إضاءات (20)
معيض محمد آل زرعه
إضاءات إيمانية (عشر ذي الحجة) (381):
روى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام أعظَم ولا أحبُّ إلى الله العَملُ فيهنَّ من هذه الأيَّام العشر؛ فأكثِروا فيهنَّ من التهليل والتَّكبير والتحميد)).
• يقول ابن تيميَّة رحمه الله: "واستيعاب عشْر ذي الحجَّة بالعبادة ليلًا ونهارًا، أفضَل من جهادٍ لم يُذهِب فيه نفسَه وماله".
• ويقول ابن حجر رحمه الله: "يَجتمع في عشر ذي الحجَّة أمَّهاتُ العبادات؛ فيه الصَّلاة، والصِّيام، والصَّدقة، والحجُّ؛ ولا يتأتَّى ذلك في غيره".
إضاءات إيمانية (عشر ذي الحجة) (382):
يجب على الحريص أن يبادِر إلى اغتِنام هذه الأيام بالأعمال الصَّالحة، ومنها:
• صيام هذه الأيَّام التِّسعة، فإن لم يستطِع فليصُم ما تيسَّر له؛ كالاثنين والخميس ويومِ عرَفَة.
• قراءة القرآن؛ فلو استطاع الواحد منَّا أن يَختم في هذه العشر بمعدَّل ثلاثة أجزاء يوميًّا، لكان خيرًا، وإن لم يستطِع، فليقرأ ما تيسَّر؛ كحزبٍ ونحوه.
• الصَّدَقة يوميًّا ولو بالقليل، وخير الصَّدقة سقيُ الماء.
• الذِّكر في كلِّ وقت، ومنه التَّكبير؛ وهو السنَّة، وغير ذلك من أنواع الذِّكر.
• التبكير إلى الصَّلوات، والحِفاظ على تَكبيرة الإحرام مع الإمام.
• المحافظة على النَّوافِل كالسنَن الرَّواتب، وصلاةِ الضُّحى وغيرها.
• قيام ما تيسَّر من الليل ولو برَكعة.
• عيادة المرضى واتِّباع الجنائز.
• تَجديد التَّوبة.
إضاءات تربوية (383):
لو كان الولاء للأرض ما ترَك النبيُّ صلى الله عليه وسلم مكَّةَ، ولو كان للقبيلة ما قاتَل قريشًا، ولو كان للعائلة ما تبرَّأ مِن أبي لهب؛ ولكنَّه للعقيدة، أغلى من التراب والدَّم والقبيلة.
إضاءات تربوية (384):
لا تَقهر أحدًا كي تُسعِد نفسَك، ولا تظلِم نفسًا لتبرِّر أخطاءك، حاول دائمًا أن تَبني سعادتَك بعيدًا عن أذيَّة النَّاس.
إضاءات إيمانية (385):
قال ابن عثيمين رحمه الله: "لو كان في المسلمين مَجاعةٌ ومسْغَبة، وهو قد حَجَّ الفريضةَ، فإنَّنا نقول له: إنَّ صرْف النَّفَقات في حاجات المسلمين أفضل".
إضاءات إيمانية (عشر ذي الحجة) (386):
العبادة في عشْر ذي الحجَّة ليست بالأمر الهيِّن؛ فالشياطين فيها ليسَت مصفَّدةً كما في رمضان.
فادخُل في تحدٍّ كبيرٍ مع نفسك الأمَّارة بالسوء، وجاهِد نفسَك على العِبادة، وسَل اللهَ التوفيقَ والقبول.
إضاءات إيمانية (387):
قال أبو سليمان الدَّاراني رحمه الله: (عوِّدوا أعينَكم البكاء، وقلوبَكم التفكُّر)؛ حلية الأولياء.
إضاءات إيمانية (388):
في غزوة الخندق كان النبيُّ يَمرُّ بأزمةٍ سياسيَّة وعسكرية، ومع ذلك قال: ((الله أكبر! فُتحت روميَّة)).
نحن اليوم أحوَج لخِطاب التفاؤلِ، وإزالة إحباط الواقع.
إضاءات إيمانية (389):
قد يتغلَّب الظالِم، ولكن لا يطول تَمكينه؛ فالعاقِبة للحقِّ، قال الله: ﴿ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128].
إضاءات تربوية (390):
يقول الإمام مالك رحمه الله: "من لم يستطِع ﺍﻟﻮقوفَ ﺑﻌﺮفة، فلْيقف ﻋﻨﺪ حَدِّ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮفَه، ومَن لم يستطِع المبيتَ بمزدلفة، فليبيِّت عزمَه ﻋﻠﻰ طاعةِ الله ليقرِّبه ويزلفَه، ومَن لم يقدِر ﻋﻠﻰ نحْر ﻫﺪﻳﻪ بمِنى، فليذبَح هواه هنا ليَبلغ به المنى، ومَن لم يستطِع الوصول للبيت لأنَّه منه بعيد، فليقصد ربَّ البيت فإنَّه أقرب ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ حبْل الوريد.
إضاءات إيمانية (391):
"أجمع عقلاء كلِّ أمَّة على أنَّ النَّعيم لا يُدرَك بالنَّعيم، وأنَّ مَن رافَق الرَّاحة، حصل على المشقَّة وقت الرَّاحة في دار الرَّاحة، فإنَّه على قدْر التعَب تكون الراحة"؛ ابن القيم: "تهذيب مدارج السالكين (323).
إضاءات إيمانية (392):
قال المغيرة لعمر بن الخطَّاب: نحن بخيرٍ ما أبقاك الله لنا، فقال عمر: أنتَ بخير ما اتَّقيت اللهَ.
• العُظماء لا يُغيِّرهم المدح.
إضاءات إيمانية (393):
﴿ وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 27].
ردَّ الضميرَ إلى الإبل في ﴿ يَأْتِينَ ﴾ تكرمةً لها؛ لِقصدها الحجَّ مع أربابها! [ابن العربي].
إضاءات إيمانية (394):
﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203].
إنَّ أفضلَ أهل كلِّ عملٍ أكثرُهم فيه ذكرًا لله عزَّ وجلَّ، فأفضل الصُّوَّام أكثرهم ذكرًا لله في صومهم، وأفضل الحجَّاج أكثرهم ذِكرًا لله عزَّ وجل، وهكذا سائر الأحوال؛ [ابن القيم].
إضاءات إيمانية (395):
"تَسارُع الأحداث، وتَوالي الفِتَن، وحماقة الغُلاة، وتداعي الأمَم علينا - كلُّ ذلك مؤذِنٌ بفرَج قريب ونصرٍ قادِم: ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7]"؛ الشيخ/ ناصر العمر.
إضاءات إيمانية (عشر ذي الحجة) (396):
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يَكفيه رأسٌ من الغنم، ولكنَّه البذْل والعطاء والإحسان، فقدَّم 100 من الإبل.
يقول الحسَن البصري رحمه الله: "من أيقَن بالخلَف، جادَ بالعطيَّة".
إضاءات إيمانية (الحج) (397):
يقول الطنطاوي رحمه الله: "صدِّقوني أنَّ كلَّ لذَّات الدنيا بطعامها وشرابِها، ولباسها وشهواتها وأموالها - لا تَبلغ ذرَّة من اللذَّة التي يَشعر بها الحاجُّ؛ فقولوا: آمين، أسأل اللهَ ألَّا يَحرمكم هذه النِّعمة".
إضاءات إيمانية (الحج) (398):
في الحديث الصَّحيح: ((إنَّ لك من الأجر على قدْر نَصَبِك ونفقتك))، يقول ابن حجر معلِّقًا على هذا الحديث: "ظاهِر الحديث أنَّ الثواب والفضْل في العبادة يَكثر بكثرة النَّصَب والنَّفَقة".
إضاءات إيمانية (الحج) (399):
وقف مطرِّف بن عبدالله بن الشخير وبكر المزَني رحمهما الله في عرَفة، فقال أحدهما للآخر: "اللهمَّ لا تردَّ أهل الموقف من أجلي"، وقال الآخر: "ما أشرفه من موقفٍ وأرجاه لولا أنِّي فيهم"؛ هؤلاء هم أهل العِلم والعِبادة، ومع ذلك يتَواضعون!
إضاءات إيمانية (الحج) (400):
يقول شيخنا الشيخ الدكتور سعد الحجري - وفَّقه الله وإيَّاكم -: الحجُّ المبرور لا بدَّ أن تتوفَّر فيه ما يلي:
1- مراقبة العبد لربِّه.
2- مجاهدة النَّفس.
3- اتِّباع السنَّة.
4- السلامة من الأهواء.
5- طلَب الثَّواب من الله تعالى.
• وقال بعضهم: الحجُّ المبرور: هو الحجُّ الذي لا يُخالطه إثمٌ.