
25-09-2022, 11:46 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,583
الدولة :
|
|
رد: نظرات نقدية في "الدرر الغوالي من أشعار الإمام الغزالي"
نظرات نقدية في "الدرر الغوالي من أشعار الإمام الغزالي"
د. عبدالحكيم الأنيس
والأهمُّ من ذلك السؤال: هل هي للغزالي؟
إن النابلسي (ت: 1143هـ) يقول في "كوكبه" صـ 173: "وله قصيدة جليلة ذكر فيها أسرار الفاتحة، وهي قوله...".
ثم أوردها دون ذكر مصدرها عنده، بينما يقول الإمام الزَّبيدي في "إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين" (1/25): "وممّا يُنسَبُ إليه هذه الأبيات في أسرار الفاتحة"، فالأمر عنده غير مؤكد.
ويهدمُ كلَّ هذا ما قاله الشيخُ محمد حقي النازلي في كتابه "خزينة الأسرار جليلة الأذكار" صـ 107: "نقل البوني في "شمس المعارف"، من كتاب "كنز المقرَّبين" لابن سبعين، عن علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه ورضي الله عنه- هذه القصيدة في فضائل الفاتحة الشريفة:
فإذا كنتَ ملتمساً لرزقٍ ♦♦♦ ونجحِ القصد من عبدٍ وحر
كذا ذكره الإمام الغزالي، والشيخ الأكبر قدِّس سرُّهما".
وهذا نصٌّ صريح يدل على أن النازلي اطلع على كتابٍ للغزالي - وليته ذكر اسمه - قد أورد فيه هذه القصيدة منسوبة إلى علي بن أبي طالب.
إذن فالقصيدة ليست له، كما إنها ليست لعلي جزماً؛ لعدم وجود دليل يؤكد هذا، ولمخالفتها أسلوب ذلك العصر. والعجيب في الأمر أنَّ الأستاذ جميلاً رجع إلى كتاب "خزينة الأسرار" هذا، ومع ذلك قال: "وورد في بعض المصادر أَنَّ القصيدة المذكورة تنسب للإمام علي -كرّم الله وجهه- مع بعض التغييرات والتقديم والتأخير... إلخ. وربما ذكرها الغزالي بعد ذلك، ومع ذلك فليس هناك دليل قاطع لتأكيد هذا القول، والقصيدة في الحقيقة -وكما تبدو لأول مرّة -كُتبتْ في فترةٍ متأخرة عن عصرِ الإمام علي (رض)، ولا يُستبعد أنها من نظم الإمام الغزالي رحمه الله، والله أعلم"!!
♦♦♦
4- ثم ذكر له بيتين في ذم الاختلاط بالناس، نقلهما من نص مخطوطٍ كان قد نقله الدكتور بدوي من نسخةِ "الكوكب المتلالي" المخطوطة في دار الكتب المصرية، وفي الحاشية ذَكَرَ نقلاً عن "الكوكب المتلالي" المطبوع بيتين آخرين سابقين على الأولين، والنابلسي يقول صـ 174: "وفي "شرح الجامع الصغير" للشيخ عبد الرؤوف المناوي رحمه الله تعالى قال: وُجِدَتْ تحت وسادة حجة الإسلام الغزالي رحمه الله في ورقةٍ مكتوبٌ قوله:
قد كنت عبداً والهوى مالكي
فصرت حراً والهوى خادمي
وعدتُ بالعزلة مستأنساً
من شر أولاد بني آدمِ
ما في اختلاط الناس خيرٌ ولا
ذو الجهل بالأشياء كالعالمِ
يا لائمي في تركهم جاهلاً
عذريَ منقوشٌ على خاتمي
فوجدوا نقش خاتمه: ﴿ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ﴾ [الأعراف: 102]".
قلت: وقد رجعت إلى "شرح الجامع الصغير" للمناوي وهو "فيض القدير"(3/481)، ورأيت فيه النص هكذا:
"تنبيه: وجد تحت وسادة حجة الإسلام:
ما في اختلاط الناس خير ولا...
فوجدوا نقش خاتمه...".
إذن فالمناوي لم يذكرْ سوى بيتين، ولم يقل إِنهما من قول الغزالي.
ونرى الزبيدي في "الإتحاف" (1/24) يذكر الأبيات الأربعة ويقول: "ومما يُنسب للإمام الغزالي أنه قال في أيام سياحته:
قد كنت عبداً والهوى مالكي...
وكان نقش خاتمه...".
وهكذا اختلفتِ الرواية، ومهما يكن فالأبيات غير مؤكدة النسبة له، ولا سندَ لها يُعتمد عليه، وإنْ ذكرها الدكتور أحمد الشرباصي في كتابه "الغزالي" صـ 122 على أنها ثابتةٌ له.
ثم وقفت على الأبيات في "بهجة المجالس" لابن عبد البر المتوفى سنة (463ه)، وللغزالي (13) سنة!
♦♦♦
5- وتحت عنوان: أبيات متفرقة ذكرَ جامعُ الديوان سبعة أبيات هي مطالع قصائد ذُكرَتْ في رسالةٍ بغير عنوان منسوبة إلى الغزالي في دار الكتب المصرية، واعتمد في ذلك على الدكتور بدوي، والغريبُ أنه ليس في كلام الدكتور بدوي أيةُ إشارة إلى أَنّ هذه القصائد للغزالي!
♦♦♦
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|