تلخيص رواية (الرجل الراكض) للكاتب الأمريكي: ستيفن كنج
وليد سميح عبدالعال
(بدء)
لقد أصبح اسم ستيفن كينج علَمًا على أدب الرعب المعاصر، وقصة مثل (كاري) أصبحت الآن من كلاسيكيات أدب الرعب، حتى إنك لتظنها رواية قديمة عريقة، مثل: رواية دراكولا لبرام ستوكر، من كثرة ما أنتجت في أعمال، واستلهمت وذكرت في المقالات والمراجعات.
إن كنج كاتب غزير الإنتاج بطريقة ملحوظة، حتى إنه كتب كثيرًا من كتبه باسم مستعار، هو ريتشارد باكمان؛ حتى لا يتعجب الناس من هذا الكاتب الذي يخرج بكتاب كل عدة أسابيع، كما قال له ناشره..وقد جعل كينج الكتابة باسم مستعار بديلًا يهرب إليه، ويتحرر شيئًا من نفسه ومبادئه التي أرساها في كتبه الأخرى.
رواية الرجل الراكض (the running man) أو: الهارب، كما ترجمتها الدار العربية للعلوم، مشاركة من كنج في باب الخيال العلمي الذي لا يطرقه كثيرًا، يتخيل كنج - كما تخيل من قبله الكثيرون - عالَمًا قاسيًا، ينقسم الناس فيه إلى فريقين: الفقراء المطحونين، والأغنياء القساة الذين يتلذذون بتعذيب الفريق الأول، ويصل الأمر إلى منتهى القسوة، حيث تقام ألعاب لإمتاع الفريق الأغنى بقتل الفريق الأفقر، كما كان يفعل في روما القديمة.
(تلخيص الرواية)
(ريتشارد بنيامين) رجل فقير في مجتمع فقَدَ قيمه ومشاعره من أجل المال والمتع الوحشية، له زوجة واهنة، وابنة تعاني من مرض مزمن، وهو يتنقل بين الوظائف للحصول على المال، لكنه رجل فريد من نوعه، لا يستطيع أن يسكت حين يرى الظلم، ولو كان واقعًا على غيره؛ لذا بسرعة أصبح بلا عمل بعد أن ركل رئيسه في مؤخرته!
لكن حقيقة أن ابنته تكاد تشرف على الموت طلبًا للدواء والعناية الصحية - ما زالت ماثلة لا سبيل لمحوها ولا تخفيفها، وهذا ما دفعه لهذا الحل الأخير أن يتقدم إلى (الشبكة)؛ ليشارك في لعبة قاسية من لعب القوم الأغنياء ليربح المال.
كان يطالع التليفزيون المجاني، وكانت هناك ألعاب تعرض، منها: رجل مريض بالقلب يجري على سير متحرك، ويسأله مقدم البرنامج سؤالًا، فإن أجاب عنه كسب خمسين دولارًا، وإلا خسر خمسين، قرر ريتشارد أن يشارك في الألعاب، وحاولت زوجته أن تَثنيه، فلم يسمع، وخرج من المنزل، فشم رائحة لحم من منزل جارتهم الثرية التي كانت تملك صيدلية، وبعد أن انصرف ريتشارد، قالت هذه المرأة لزوجته: عزيزتي، يمكنني أن أوفر لك بعض البنسلين من السوق السوداء عندما يأتي المال..
توجه ريتشارد إلى شبكة الألعاب، وقد قرر أن هذا هو الحل الأخير لحياة أفضل، وتوفير المال لزوجته وابنته، سألوه عن اسمه وسنه وتعليمه، وأخذ يصعد في أدوار المبنى شيئًا فشيئًا، مر أولًا على الفحص الطبي، وسألوه عن خمسين مرضًا مختلفًا، وهل هو مصابٌ بأي نوع من الفوبيا أو أي شيء؟ فكانت إجابته في كل ذلك بالنفي، ووضعوه في غرفة صغيرة في المساء ليبيت فيها ليلته، وفي الصباح أكل أول إفطار حقيقي، برغم ضآلته، ولبس أفرولًا بدل ملابسه القديمة، وأحس بعدها أنه فقد كل فرق بينه وبين الآخرين فيما سبق.
دخل بعدها مكانًا جديدًا ليختبروه اختبارات عقلية، كانت هناك امرأة، هي التي ستختبره، قدمت له الورقة بازدراء، ليختار الإجابات الصحيحة، وانتهى بسرعة، وأخذ بعدها يتسلى بالنظر إليها بوقاحة، وأدرك أنه يثقل عليها، ثم سألوه عن سبب دخوله المسابقات، فقال: بسبب ابنته المريضة، وفقره، وأنه بلا عمل.
وصل إلى الطابق الخامس، وأحس بشوق كبير لزوجته وابنته، وأراد أن يتصل بهما؛ ليطمئن عليهما، فأخذ ربعي دولار من شرطي واقف بعد أن توسل إليه وأراق ماء وجهه كله معه، ظل فترة حتى كلم زوجته، وما كاد يحادثها وتخبره أنها اشترت دواءً جديدًا لابنتهما لعله يكون نافعًا حتى انتهت الثلاث دقائق، وانقطع الخط، رمى السماعة بقوة وفكر: إنهم سيدفعون الثمن، لا بد أن يدفع أحد الثمن!
أخذوهم إلى قاعة في الطابق السادس، حيث جاء وقت تحديد الألعاب لكل متسابق، اللعبة المناسبة لكل واحد بحسب المعلومات التي كونوها عنه وعن شخصيته، دخل القاعة رجال يرتدون زي الألعاب الأحمر، وألقوا بمظاريف بيضاء على الأرض، أخذ المتسابقون يفتحون المظاريف: لعبة (أي حرارة تتحمل)، (السير المتحرك والدولارات)، (اسبح بين التماسيح)...
فتح ريتشارد مظروفه فوجد فيه عبارة: المصعد السادس، هرع إلى المصعد، فلم يجد فيه إلا رجلًا واحدًا ذا ذراع مشوه، علم أنه فقد عمله؛ لأنه شارك في إضراب العمال احتجاجًا على حدوث تسرب من المفاعلات، قال له: لقد اختارونا؛ لأننا خطر على المجتمع، فعلم ريتشارد أنهم اختاروهم للعبة (الرجل الراكض)، نودي على ريتشارد، فدخل مكتبًا فخمًا، التقى فيه بالمنتج المنفذ للبرنامج (دان كيليان)، ليخبره أنه اختير لهذه اللعبة المميزة التي تعد اللعبة الأساسية عندهم؛ حيث يعطى المتسابق 4800 دولار لنفقاته، ويعطى هو وأسرته 100 دولار على كل ساعة يبقاها حيًّا، وسيعطى كاميرا ليسجل شريطين له، ويرسلهما كل يوم بالبريد، وإلا لن يصرف لأسرته مال، ومن خلفه صيادون، يقودهم رجل قاسٍ يدعى (إيفان ماكون)، ورجال الشرطة المتعاونون، وكل من يرغب في المال للإبلاغ عن الرجل الراكض..لقد تجمع الكل ضد ريتشارد، ولكن ليس هناك مفر من أن يكمل اللعبة.
عرضوا صورته على الشاشات، ولعبوا بها ليبدو وحشيًّا راعبًا، فصاحت الجماهير تطالب بقتله وإراحة المجتمع من هذا العضو الفاسد، انطلق ريتشارد في الشوارع لتبدأ رحلته الرهيبة، وركب "تاكسي"، وذهب لأحد معارفه كان يزور أوراقًا وهويات، وبعد انتظار خمس ساعات كان معه رخصة قيادة، وبطاقة خدمة عسكرية، وبطاقة تقاعد اجتماعي، واشترى منه كذلك أسنانًا صناعية، وعوينات، وشعرًا مستعارًا.
استقل طائرة إلى نيويورك، وعبر متنكرًا أمام رجال الجوازات، ليذهب إلى أكبر مدن العالم ازدحامًا، قام بحجز غرفة في فندق متوسط الحال، وفي غرفته قام بتسجيل شريطه، ونزل، وغادر الفندق، كان يعلم أنه لا بد أن يديم التحرك ولا يستقر في مكان واحد، حجز تذكرة حافلة إلى بوسطن، ونزل في بيت من بيوت الشباب، وحين رقد في غرفته فكر في زوجته وابنته، وعلم أنه استحق ثمانمائة دولار حتى الآن، وعلم أنه ينبغي أن يشتري سلاحًا غدًا، سجل الشريط ووقف في النافذة يتأمل السيارات حين رأى رجلًا في سترة بنية لا يغادر وقفته، وأن رجلَيْ شرطة يتبادلان الكلام..يبدو أنه قد حوصر..وشعر بشعور الأرنب الذي سقط في المصيدة!
استقل المصعد للبدروم مقاومًا هلعه، وجد المكان قذرًا مليئًا بالجرائد والفئران، وهناك قطرات تتساقط من السقف، أمسك بجريدة وأشعلها بعود ثقاب، وركض، لينزلق في فتحة لتصريف الماء الجاري، ظل ينزلق، وسمع انفجارًا من ورائه، وأحس بحرارة شديدة، وتدلت رجلاه من الفتحة أخيرًا، فقفز لينزل في مكان صالح للمشي تحت الشوارع، ظل يمشي لأميال، ووقف تحت فتحة مجرور يتأمل الشارع، وتأكد ساعتها أن الشرائط هي التي تشي به إلى الشبكة.
خرج من فتحة المجاري ليقابل ولدًا أسود صغيرًا، دله على أخيه الأكبر، الذي قرر أن يساعد ريتشارد؛ لأنه كان ناقمًا على المجتمع، وكانت له ابنة تعاني من السرطان الناتج عن التلوث المنتشر بسبب أعمال شركة جنرال أتومك المسيطرة على معظم الأعمال الصناعية.
يتبع