنه يكره الأطفال..

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجتُ منذ عامين من رجل يكبرني بـ18 عامًا، مطلق ولديه أولاد، دومًا يردد على سمعي: أنا نادم لأنني تزوجتك، وفي المقابل يقول: أحبك ولا أستطيع العيش بدونك!

يجرحني بكلماته ويقول: أنت قبيحة، وجاهلة! ومن كثرة ما أسمع منه بدأت شخصيتي تهتزُّ وتضعُف، وأبكي من أقل شيء، ولم أعدْ أصدق أي كلمة حب تقال منه!

لم أعدْ قادرة على تحمله، خصوصًا وأنه لا يخرجني من البيت، ولا يريدني أن أنجب، ويقول: أنتِ صغيرة ولا تَقدرين على الأطفال، وأنا أكره الأطفال!
راتبه كبير، لكنه شحيح جدًّا في الإنفاق عليَّ، أفكر في الطلاق
فأشيروا عليَّ هل أطلب الطلاق أو لا؟

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعد:
فيا عزيزتي، حين شرَع الله الطلاق وجَعَلَهُ مَخْرجًا للزوجَيْنِ في حال تصعَّبَتِ الأمور - لَم يكنْ يعني ذلك أن هذا هو الطريق الوحيد في معالجة الأمور.

أنت كزوجةٍ يَحِقُّ لك المطالبة بحقوقك التي شرَعها اللهُ لك، وأقصد بذلك مسألة الإنجاب؛ باعتبار أنها القضية الأم في مسألة خلافك مع زوجك، فهذا أمرٌ لا يَحِقُّ له أبدًا أن يَمْنَعك إياه، وإن كنتُ أُفَضِّل أن تكونَ بينكما جلسة حوار هادئة؛ تتساءلين فيها عن أسباب المنْع، وعمَّا إذا كان هذا أمرًا مؤقتًا، وليس رفْضًا كليًّا للمسألة.

ثم يأتي بعد ذلك انتقادُ ما ترْغبين انتقاده، ولْيَكُنْ المعين لك على ذلك بعد توفيق الله حُسن نقاشك وعتابك؛ فالقلوبُ يأسرها حُسنُ الخُلُق، والرِّفْقُ ما كان في شيءٍ إلا زانه، فلعله يتفهم معاناتك، وقد تكون أمورًا لم يأبه لها بِحُكم رفع الكلفة بين الزوجين.

المهم أن تجعلي طلَب الطلاق هو آخر الحلول، ولعل الله يكفيك.

وحقيقةً، فإنَّ الحياة بِرُمَّتِها لا يَسْلَمُ الإنسانُ فيها مِن المُنَغصات والمكدرات، ومن ذلك ما يحدُث بين الزوجين، فهو أشبه بما يكون بين الأصدقاء؛ لذلك تَجِدينهم يتغافَل بعضُهم عن بعض، أو يُعاتبه عتابًا رقيقًا، وهذا ما أَوَدُّ أن تفعليه مع زوجك، وأن تتحملي، فليس الأمرُ بذاك السوء باستثناء مسألة الإنجاب، خصوصًا أنك ذكرت له من الطيب والكرم ما يتنافَى مع بعض شكواك، فقد تكون المسألةُ تحتاج منك فقط إلى طريقةٍ تحسنين فيها التعامل مع زوجك، ومِن ثم سيكون ما تُريدين مِن فرْضِ احترامه لك وعنايته بك.

ابْحَثي عن مَدْخَلٍ تدخلين به عليه، فإن لكلِّ زوجٍ مدخلاً يفترق فيه عن غيره، والزوجةُ الذكيةُ هي التي تعرف كيف تُؤتى الأمور!

لا تيئسي، وابذلي، وقدمي، ولن تعدمي، وليكن قائدُك الصبر والتحمُّل، فإن رأيتِ مع كل ذلك أنه لَم يتغيَّرْ شيءٌ فأنتِ مُخَيَّرةٌ بين البقاء أو الانفصال.

وأنصحك أن تُوَسِّطي أحدَ أفراد عائلتك أو عائلته ممن يُعْرَف عنه الحكمة، وحُسن مُعالجة الأمور، ولكن ليَكُن ذلك بعد استيفاء كل الطرُق والمحاوَلات.

ولا تنسَي الدعاء؛ فإن الله سبحانه يفتح به أبوابًا مغلقة، ولعله يكفيك عن كل ما دونه
أصلح الله شأنكما، وألَّف بينكما، وحفِظ ودَّكما


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.10 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]