زوجي يخونني عبر الواتس أب
أ. لولوة السجا
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
سيدة متزوجة ولديها أولاد، اكتشفتْ أن زوجها على علاقة بامرأة على (الواتس أب)، فهدَّدَته بترك البيت وطلب الطلاق، وتسأل: ماذا أفعل؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجة في نهاية الثلاثين ولديَّ أولاد، وزوجي في نهاية الأربعين، اكتشفتُ أن زوجي على علاقةٍ بامرأةٍ عن طريق (الواتس أب) منذ شهر، مع أنه يحبني وأنا أحبه.
أُلاحظ عليه السرحان الدائم، وإخفاء هاتفه عند المراسَلة، والسهر إلى الليل متأخرًا على الهاتف!
واجهتُه بالأمر فأنكر، ثم اعترف وقال: إنه بالفعل يتكلَّم على (الواتس أب) مِن باب التسلية، فهددتُه بترك المنزل، وطلَب الطلاق.
لَم أعدْ أحتمل، فأخبروني ماذا أفعل؟
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:
فليس هناك أفضل مِن التسلح بالصبر في مُواجهة تلك الأمور، وذلك بعد الاستعانة بالله في ذلك، فهو المعين سبحانه.
ليس كل خلافٍ ومشكلة تستحقُّ مِن أجلها أن تخرجَ المرأة مِن بيتها بكل بساطة، ولو فعلتْ ذلك فإنها قد تزيد الطين بلة كما يُقال، لذا أنصحك بالتروِّي في الأمر، واستخدام الأسلوب الأمثل في ذلك.
عزيزتي، قال عليه الصلاة والسلام: ((كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون))، فقولي لي: مَن ذا الذي لم يخطئ قطّ؟!
تذكَّري قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40]، وقوله عزَّ من قائل: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43].
وأقتَرِحُ عليك أن تُحاوريه محاورةً هادئةً مُتضمنة لعتابٍ رقيقٍ تُشعرينه من خلاله بالخجل بدلاً من المواجهة المؤلمة، والتي قد تدفعه للعناد ثم الاستمرار، شئت أم أبيت، وعلمتِ بذلك أم جهلتِ.
إن مثْلَ هذا السلوك غالبًا ما يكون مِن أسبابه ودوافعِه اضطراب العلاقة بين الزوجين، والتي تتعدد أسبابها هي أيضًا؛ لذلك ابحثي عن الأسباب، واجتَهدي في إصلاحها، وعلى فرْض عدم وُجود دوافع، ففي هذه الحالة يحتاج الأمر منك إلى وقفةٍ حانيةٍ تُفهم زوجك خطأه وتُعينه على التوبة والتغيير مِن حاله.
اقترحي عليه تغيير رقمه دَرْءًا للشرِّ، ومِن ثَم بدْء صفحة جديدة وعلاقة طيبة يُدرك مِن خلالها حُسن تغافُلك وصفحك، وتُدركين أنت أثرها الإيجابي.
أكْثِري من الدعاء بِـ: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾ [الفرقان: 74].
أصلح الله لكم الحال، وهدّأ لكم البال، ووفقكم لهداه