عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-09-2022, 11:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,156
الدولة : Egypt
افتراضي معنى مادة ( شرم )

معنى مادة ( شرم )
د. سيد مصطفى أبو طالب



قال الحربي: جَاءَ كَعْبٌ إِلَى عُمَرَ فاسْتَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ مُصْحَفًا قَدْ تَشَرَّمَتْ حَوَاشِيهِ فَقَالَ: فِي هَذِهِ التَّوْرَاةُ. قَالَ: إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا التَّوْرَاةُ فَاقْرَأْهَا[1].

وقال: عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَفَعَ رياط الحَرْبَةَ فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ أَبْرَهَةَ فَوَقَعَتْ عَلَى جَبيَنه فَشَرَمَتْ عَيْنَهُ وَأَنْفَهُ وَشَفَتَهُ[2].

قَولُه: تَشَرَّمَتْ حَوَاشِيهِ يَقُولُ: تَقَطّعَتْ، وَأصْلُهُ القَطْعُ فِي الأرْنَبِة والأَنْفِ. وَلِذَلِكَ سُمِّىَ أَبْرَهَة الأَشْرَم. والشَّرْمَ: لُجَّةُ البَحْرِ[3].




أورد الشارح تفسيرًا لدلالات بعض فروع مادة (شرم) وهو يعد (القطع) دلالة أصلية لها.

يقول ابن فارس: الشين والراء والميم أصل واحد لا يُخْلَف، وهو يدل على خرق في الشيء وفَرْق[4].



وقد فسرت دلالات بعض الفروع في ضوء هذه الدلالة، وهذه الفروع هي:

أ‌) تشرمت: تقطعت. يقول الزمخشري: تشرمت، أي: تشققت وغرقت[5].

ب‌) شرمت: قطعت. يقول ابن منظور: شرمه يشرمه...، أي: شقه[6].

ج) الأشرم، سمي به أبرهة صاحب الفيل؛ لأنه جاءه حجر، فشرم أنفه ونجاه الله ليخبر قومه، فسمي الأشرم[7].

د) الشَّرْم: لجة البحر[8].



ويمكن أن يضاف:

هـ) الشرم والشرماء: المرأة المفضاة[9].

و) الشارم: السهم الذي يشرم جانب الغرض[10].

وبعد: فقد أمكن رد دلالات هذه الفروع إلى الدلالة الأصلية (القطع والشق).





[1] الفائق (2/ 236)، وغريب ابن الجوزي (1/ 535).




[2] النهاية (2/ 468).




[3] غريب الحربي (3/ 950).




[4] المقاييس (شرم) (3/ 265).




[5] الفائق (2/ 236)، وغريب ابن الجوزي (1/ 535)، واللسان (شرم) (5/ 97).




[6] واللسان (شرم) (5/ 97).




[7] العين (شرم) (6/ 261).




[8] السابق نفسه.




[9] القاموس (شرم) (ص9126).




[10] السابق نفسه، والمقاييس (شرم (3/ 265).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.82 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]