عرض مشاركة واحدة
  #165  
قديم 20-09-2022, 10:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,887
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (163)
أ. محمد خير رمضان يوسف

عيَّرَ قومُ لوطٍ الفئةَ المؤمنةَ بأنهم ﴿ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾،
كما في الآيةِ (82) من سورةِ الأعراف،
يعني عابوا عليهم لأنهم يتنزَّهون عن اللواط،
ويبتعدون عن الفواحش،
ولا يجارونهم،
ولا يفعلون فعلهم،
فعدُّوا العفافَ والخُلقَ الكريمَ والإصلاحَ في المجتمعِ جريمة!
لأن ذلك لا يناسبُ (حضارتهم) المنكرة.
ولم يكتفوا بهذا الكلام،
بل طالبوا بنفيهم وإخراجهم من البلدِ حتى لا (يُفسدوهُ) ويُفسدوا أهله!
﴿ قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ
ومثلهم في عصرنا مثلُ الذين يستهزؤون بالشباب المسلمِ الملتزمِ الذي لا ينغمسُ في المجونِ والزنا والشراب،
ويقولون عنهم (رجعيون) و(متخلفون) و(غيرُ حضاريين)،
وهم الأطهارُ المصلحون ورثةُ الأنبياءِ الكرام،
والذين يعيِّرونهم مثلُ قومِ لوطٍ الشذَّاذِ الخبثاءِ الفاسقين،
الذين غضبَ الله عليهم فأهلكهم،
وأنقذَ المؤمنين من بينهم،

هل تتصوَّرُ أن يدعوَ بعضُ الناسِ إلى أمرٍ لا يؤمنون به،
وقد يتفانون في ذلك؟
نعم،
إنهم الذين يبيعون دينهم ومبدأهم في مقابلِ المالِ والمنصب!
ويدعون إلى ما يدعو إليه آخرون من غيرِ ملَّتهم لأنهم يساندونهم،
إنهم شرُّ الناس،
فهم مستعدون حتى لبيعِ أوطانهم،
مقابلَ منصبٍ أو مالٍ أو شهوة،
فالعقيدةُ والمبدأُ أغلى من الوطنِ ومن الروح،
ومع ذلك يبيعونه،
يتخلَّون عنه ويُهدرونه،
إنهم خونةٌ جبناء،
لا إلَّ لهم ولا ذمَّة.
وقد لا يُعرَفون إلا بعد أن يتربَّعوا على مناصبَ سياسيةٍ وقياديةٍ كبيرةٍ جدًّا،
لا يُزعزَعون عنها بسهولة،
لأنهم كانوا متلونين خبثاء،
أمضوا حياتهم في الرياءِ والنفاقِ والذلِّ والرشاوي وتنفيذِ مهماتٍ مشبوهة،
حتى يصلوا إلى تلك المناصب،
لينفِّذوا أهدافَ أعداءِ الدينِ والوطن،
الذين أسهموا في إيصالهم إلى الحكم.
فليكنِ المسلمُ على حذر،
فقد كثرَ أمثالُ هؤلاء المفسدين،
وتمرَّنوا على الخداعِ والحيلةِ والنفاق...

إذا رأيتَ طبعكَ مخالفًا،
ومزاجكَ معاكسًا،
فتمسَّكْ بآدابِ الدين،
ولا تخالفْ جماعةَ المسلمين،
وسترى أنك قريبٌ من إخوانِكَ المسلمين،
ولو بعد حين،
فالدينُ يهذِّبُ النفوس،
ويعدِّلُ الأمزجة،
طاعةً لربِّ العالمين.

يا بني،
إذا تكلمَ الناسُ فلا تتكلمْ كيفما كان،
ولا تردِّدْ ما يقولون ليقالَ إنك مشاركٌ في المجالس،
ولكن انظرْ إلى ما تقول،
هل هو حقٌّ وفيه فائدة،
ومناسبٌ ما تقولهُ في حينه؟



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.89 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]