رد: وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في تدهور استخدام اللغة العربية
وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في تدهور استخدام اللغة العربية
حسن أجمولة
فتوصلت إلى النتائج الآتية:
بالنسبة للسؤال الأول: (في رأيك، ما هي الأسباب التي تدفع المستعمل العربيَّ إلى استخدام الحروف اللاتينية عوض العربية؟):
كانت الإجابات متقاربة:
• هناك إشكال تقنيٌّ؛ ذلك أنَّ أغلبَ الهواتف والحواسيب مبرمجة باللغات الأجنبيَّة، وهذا يضطر إلى استعمال الحروف اللاتينية.
• ضعف الأداء اللغويِّ هو الذي يفسِّر اللجوءَ إلى تلك الظاهرة.
• المسألة نفسيَّة بامتياز، فهناك إحساس بالانهزامية والدونية أثناء استعمال الحرف العربيِّ، في حين أنَّ استخدامَ الحرفِ اللاتينيِّ يُكسِب الشخصَ إحساسًا بالتقدُّم والتميُّز.
• المسألة مسألةُ تعوُّد.
وفيما يخصُّ السؤال الثاني: (لماذا يُفضِّل المستخدم العربيُّ لوسائل التواصل الاجتماعيِّ العاميةَ على الفصحى؟):
كانت الأجوبة متطابقةً تقريبًا:
• العامية أسهل من الفصحى، وأكثر دورانًا على الألسن، وأقلُّ تطلُّبًا للقواعد.
• قلَّة مَن يتقن اللغةَ الفصحى.
• المسألة مرتبطة بالاحتلال الأجنبيِّ.
أمَّا بالنسبة للحلول والمقترحات، فالذي لاحظته هو أنها كانت قليلةً، ولم تخرج في الغالب عن المطالبة بتكثيف حملات التوعية والتحسيس، ووجوب أخذ المبادرة والشعور بالمسؤولية.
وأسجِّل هنا أنَّ بعضَ الطلبة قد أجاب بأنَّ الحلولَ تكاد تكون منعدمةً، في حين ربَطَها البعضُ بضرورةِ توافر الإرادة السياسيَّة، والتخلُّص من التبعيَّة للغرب.
المحور الثاني: بعض الحلول والمقترحات لمواجهة هذا الوضع:
لقد حاولتُ في هذا المحور أنْ أَذْكُر بعضَ الحلول والمقترحات ذاتِ الطابع العمليِّ[10]؛ فكثير هو الكلام الذي قيل في هذا الصدد، لكنه يقف عند مستوى التنظير، ومن هذه الحلول:
• توعية الشباب والأطفال بكيفيةِ الاستعمال العقلانيِّ والإيجابيِّ؛ حتى تصبحَ الشبكات الاجتماعيَّة أداةً للبناء، وليس وسيلةً للهدم، وأداةً للتثقيف والاستفادة، وليس لتضييعِ الوقت والانسلاخ والابتعاد عن مبادئ اللغة الأُمِّ.
• تعليم الشباب وتأطيره بصفة عامة - والطلبة بصفةٍ خاصة - منهجيًّا وأكاديميًّا، خاصةً في مجال التعامل مع تقنية الإنترنت، وهو الأمر المنوط بالمدارس والجامعات مِن خلال تنظيمها دوراتٍ توعويَّةً وتكوينيَّة.
• النظر إلى الأساليب الجديدة التي يستخدمها الطلبة في التواصل عبر الشبكات الاجتماعية، ومحاولة تشخيص أسبابِها؛ مِن أجلِ فَهم الظاهرة جيدًا، واقتراح حلول أكثر نجاعةً لمعالجتها.
• توفير مختصِّين في الجامعات لتوجيه الطلبة وتأطيرهم وكذا تحفيزهم على ضرورة الاستخدام الرشيد للشبكات الاجتماعيَّة.
• تشجيع البحث العلميِّ بالجامعات ومختلف المؤسَّسات العلميَّة والأكاديميَّة والبحثيَّة على تصميم مواقعَ تتَّسم بالقيمِ والمبادئ العربيَّة؛ حتى يستطيعَ الطالب أنْ يتكيَّف معها ولا ينحرف.
• تكوين لجان وجمعيات على "الفيسبوك" مثل جمعية "اكتب عربي" للدفاع عن اللغة العربيَّة، وحمايتها مِن هذا الغزو الذي يمثِّل خطرًا حقيقيًّا، خاصَّة على الجيل الصاعد.
• تحسيس القائمين على الشأن التربويِّ التعليميِّ بأهمية التواصل والتعامل باللغة الوطنية الرسمية؛ مِن أجل المحافظة على أهمِّ مقوم من مقوِّمات الهُوية الوطنية.
• تخصيص جوائز توزَّع على الطلبة الذين يثبُتُ أنهم يستخدمون غالبًا حروف اللغة العربية في أساليب التواصل الحديثة.
• تخصيص جوائز توزَّع على العائلات التي تحرص على تشجيع أبنائها على استخدام حروف اللغة العربية في أساليب التواصل الحديثة.
• إقامة المسابقات (الأولمبياد)؛ لإبراز مهارات السرعة في استخدام حروف اللغة العربية في أساليب التواصل الحديثة بلغةٍ سليمة معبِّرة، في موضوعات يتمُّ اقتراحُها، وذلك لجميع المستويات العمريَّة، والمراحل الدراسيَّة، لا سيما الجامعيَّة منها، ويمكن أن تخصَّص منحةٌ دراسية للطلبة المتفوِّقين لمواصلة دراستهم.
• إقامة مشاريع جماعيَّة للطلبة لمناقشة استخدام حروف اللغة العربيَّة في أساليب التواصل الحديثة بلغةٍ سليمة معبِّرة.
• إقامة ورش عمل جماعية للمتخصِّصين لتبادل الآراء حول المشكلات التي تحول دون استخدام حروف اللغة العربية في أساليب التواصل الحديثة بلغةٍ سليمةٍ معبِّرة؛ لوضع الحلول المناسبة التي تساعد على نشر اللغة العربية، وتزيل كلَّ ما يواجهها من أخطار.
• تشجيع المتخصِّصين في اللغة العربية والتقنيات على إبداعِ طريقةٍ سهلةٍ للتواصل باللغة العربية في أساليب التواصل الحديثة، بعيدة عن التعقيد، كما هو الحال في استخدام الحروف اللاتينية.
• عقد المؤتمرات المحليَّة والدوليَّة التي تهدف إلى بناء جسور الثقة بين المتخصِّصين في اللغة العربية والتقنيات؛ لتبادل الآراء، والحوار والمناقشة؛ لوضع الحلول المناسبة، من خلال التعاون البنَّاء الذي يَهدُف إلى إزالةِ الأخطار التي قد تَنتِج عن استخدام اللغة العربية بحروفٍ لاتينية في أساليبِ التواصل الحديثة.
خاتمة:
سأختم بقولٍ للدكتور إبراهيم بن سليمان الشمسان: "لن نستعيد هُويتَنا إلا إذا تولَّينا شؤونَنا بأنفسنا، وتحوَّلْنا من الاستهلاك إلى الإنتاج، ولن يكون ذلك إلا بتعلُّمنا للُغَتِنا، وباحترامنا لأنفسنا، وتقديسنا للعمل ما صغر منه وكبر، وهذه مسؤوليَّةٌ قوميَّة ليست على فرد دون فرد، وليست على حاكمٍ من دون محكوم، وكما تكونون يولَّى عليكم، وما تقدِّموا لأنفسكم مِن خيرٍ تجدوه"[11].
قائمة المصادر والمراجع:
• إبراهيم بن سليمان الشمسان: استعادة الهوية، الحلقة النقاشية: مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية: آفاق الريادة والتميُّز - 02ماي2012.
• جامعة الملك خالد - السعودية - المركز الإعلامي.
• عبدالعزيز بن عثمان التويجري: مستقبل اللغة العربية، مطبعة الإيسيسكو الرباط - المملكة المغربيَّة.
• عبدالكريم علي عوفي، اللغة العربيزية (الهجينة) في مواقع التواصل الاجتماعيِّ وأثرها على اللغة العربية الفصحى، أبحاث ودراسات مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، 2014.
• فطيمة بوهاني والباحثان: حميدة خذري وحمزة هريدي: شبكات التواصل الاجتماعيِّ وتأثير استخدامها على اللغة العربية عند الشباب الجزائري: دراسة ميدانيَّة لكيفية مساهمة استخدام الفيسبوك في اندثار ونسيان اللغة العربيَّة عند الجامعيين، قسم العلوم الإنسانية/ جامعة قالمة 80 ماي 1945، الجزائر.
• مجد مالك خضر، اللغة العربية والتكنولوجيا، مقالة على الإنترنت، نشر بتاريخ 7/ 11/ 2016، موقع إي - بزنيس.
• هاشم صالح مناع: استخدام طلبة الجامعة اللغة العربية بحروف لاتينيَّة (الإنجليزية وغيرها) في أساليب التواصل الحديثة، كلية التربية والعلوم الأساسية - جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا.
----------------------------------
[1] مجد مالك خضر، اللغة العربية والتكنولوجيا، مقالة على الإنترنت، نشر بتاريخ 7/ 11/ 2016، موقع إي-بزنيس، بتصرف.
[2] ينظر: عبدالعزيز بن عثمان التويجري: مستقبل اللغة العربية، منشورات إيسسكو، ط2، 2015.
[3] نفسه، ص 15، بتصرف.
[4] نفسه، ص 8، بتصرف.
[5] نفسه، ص 16، بتصرف.
[6] المصدر: جامعة الملك خالد - السعودية - المركز الإعلامي على الإنترنت.
[7] عبدالكريم علي عوفي، اللغة العربيزية (الهجينة) في مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على اللغة العربية الفصحى، أبحاث ودراسات مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، 2014، ص ص 27-28.
[8] نفسه، ص ص 30-31.
[9] ماستر الدراسات اللغوية: قضايا ومناهج، جامعة محمد الأول، وجدة - المغرب.
[10] ينظر إلى: د. هاشم صالح مناع، استخدام طلبة الجامعة اللغة العربية بحروف لاتينية (الإنجليزية وغيرها) في أساليب التواصل الحديثة: كلية التربية والعلوم الأساسية - جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، ص:19. فطيمة بوهاني والباحثان: حميدة خذري وحمزة هريدي: شبكات التواصل الاجتماعيِّ وتأثير استخدامها على اللغة العربية عند الشباب الجزائري: دراسة ميدانيَّة لكيفية مساهمة استخدام الفيسبوك في اندثار ونسيان اللغة العربية عند الجامعيين، قسم العلوم الإنسانية - جامعة قالمة 8 ماي 1945 الجزائر - ص:24 بتصرف.
[11] إبراهيم بن سليمان الشمسان: استعادة الهوية، الحلقة النقاشية: مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية: آفاق الريادة والتميز -02 ماي 2012، ص7.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 15-10-2022 الساعة 01:23 AM.
|