عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16-10-2022, 04:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الخصائص المعنوية لجماعة أبولو

الخصائص المعنوية لجماعة أبولو


أ. د. مسعد بن عيد العطوي



ويقول الشابي في وصف حياة الريف:


والصَّبا ترقص أوراق الزهور اليابسة

وتهادى النور في تلك الفجاج الدامسة

• • •

أقبل الصبح جميلا ً، يملأ الأفق بهاه

فتمطى الزهرُ والطيرُ وأمواجُ المياه

قد أفاق العالم الحيُّ، وغنى للحياة

فأفيقي ياخرافي، وهلمّي يا شياة!

و اتبعيني يا شياهي بين أسراب الطيور

واملأى الوادي ثغاءً، ومراحاً وحبور[7]


ونحن نرى أن شعراء (أبولو) نظروا للطبيعة من جهات مختلفة:
أ‌- نظروا لجمال الطبيعة، وقد اشتركوا فيه مع الشعر القديم.
ب- الهروب لفطرة الطبيعة لأن الإنسان من حولهم يرونه حاقداً منافقاً أما الطبيعة فهادئة.
ج‌- أنهم أسقطوا أنفسهم على الطبيعة، ففي الحديث عن الشجرة أنها ذبلت وتبكي وتشتكي وتحن للأيام السالفة... وأن القرية مهد الفطرة ونسيم الذكريات، وهو بذلك يقصد نفسه، وأيضاً يجعل بينه وبين الطبيعة ممازجة وحبا وألفة.

الرومانسيون الغربيون يجعلون الهروب إلى الطبيعة تمرداً شنيعاً على الحياة ويجعلون ذلك استكشافاً لمعالم الطبيعة وما وراء الطبيعة وكأنهم توارثوا ذلك عن الرهبان الذين ينعزلون في الدير، والشعراء العرب تتلمذوا عليهم ولكن ذلك لم يدخل قلوبهم؛ لأنهم يدركون أن الله موجود دون البحث في الطبيعة.

يرى الصيرفي أن التغير واندثار الأشياء ونضوب الحياة ورونقها قد مس الإنسان يقول في جدول:
يسير وفي ضفتيه جمال
كلحن على شفتي غانيه

منابعه من جنان الحياة
على تلعات الهوى الساميه

هدوءك يا جدولي أين ولى
وهمسك يا جدولي أين راحْ

أعد للضفاف ترانيمها
ورجع لها أغنيات المراح



3- الحنين إلى موطن الذكريات:
أكثرهم مات في شبابه، ومع ذلك، عادوا لذكرياتهم، وهذا هروب من داخل النفوس فهم فجروا أنفسهم من الداخل، وضاقوا بالحياة ذراعاً، يتعطشون لذكريات الطفولة الهادئة هروباً من الحاضر المؤلم، ومواطن الذكريات عندهم هي مسارح الحب.

يقول الهمشري في أرنجة ذابلة:
حتى إذا حل الصباح تنفست ♦♦♦ فيها الزهور وزقزق العصفور

4- الجمال:
الجمال من المثيرات الوجدانية التي أثارت كوامن مشاعرهم، فكان الجمال سهاماً ترشق الشاعر فيذوب وتستحوذ على لبه وعقله، ويصور إبداعه بروعة المضمون ورقة الروح وتلاحم الأحاسيس فهم يبدعون تجاربهم في لغة عذبة أنيقة رقيقة تحمل معالم الجمال التي لم يستطع أحد أن يدرك ماهيته ويحدد مفاهيمه فتجلى ذلك الضباب في أشعارهم بصورة واضحة انظر إلى روعته في القصيدة (الجندول) لعلي محمود طه فإنها تنبجس ببهجة الجمال غير أن ذلك يستدعي تهميش العقل والقبض على مضمون واضح للعيان إنما هي نبض من الأحاسيس والنغم وروعة السياق.

أغنية الجندول
أين من عيني هاتيك المجالي
يا عروس البحر، ياحلم الخيال

أين عشاقك سمار الليالي
أين من واديك يا مهد الجمال

موكب الغيد وعيد الكرنفال

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.04 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]