عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-10-2022, 04:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,863
الدولة : Egypt
افتراضي الخصائص الفنية لمدرسة أبولو

الخصائص الفنية لمدرسة أبولو


أ. د. مسعد بن عيد العطوي







الخصائص الفنية لمدرسة "أبولو" التي تحولت إلى: "الرومانسية" و"الوجدان":
1- الطلاقة البيانية: فالبيان عندهم أفضل من المازني وشكري والعقاد.
2- الحرية التعبيرية: استخدموا اللغة استخداماً جديداً في دلالة الألفاظ ووضع الصفات من موصوفاتها بطرائق إيحائية.
3- التوسع في المجازات والابتكار في الصور عن طريق الحواس فهم يجعلون المسموع مشموماً، والمشموم مرئياً وقد أبدعوا في ذلك أيما إبداع.
4- لهم معجم شعري خاص: يركزون فيه على ألفاظ مخصوصة.
5- العناية بالموسيقى وتأثيرها بالشعر، وتلاحمها مع المضمون والألفاظ والصور والموسيقى.
6- الدلالة الإيحائية: وهي موجودة في الأدب العربي عن طريق البلاغة والصور البيانية لكنها لم تتأثر بالإيحاء في القرآن الكريم، أماَّ شعراء الوجدان فإنهم اهتدوا إلى كثير من الأساليب التي منحت شعرهم دلالات فياضة.
7- تجسيم المعنويات: وهي صورة حية منحت الحس والحياة والتجسيم لكثير من المعاني التجريدية.
8- تشخيص الجمادات: وهي صورة حيه متحركة ناطقة.
9- التجديد في المضمون الشعري في قوة الانفعال في الصور وتوظيف الألفاظ.
10- التعبير بالصورة، فتجد شعرهم موظفا للصور الفنية ذات الدلالة الإيحائية.
11- التعاطف مع الأشياء والامتزاج بها فيجعل الشيء يفكر ويحس نيابة عنه.
12- التعبير الرمزي بالألفاظ، والصور.
13- الإكثار من الألفاظ المرتبطة بالطبيعة.
14- الإكثار من الألفاظ المتصلة بالروحانية.
15- الميل إلى الألفاظ الرشيقة ذات الخفة على اللسان وحسن الوقع على الآذان وذات الإمكانيات الدلالية.
16- الموسيقية الصافية الهامسة البعيدة عن الجفاف والوعورة.
17- استخدام الألفاظ اليونانية القديمة التاريخية وكذلك الفرعونية.

وهذا تفصيل هذه الخصائص:
1- تَراسل الحواس: ويقصد به التوسع في نقل الألفاظ من مجالاتها القريبة المستعملة إلى مجالات بعيدة مبتكرة، وأصل نقل الكلمة للدلالة أخرى موجود في العربية من قبل ويتفاوت الأدباء فيه، ولكن في هذه المرحلة لتكاثف الاتصال بين الشرق والغرب بلغت إلى درجة أكبر، لوعي الشعراء ونقلهم التراث الأوروبي الرومانسي، فانتقالهم بالألفاظ من مجالات استعمالها ليس عن طريق المجازات القديمة بعلاقاتها المعروفة، ولكن بطرق أخرى مثل الإضافة والوصف ومن تراسل الحواس استخدام المحسوس للمسموع، كقول الهمشري:
خنقت جفوني ذكريات حلوة
من عطرك القمري والنغم الوضي

فانساب منك على كليل مشاعري
ينبوع لحن بالخيال مفضض


فالعطر مشموم لكن الشاعر جعله قمرياً أي أبيض مضئ، والنغم مسموع لكنه جعله بصري مضيء وقد أثارت هذه الخاصية كثيراً من المحافظين، حتى اتهموا أصحاب هذه المدرسة بالمخالفة الصريحة للعرف واللغة، ورموهم بالجنون والهذيان. ولكن الذي يشفع لمستخدمي هذا المجاز بهذه الطريقة أنهم أوجدوا القرينة المباشرة التي تدل على ما أرادوا، ومحاولة تحويلهم الصورة الذهنية إلى الصورة المحسوسة لتشع بدلالة متنوعة.

2- التجسيم: ويقصد به تحويل الأمور المعنوية من مجالها التجريدي إلى مجال آخر محسوس وبث الحياة فيها أحياناً، وجعلها كائناً في نبض وحياة، كقول إبراهيم ناجي:
ذوت الصبابة وانطوت
وفرغت من آلامها

عادت إليِّ الذكريات
بحشدها وزحامها


وقوله أيضاً:
إن غدًا هوة لناظرها
تكاد فيها الظنون ترتعدُ

أطل في عمقها أسائلها
أفيك أخفي خياله الأبدُ


وقارئ النص المتذوق لهذه الأبيات يقف وقفات طويلة محللاً الدلالات والإيحاءات وفلسفتها.

3- التشخيص: وهو منح الحياة الإنسانية لما ليس بإنسان، وهذا هو الفرق بينه وبين التجسيم، حتى ليتصور شعراء هذا الإتجاه ما ليس إنساناً كأنه إنسان يحس إحساسه ويفكر تفكيره، كقول بعضهم:
فنسيم المساء يسرق عطراً ♦♦♦ من رياض سحيقة في الخيال

صور المغرب الذكي رباها ♦♦♦ فهي تحكي مدينة الأحلام

ووراء السياج زهرة فل ♦♦♦ غازلتها أشعة في السماء

فالمساء أضحى إنسان يسرق، وصور المغرب أصبحت ذكية، والزهرة تغازل وكلاهما خاصية إنسانية.
ويقول آخر:
و البلى أبصرته رأي العيان
ويداه تنسج العنكبوت

صحت ياويحك تبدو في مكان
كل شي فيه حي لا يموت


4- التجريد: وهو تحويل الأمور المحسوسة من مجالها المادي الذي هو طبيعتها إلى شيء معنوي من إبداع الشاعر، يقول عبد الحميد الديب يصف بائساً.
كأنه حكمة المجنون يرسلها
من غير قصد فلا تصغي لها أ ُذن

ثيابه كأمانيه ممزقة
كأنها - وهو حي - فوقه كفن

كأنها والدجنُ يلهو بها
أمنية في يأسها فانية


فالإنسان تحول إلى هباء معنوي فهو الحكمة، والثياب تحولت إلى أماني.

وقول الأخر يصف شمعة بالأمنية:
5- التعاطف مع الأشياء: إلى أن يصل إلى حد الامتزاج فيها والحلول بها، والتفاعل معها، فالشاعر لا يقف عند منح الإنسانية لما ليس بإنسان، ولا بإقامة مشاركة وجدانية بينه وبين الأشياء، بل يتجاوز ذلك إلى جعل الشي يعبر عما يريد هو أن يعبر عنه، وأن يحس بنفس إحساسه. يقول الهمشري في " النارنجة الذابلة " مسقطاً ذاته عليها فهي تتحدث عنه:-
وهنا تحركت الشجيرة في أسى
وبكى الربيع خيالها المهجور

وتذكرت عهد الصبا فتأوهت








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.15 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]