كلمات في الطريق (168)
أ. محمد خير رمضان يوسف
• يا بني،
ليكنْ عقلُكَ مرافقًا لكَ في كلِّ حين،
فلا تشغلنَّهُ في مقهًى بدون فائدة،
ولا تُهدرنَّهُ في ليالٍ سوداءَ تأخذُ من دينِكَ قبلَ عقلك،
ولا يسلبنَّهُ منكَ جمالٌ أخَّاذٌ ولا فتنةٌ حمراء،
ولا تشوِّشْ عليه في مشكلاتٍ تافهةٍ تبدِّدُ جهودكَ وتُضعفُ صحَّتك،
ولا تحجبنَّهُ بمسكرٍ أو مُخدِّرٍ فتقعدَ مريضًا أو بلا عقل.
• معتنقو الإسلام،
والتائبون العائدون من الإلحادِ إلى الإيمان،
يعجبون من أنفسهم كيف كانوا يكفرون أو يشركون،
ويرون أنهم ما كانوا جادِّين أو مهمومين في البحثِ عن الإلهِ الحقّ،
فما كانوا يرون ضرورةَ ذلك،
ويظنونَهُ حريةً شخصيةً لا يترتَّبُ عليها شيء،
لا حسابَ ولا ثواب ولا عقاب،
وأنهم كانوا يكتفون بما هم عليه من باطلٍ للألفةِ والعادةِ والتقليدِ الذي يعيشونه،
وأنهم عندما كانوا يسمعون أفكارًا أو كلماتِ حقّ،
ما كانوا يتعمَّقون فيها،
ولا يتابعونها،
إلا لظروفٍ وتداخلاتٍ خارجية،
أو بواعثَ نفسية،
فعند ذلك يتعلَّقون بها ويحرصون عليها،
كما لو انتابتهم مصائب،
أو تغيَّرت حياتهم فجأة،
في ظروف عمل،
أو حياةِ أسرة،
أو تصرُّفاتِ صديق،
فيبذلون جهدًا عقليًّا،
ويشعرون بتأثيرٍ نفسيّ،
وربما أنتجَ ذلك مواقفَ جديدة،
أو حواراتٍ هادفة،
أو أنهم يلاحظون سلوكًا متميِّزًا،
وقدوةً في الأخلاقِ والعمل،
كاستقامةٍ وتواضع،
وإيثارٍ وكرم،
ونجدةٍ ومروءة..
وأفكارٍ جادَّةٍ للانطلاقِ من جديد،
إلى عالمٍ أرحب،
وعقيدةٍ أوضح،
واهتمامٍ أوسع..
• الزياراتُ بين الأصدقاءِ كثيرة،
معظمها غيرُ هادف،
يعني أنها بدون تخطيطٍ ولا هدف،
وإنما هي للإيناسِ والتواددِ والكلامِ ومعرفةِ الأحوال،
ولو جُعِلَ لكلِّ زيارةٍ هدفٌ مفيد،
من قراءة،
أو درس،
أو بحث،
أو عبادة،
أو تعاون،
لأنتجَ ذلك على المدى الطويلِ خيرًا وبركة،
في العلمِ والعمل،
وفي التربيةِ والعلاقاتِ الاجتماعيةِ عمومًا.