[ابوالوليد المسلم]

أشكو إليك
د. عبدالحكيم الأنيس


دعني - رجوتُك - في حُزْني وتحناني
فليسَ في الصدرِ إلا قلبُ إنسانِ

أغلقتُ بابي على نفسي وآنَسَني
أنِّي جليسٌ لِمَنْ بالأُنسِ يرعاني

إنْ ضاقَ صدري وهزَّ القلبَ عاتيةٌ
وقلتُ: يا ربِّ ضاقَ الصدرُ، لبَّاني

رضيتُهُ خلَفًا مِنْ كلِّ فائتةٍ
مِنْ قربِ أهلٍ ومِنْ أوطارِ أوطانِ

فيا إلهي لقد شُدَّ الخناقُ على
نفسي وأمسيتُ في كربٍ وأحزانِ

وقد أتيتُك محزونًا يُروِّعُني
حالُ الزمانِ وإسلامي وإيماني

وفي الفؤادِ حزازاتٌ يُهيِّجُها
كيدُ الحسودِ وعذلُ الجاهلِ الشاني

أشكو إليكَ همومًا قد نزلنَ على
قلبي الكئيبِ نزولَ الهادمِ الباني

فإنْ يكنْ في الورى مِنْ مُدْنَفٍ عانٍ
فإنني اليومَ ذاكَ المُدْنَفُ العاني


يلمُّ بالمرءِ حزنٌ ثم يتركهُ
حينًا وحينًا، وحزني كل أحياني

فانظرْ إليَّ بعينِ اللطفِ يا سَندًا
أنساهُ لكنَّهُ حاشاهُ ينساني



[1] قيلت في بغداد في 23 /5 /1990م.