
10-10-2022, 05:12 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,690
الدولة :
|
|
رد: أدب الفراق عند الآلوسي رحمه الله
وعن أبي الدرداء: "لصاحبٌ صالح خير من الوحدة، والوحدة خير من صاحب سوء، ومملي الخير خير من الساكت، والساكت خير من مملي الشر"، وعن أبي حاتم: "العاقل لا يُصاحب الأشرار؛ لأن صُحبة صاحب السوء قطعة مِن النار، تُعقب الضغائن؛ لا يستقيم ودُّه، ولا يفي بعهده، وإنَّ من سعادة المرء خصالًا أربعًا: أن تكون زوجته موافقةً، وولده أبرارًا، وإخوانه صالحين، وأن يكون رزقه في بلده.
وكل جليس لا يَستفيد المرء منه خيرًا، تكون مُجالسة الكلب خيرًا مِن عشرته، ومَن يصحب صاحب السوء لا يسلَم، كما أن من يدخل مداخل السوء يُتهم، وما أشبِّه صحبة الأشرار إلا بما أنشدني منصور بن محمد الكريزي:
فلو كان منه الخيرُ إذ كان شرُّه
عتيدًا ضربتُ الخير يومًا مع الشرِّ 
ولو كان لا خيرًا ولا شرَّ عنده
رضيتُ لعمري بالكَفافِ مع الأجرِ 
ولكنَّه شرٌّ ولا خيرَ عنده
وليس على شرٍّ إذا طال مِن صَبرِ 
قال الحسن: "أيها الرجل، إن أشد الناس عليك فقدًا، لرجلٌ إذا فزعت إليه وجدت عنده رأيًا، ووجدت عنده نصيحة، بينا أنت كذلك إذ فقدته، فالتمست منه خَلَفًا فلم تجده".
قال جعفر بن محمد: "مَن كان فيه ثلاث، فقد وجب له على الناس أربع: إذا خالطَهم لم يَظلِمهم، وإذا حدَّثهم لم يَكذبْهم، وإذا وعدهم لم يُخلفهم، وعلى الناس أن يُظهروا عدلَه، وأن تكمل فيهم مروءته، وأن يجب عليهم أُخوَّته، وأن يحرم عليهم غيبته".
وأنشد محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطي:
اصحبْ خيارَ الناسِ أين لقيتَهم
خيرُ الصحابة مَن يكونُ ظَريفَا 
والناس مثل دراهم ميَّزتَها
فوجدت فيها فضَّةً وزيوفَا 
وعن وهب: "إن الله ليحفظ بالعبد الصالح القبيلَ مِن الناس".
والكلام في هذا الباب طويل، وما ذكرْناه من ذلك غير قليل، وبه يتبيَّن ما انطوى عليه كلام الناظم الجليل...) انتهى.
♦ ويليه: أدب الأخوَّة عند الآلوسي رحمه الله.
[1] والقصيدة مع شرحها توجد نسخة منها خطها واضح جيد، بـ"دار صدام للمخطوطات" برقم8721 - 1 ولم تطبع بعد، وقد تكون طبعت مع المجموع الكبير للآلوسي رحمه الله، وقد قدمت لها عرضًا وتحليلًا بعنوان: (الدر المنضود أو شرح القصيدة الشاوية دراسة وتحليل) نشر على شبكة الألوكة، وهناك قمت بضبط ألفاظها، وتحقيق كلماتها بقدر المستطاع؛ فالنسخة مصورة يتيمة.
[2] (حديث مرفوع)؛ أخبرنا زاهر بن أحمد بن حامد الأصبهاني - بها - أن الحسين بن عبدالملك الأديب أخبرهم، أبنا إبراهيم بن منصور الخباز، أبنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم، أبنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا جعفر بن سليمان، قثنا شبيل بن عزرة، قال: دخلتُ أنا وقتادة على أنس، فحدَّثَنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل الجليس الصالح مثل العطار؛ إن أصابك منه وإلا أصابك من ريحه، ومثل الجليس السوء مثل القين؛ إن أصابك منه وإلا أصابك من دخانه))؛ أخرجه أبو داود، عن عبدالله بن الصباح العطار، عن سعيد بن عامر، عن شبيل رقم الحديث: 2003، وهو في المستدرك أيضًا.
[3] أكثر الآلوسي رحمه الله من النقل في شرحِه للقصيدة من كتاب "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء"؛ لابن حبانالبستي، وقد طبع طبعات عدة منها (طبعة الشارقة عام 1416 بتحقيق جمال بن محمد بن محمود، كما طبع بتحقيق عبدالعليم محمد الدرويش سنة 2008 في مجلَّدين في الهيئة العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة، معتمدًا على نسخة مخطوطة من الجامعة الأمريكية ببيروت، كما طبع طبعةً جديدة - بتحقيق: عبدالواحد علي، عن دار ابن الجوزي - الدمام، قدم له: الشيخ سعد عرفات، د. عبدالرحمن فودة.
ومن أفضل طبعات الكتاب قديمًا طبعة المغني، الطبعة الأولى عام 1998، بتحقيق وتصحيح: محمد محيي الدين عبدالحميد، محمد عبدالرزاق حمزة، محمد حامد الفقي.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|