عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-10-2022, 04:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,657
الدولة : Egypt
افتراضي تفاصيل ندوة (في الأدب الإسلامي) بحضور مجموعة من الأدباء الإسلاميين

تفاصيل ندوة (في الأدب الإسلامي) بحضور مجموعة من الأدباء الإسلاميين
د. أحمد الخاني







إن الأدب القائد يبدأ منذ نزل قوله تعالى (اقرأ) إلى اليوم، وهو أدبنا الإسلامي، وهذا الأدب له صفة القيادية؛ إنه يقود النفس الإنسانية نحو الحق والخير والحب والسعادة والسلام، وما شذ عنه على مدار التاريخ خرج منه، وقد ظهر في الآونة الأخيرة مصطلح "الأدب الإسلامي" الذي نبعت فكرته من الهند، وورد على أدبنا العربي، وقام له منظرون، وكثر التنظير لهذا الأدب، وشغل الكثير من مساحات التفكير وقد ألفت فيه كتب وكثرت اللقاءات والندوات، ومن ذلك هذه الندوة:
ندوة: (في الأدب الإسلامي)
بمناسبة صدور كتابي (مدرسة بدر الشعرية) أقمت ندوة أدبية في خيمة الأدب، في بيتي، دعوت إليها أصدقاء الأدب والشعر، وعلى رأسهم معالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي، وحضر ثلة من الأصدقاء، منهم سعادة الدكتور عبد العزيز الثنيان، مدير عام التعليم في الرياض، والشيخ فهد العبيكان، والدكتور عبدالعزيز المسعود وشقيقه الأستاذ ناصر، والدكتور عدنان النحوي والدكتور محمد منير الجنباز، والدكتور إبراهيم أبو عباه، والدكتور عبد الرحمن العشماوي، والشاعر أحمد سالم باعطب والشاعر أحمد يحيى البهكلي، والشاعر فيصل الحجي، والشاعر سناء الحمد بدوي والمؤرخ عبد الكريم الخطيب، ويمان الخاني وعبد الواحد الخاني وغياث الخاني وآخرون.

رحبت بالصحب الكريم وقلت: موضوعنا في هذه الأمسية المباركة: (في الأدب الإسلامي)، وهو أدبنا منذ نزول قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]. فالأدب الإسلامي أدبنا، أدب أمتنا منذ أربعة عشر قرناً إلى اليوم، فإذا شذ شاعر كأبي نواس أو بشار بن برد أو أي شاعر قلنا: إن هذا الشعر أو ذاك ليس من الشعر الإسلامي، فشعرنا الإسلامي يمتد على طول الحقبة التاريخية في وطننا الكبير منذ كان إلى اليوم.

أسند إدارة هذه الندوة إلى أخي الأستاذ عبد الكريم الخطيب تفرغاً لخدمتكم ضيوفنا الكرام.
فقال الخطيب: شكراً لتلطف المضيف الأستاذ أحمد الخاني على دعوته هذه، فقد جمع شمل الإخوة الأحبة، في هذه المناسبة الكريمة؛ مناسبة صدور كتابه (مدرسة بدر) في ليلة معركة بدر، وشكراً على ما تفضل به حول الأدب الإسلامي، وشكراً على تقديمه لي لإدارة هذه الندوة.
أيها الإخوة الكرام، نريد إن نستمتع بآرائكم ونستفيد، فمن كانت لديه وجهة نظر تعقيباً على كلمة الأستاذ المضيف ومشاركة بالحديث، فليتفضل.

كلمة الدكتور عدنان النحوي:
بسم الله الرحمن الرحيم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقد عرض أخي المضيف قضيتين: الأولى؛ ما مدى واقعية طرح مصطلح (الأدب الإسلامي)؟
والقضية الثانية: هي أن الأدب الإسلامي، قد يكون فيه لغات أخرى غير عربية، فما مدى انسجام المصطلح مع نفسه؟ لقد أصبح الأدب غير الإسلامي اليوم، لا يشكل خطراً على الأدب وحده، وإنما يمثل باباً مباشراً من الحرب المباشرة على الإسلام وعلى العقيدة وعلى الفكر، فرجال الفكر اليساري أصبحوا يسيطرون على قسم كبير من قطاع الإعلام، وأصبحوا يقذفون الكفر الصريح، والكلمة الخبيثة واللفظة المريضة، وإن إحدى وسائل إيقافها هي طرح هذا المصطلح.
أما القضية الأخرى، فرأيي الخاص وضحته في كتابي (الأدب الإسلامي إنسانيته وعالميته)، أنا أرى أن من خصائص الأدب الإسلامي اللغة العربية، وشكراً.

مدير الندوة: الكلمة الآن للأستاذ عبد الرحمن العشماوي:
العشماوي: لي تعليق؛ قضية مصطلح الأدب الإسلامي، قضية أصبحت مطروحة، نوقشت في كتب، وعقدت فيها ندوات ومؤتمرات، وأظن الشيخ عبد العزيز الرفاعي حضر وكذلك الدكتور عدنان النحوي، أنا في تصوري عندما طرحت قضية الأدب الإسلامي أو مصطلح الأدب الإسلامي، إنما كانت تضم تحت لوائها كل اللغات الأخرى التي يكتب بها الأدب الإسلامي، الأستاذ محمد قطب في كتابه: منهج الفن الإسلامي، أشار إلى هذا، بل ذهب إلى أبعد من هذا، عندما يستشهد هو بطاغور وبغيره من الشعراء، أما أن ينص الأدب الإسلامي أن يكون مكتوباً باللغة العربية، أعتقد أن هذا يعتبر من الأمور الخيالية التي يصعب تحقيقها، والسلام عليكم.

مدير الندوة: الكلمة الآن للدكتور إبراهيم أبو عباه:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. في البدء أكرر شكري لأخينا الأستاذ أحمد على تنظيمه هذا اللقاء الطيب في هذه الليلة المباركة من ليالي شهر رمضان المبارك الموافقة لهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا جميعاً، وهي مناسبة ذكرى بدر التي خرج فيها بتوفيق الله تعالى هذا الكتاب: مدرسة بدر وشعراؤها.

وهو دائماً أحسبه سباقاً إلى الخير وسباقاً إلى تنظيم مثل هذه الأعمال الجادة المفيدة.

هناك قضيتان أشار إليهما أخي الدكتور عدنان؛ قضية الأدب الإسلامي أو نظرية الأدب الإسلامي المطروحة في الساحة، والنظرية الأخرى الآداب المكتوبة باللغات غير العربية، أبدأ بالقضية الثانية لأنها تبدو أكثر حرارة، أنا أشكر للأخ عدنان غيرته الواضحة على هذه اللغة، وأتمنى أن يشعر بها كل مسلم.

ثانياً: تحديد الأدب الإسلامي، غير واضح في أذهان الناس، ليس هناك تنظير دقيق جيد لمصطلح الأدب الإسلامي، الأمر الآخر، ليس هناك نقاد مؤهلون أيضاً يتابعون الأدب الإسلامي ويضعون النظريات ويتلون الإنتاج بالتحليل والنقد.

أختم كلمتي بأن الأدب الإسلامي ينبغي على المسلم أن يخوض في أي ميدان ولكن بشرط ألا يصدم ثوابت الدين وقضايا الإسلام ولأن تكون النية صالحة؛ لأن الإنسان محاسب على نيته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مدير الندوة: لعل لمعالي الأستاذ أبي عمار رأياً في هذا الموضوع.
فقال معالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أحيي الإخوة الكرام بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنني أجدد الشكر للمضيف الأستاذ أحمد الخاني، على إتاحة هذه الفرصة الكريمة للاجتماع بالإخوة الكرام، وهذا فضل منه نذكره ونشكره، ومن محاسن الصدف أن يكون هذا الاجتماع في ليلة مباركة من شهر مبارك، وذكرى هذه الليلة تعيش في وجدان المسلمين أجمعين، ونحن في حاجة إلى أن نتذكر مثل هذه الليالي، خصوصاً في هذا العهد الذي نحن فيه أحوج ما نكون لاستدعاء معاني الجهاد والكفاح، ولنا إخوة يجاهدون في كل مكان، نسأل الله تعالى في هذه الليالي المباركة أن ينصرهم نصراً مؤزراً، وأن يكون معهم.

ولعل من المناسبة الطيبة أن يثار في هذه الجلسة الحديث عن الأدب الإسلامي وما سمعته كان كله مما يفيد، في الواقع وكنت أفضل أن أظل صامتاً لأستمع أكثر ولأستفيد أكثر، لكن بعض الإخوة الكرام يحسنون بي الظن، وأنا أشكر لهم حسن ظنهم وأؤكد لهم أنني لست في هذا المجال ممن يستطيع أن يقول ويحسن، ولكن اغفروا لي إذا لم أستطع أن أصل إلى المدى الذي أريد.

سمعت في مستهل هذا الحديث كلمة الأستاذ الشاعر أحمد الخاني، ولقد أعجبني تلخيصه للفكرة، وكأنه كان يتحدث عما يجول في نفسي، وسمعت حديث الدكتور الصديق الشاعر عدنان وهو ينافح عن فكرة يعتقدها، وهي فكرة يثاب عليها إن شاء الله، لأنها تصدر عن نية طيبة، وسمعت رأياً وسطاً جميلاً للدكتور إبراهيم كان يغني عن حديثي، إلا أن لطفكم أصر على أن أتحدث في هذا المجال.

لعلكم تذكرون أن الأستاذ عبد الرحمن العشماوي أشار إلى اشتراكي في الندوة الأولى للأدب الإسلامي التي انعقدت بدعوة كريمة من فضيلة الشيخ أبي الحسن الندوي، لقد حضرت هذا الاجتماع، وكنت قبل ذلك بسنوات أستمع إلى رأي يطرحه فضيلة الشيخ أبي الحسن الندوي، هذا الرأي يتعلق في أن تاريخنا فيه الكثير جداً من المباحث والاستطرادات التي تتميز بطابع إسلامي، وأن علينا أن نبرز هذه الجوانب من أدبنا لأنها مطمورة.

كانت هذه الفكرة هي الفكرة الأولى للأدب الإسلامي في ذهن أستاذنا الشيخ أبي الحسن الندوي، ولم تتبلور الفكرة إلى أن الأدب الإسلامي يدعو إلى مذهب خاص.

في نفسي في الواقع أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع؛ هل نحن ندعوا في الأدب الإسلامي إلى نظرية معينة؟ علينا أن نحجم الأدب بحيث يكون في هذه الدائرة فقط ونرفض أي أدب لا يدخل في هذه الدائرة؟ إذا كانت الفكرة هي نظرية تدعو إلى أدب معين يسير في الساحة الأدبية مع أفكار أخرى ومذاهب أخرى مطروحة، فهذا أيضاً بحاجة إلى أن يكون واضحاً كل الوضوح، أو نحن ندعو إلى أدب معين بحيث يقول: إن هذا أدب إسلامي، وإن هذه القصة إسلامية، هذا المصطلح يغاير النظرية، وإن كان ربما يتفقان؛ بمعنى أن تتفق النظرية والمصطلح أحياناً ولكن قد تختلف.

الفرق بين النظرية وبين المصطلح، سمعت الدكتور عدنان جزاه الله خيراً يقول، وهذا كلام معقول أن في الساحة كثيراً من المنافسات، وكثيراً من الآراء والنظريات التي تبعد العرب والمسلمين عن أدبهم الإسلامي، وأنا أقول: إن هذا ليس حديثاً، فاللغة العربية والمذاهب المنحرفة ابتلي الإسلام بهذه المذاهب والانحرافات منذ البدء، وكان هناك الزنادقة، وهذا في عصر صدر الإسلام، وجاء أيضاً كثير من الشعراء وكثير من الفلاسفة العرب؛ جاء المعري، وجاء المتنبي وجاءت أفكار كثيرة في العصر العباسي، وجاء بنو بويه وكما تعلمون، كانوا ينظرون لأدب معين، وجاءت آداب مذهبية كثيرة، وإذا كنا نحن مستهدفين من صدر التاريخ في بحر 1400سنة من تاريخنا، لم يكن هناك أي مذهب نستطيع أن نطلق عليه أنه أدب إسلامي، كان أدبنا كله إسلامياً إلا من انحرف، إذا وجدنا قصيدة أو بيتاً أو قصة منحرفة نستطيع أن نقول بسهولة إن هذه القصة أو هذا الشعر ليس إسلامياً، ففي تاريخنا القديم كل ما أنتجنا من أدب كان إسلامياً ما عدا المنحرف عن الإسلام، هناك أسئلة كثيرة تحتاج إلى جواب، وإذا كانت هناك نظرية الأدب الإسلامي أنا أعتقد أنها تحتاج إلى تنظير وإلى توضيح شديد، وسنجد هناك مصاعب كثيرة في الطريق.

المسيحيون العرب الذين ينتجون شعراً وأدباً يمتدحون فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يمتدحون فيه الإسلام، هل هو أدب إسلامي أم هو أدب غير إسلامي؟ أريد مرة أخرى أن أقول: إن هناك عقبات كثيرة في طريق التنظير، ويهمني أن أسمع الكثير من الآراء، ولا تؤاخذوني، فربما شطحت عن الفكرة الأساسية، وجزاكم الله خيراً.

مدير الندوة: الكلمة الآن لسعادة الدكتور عبد العزيز الثنيان.
بسم الله الرحمن الرحيم، ما ذكره الإخوة شيء جميل ومعلوم أن لكل إنسان رأيه في الحياة، وفي أي لون من ألوان الأدب، إن قضية الأدب الإسلامي، معروف أن ما أثير وما بدأ إلا حديثاً، وكما تفضل معالي أبي عمار كان في الماضي مفهوم أن ليس هناك أدب إسلامي وأدب غير إسلامي بل كان المنظور أنه ما جاء على الساحة أنه إسلامي ما عدا ما خرج، تأتي للخمريات التي تأتي من الشعر قصائد الغزل المكشوف.

الحقيقة أن أمة الإسلام مستهدفة في لغتها وفي أدبها وفي فكرها، يقول محمود غنيم:
هي العروبة لفظ إن نطقت به ♦♦♦ فالشرق والضاد والإسلام معناه

العروبة هي الإسلام، لكن أولئك أعداء الإسلام النصارى العرب لا تعني العروبة عندهم الإسلام ولهذا نعود إلى قضية الأدب الإسلامي، إنها نظرية جيدة في نظري ولا بد أن نؤكد هذه القضية وأن الأدب الإسلامي هو ذلك المنهج الملتزم الذي يسير وفق شريعة الله.

لعل دراستي الدكتوراه عن الوحدة الإسلامية في الأدب الحديث أعود فأقول: عندما تفرقت أمة الإسلام عندما هوجمت الخلافة الإسلامية وكل ما هو إسلامي.

والخليفة السلطان عبد الحميد العثماني وجدنا شعرنا في بيئات مختلفة في مصر والشام وفي القدس وفي طرابلس والجزائر وفي المملكة كلهم نادوا بوحدة المسلمين عندما قامت الحرب الطرابلسية، إيطاليا مع ليبيا، تجد الشعراء في مختلف بقاع الوطن العربي كلهم هبوا للدفاع عن الإسلام وتناولوها من منظور إسلامي، ولهذا عندما دعا السلطان عبد الحميد وأطلق نداءه: (يا مسلمي العالم اتحدوا) صاموا ليجمعوا تبرعات ذلك اليوم لأجل النداء الذي ألقاه السلطان، فاضطرت السلطات الهولندية أن تجبر المسلمين في إندونيسيا وكانت مستعمرة لها أجبرتهم على الإفطار بسبب هذا النداء وهذه الدعوة الإسلامية.

وكما تفضل الإخوة في قضية الأدب الإسلامي يجب أن نؤكدها وأن ننميها بين أبنائنا وشبابنا وألا نسمح لتلك الدعوات التي تريد أن تصرفنا عن هذا المنهج.

تعرفون قضية الحداثة التي جاءت مؤخراً ولها أنصارها ولها دعاتها، هذه القضية التي تريد أن تبترك عن ماضيك وعن تراثك وعن مجدك الماضي كلها من تلك الدعوات التي تريد أن تصرفنا عن أدبنا الإسلامي، والحقيقة أن الإخوة أدرى بالحديث لعلهم أطول باعاً مني في هذا الأمر وأمكن مني في هذه القضية.
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]