عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-10-2022, 05:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,180
الدولة : Egypt
افتراضي الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم: إن بعدكم أياما الصابر فيها

الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم: إن بعدكم أياما الصابر فيها
فواز بن علي بن عباس السليماني

الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ بعدكم أيامًا الصابرُ فيها .. له أجر خمسين منكم"


قال المصَنِّفُ: وروى ابن وضاح معناه[1] من حديث ابن عمر ري الله عنهما، ولفظه: إن بعدكم أيامًا الصابرُ فيها، المتمسكُ بمثل ما أنتم عليه اليوم، له أجرُ خمسين منكم، قيل: يا رسول الله منهم؟ قال: بلْ منكم[2].


ثم قال:[3] أنبأنا محمد بن سعيد[4]، أنبأنا أسد[5] قال سفيان بن عيينة: عن أسلم البصري[6]، عن سعيد أخي الحسن[7] يرفعه، قلت لسفيان: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال:إنكم اليوم على بينة من ربكم، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتجاهدون في سبيل الله، ولم تظهر فيكم السكرتان: سكرة الجهل، وسكرة حب العيش، وستحولون عن ذلك، فلا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر، ولا تجاهدون في الله، وتظهر فيكم السكرتان، فالمتمسك يومئذٍ بالكتاب والسنة له أجر خمسين، قيل: منهم؟ قال: لا، بل منكم[8].

قوله: (تجاهدون في الله)؛ أي: في سبيل الله، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلَّط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم.

قال الحافظ في "البلوغ" (841): رواه أبو داود من رواية نافع عنه، وفي إسناده مقال، ولأحمد: نحوه من رواية عطاء، ورجاله ثقات، وصححه ابن القطان.

قال الزهيري في تحقيقه "البلوغ" صحيح بطرقه: رواه أبو داود برقم (3462)، وأحمد في "المسند" (4825)، وله طريق ثالث، رواه أحمد (5007) من طريق شهر بن حوشب، عن ابن عمر.

والحديث صحيح بهذه الطرق، وصححه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/ 151/ 2)، وإلى هذا ذهب غيره من أهل العلم، كابن تيمية والشوكاني وغيرهما - رحمهم الله؛ اهـ.

قوله: (السكرتان): قال في "المعجم الوسيط" (1/ 438): (السكرة) المرة من سكر، يقال: ذهب بين الصحوة والسكرة؛ أي: بين أن يعقل ولا يعقل، والغضبة وغلبة اللذة على الشباب، ومن الموت أو الهم أو النوم؛ اهـ.

قلت: ومن هذا يعلم يقينًا أن حياة الصحابة كانت مليئة بالخير، من أعظم ذلك وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم، ونزول الوحي عليه، وقُرب عهدهم بغضاضة القرآن، والحديث النبوي، والهدي الإسلامي، وتعاونهم على البر والتقوى، وتركهم للمنكر وتناهيهم عنه... والله أعلم.

قوله: (سكرة الجهل): قال المناوي في "التيسير" (2/ 311): أي: حب ما يؤدي إلى الجهل؛ اهـ.

قوله: (سكرة حب العيش): قال في "التيسير" (2/ 388)؛ أي: طول الحياة؛ اهـ.

وفي بعض الروايات كما في "فيض القدير" (5767): غشِيتكم السكرتان: سكرة حب العيش، وحب الجاه؛ أي: حب ما يؤدي إلى الجاه؛ اهـ.

[1] في كتاب "البدع" (ص70)، ورجاله ثقات، والله أعلم.

[2] وهذا الحديث يؤيد ما تقدم، وتقدم شرح فقراته في الذي قبله، والله المستعان.

[3] أي: ابن وضاح في كتاب "البدع" يأتي تخريجه والحكم عليه ـ إن شاء الله ـ في تخريج الحديث.

[4] هو محمد بن سعيد بن أبي مريم، يعرف ببلبل، قال مسلمة: مصري ثقة.

[5] هو أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبدالملك بن مروان الأموي أسد السنة صدوق يغرب، وفيه نصب من التاسعة مات سنة اثنتي عشرة، وله ثمانون سنة، روى له البخاري في التاريخ وأبو داود والنسائي. "التقريب" (ص104).

[6] هو أسلم العجلي بصري ثقة من الرابعة د ت س؛ اهـ من "التقريب" (ص104).

[7] هو سعيد بن أبي الحسن البصري أخو الحسن ثقة من الثالثة مات سنة مائة ع اهـ من "التقريب" (ص234).

[8] رواه ابن وضاح في كتاب "البدع" (ص70)، وهو ثابت إلى سعيد ابن أخي الحسن البصري، وهو أرسله عن النبي ق، ومراسليه من أضعف المراسيل، والله أعلم.
وقد جاء عن عائشة رضي الله عنها، عند أبي نعيم في "الحلية" (8/ 48) وهو في "ضعيف الجامع" برقم (3914) = وقال العلامة الألباني في "الضعيفة" (8/ 431): رواه أبو نعيم من طريق أبي الشيخ في "الأمثال" (233) من حديث أنس نحوه مرفوعًا، وزاد في أوله: أنتم اليوم على بينة من ربكم تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، تجاهدون في الله، ثم تظهر فيكم السكرتان...؛ الحديث.
وفي آخره: القائمون يومئذ بالكتاب والسنة له أجر خمسين صديقًا، قالوا: يا رسول الله منا أو منهم؟ قال: بل منكم، ورجاله ثقات، إلا أن محمد بن العباس بن أيوب - وهو أبو جعفر الأصبهاني الحافظ - كان اختلط قبل موته بسنين.
قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 224): توفي سنة إحدى وثلاث مئة، وقطع عن الحديث سنة ست وتسعين لاختلاطه، ومثله في "طبقات الأصبهانيين" (315/ 426).
ومعنى هذا: أنه اختلَط قبل موته بخمس سنين، فما في "اللسان" أنه "اختلط قبل موته بسنة" خطأ، ولعله من الناسخ أو الطابع؛ اهـ.
وجاء عن معاذ رضي الله عنه عند البزار في "مسنده" (2631)، وأبي نعيم في "الحلية" (8/ 49).
قال في "مجمع الزوائد" (7/ 533): رواه البزار، وفيه الحسن بن بشر وثقه أبو حاتم وغيره، وفيه ضعف؛ اهـ.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.35 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]