عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18-09-2022, 07:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص الحيوان في أدبنا والآداب الأخرى

ويسب الماكرينا


ويقول: الحمد لل
ه إله العالمينا

يا عباد الله توبوا
فهْو كهف التائبينا

وازهدوا في الطير إن ال
عيش عيش الزاهدينا

واطلبوا الديك يؤذن
لصلاة الصبح فينا

فأتى الديكَ رسولٌ
من إمام الناسكينا

عرض الأمر عليه
وهو يرجو أن يلينا

فأجاب الديك: عذرًا
يا أضل المهتدينا

بلِّغِ الثعلب عني
عن جدودي الصالحينا

عن ذوي التيجان ممن
دخل البطن اللعينا

أنهم قالوا، وخير ال
قول قول العارفينا:

مخطئٌ من ظن يومًا
أن للثعلب دينًا

ونلاحظ للوهلة الأولى أن قصيدة لافونتين أطول من نظيرتها الشوقية،كما أن ثعلبه قد تولى بنفسه مخاطبة الديك عاملًا على خداعه، أما لدى شوقي فقد كان هناك وسيط أرسله الثعلب ليبلغ رسالته إلى الديك،كذلك فإن ديك شوقي كان أكثر وضوحًا من ديك لافونتين؛ إذ فضح خداع الثعلب وشنع به وذكر ضحاياه من آبائه وأجداده، مؤكدًا من ثم أنه لا يمكن أن تجوز عليه حيلة الثعلب، الذي ادعى التقوى والصلاح والنسك وأراد أن يحضر الديك ليؤذن للصلاة فيه وفي أمثاله من الثعالب الماكرة كي يأكله ويغيبه في بطنه كما صنع مع آبائه وأجداده الطيبين، أما ديك لافونتين فقد آثر اللجوء إلى الحيلة بدلًا من التصريح بما في قلبه؛ إذ زعم أن كلبًا من كلاب الصيد يوشك أن يصل، فما كان من الثعلب إلا أن أخذ ذيله في أسنانه وقال: يا فكيك، معتذرًا بأن لديه شغلًا هامًّا لا بد من أدائه الآن، ومن ثم ينبغي تأجيل ما كان قد جاء إلى الديك من أجله، ألا وهو تصفية العداوة التي بين الديكة والثعالب والعمل على نشر السلام بين الطائفتين،ثم إن ديك لافونتين كان واقفًا على غصن شجرة، بينما لم يحدد شوقي المكان الذي كان فيه ديكه،وفوق هذا نجد لافونتين يصف ديكه بالمهارة والمكر، على حين لم يصنع شوقي شيئًا من ذلك تاركًا إيانا نفهم أن ديكه ديك ذكي: ذكي فقط لا ماكر، بالإضافة إلى أنه صريح واضح يكشف عما يدور في عقله دون لف أو دوران، مكتفيًا بأن ينفذ بجلده من الحفرة التي قد حفرها له الثعلب يريد أن يوقعه فيها، بخلاف ديك لافونتين، الذي تعمد تعمدًا خداع الثعلب، ذلك الحيوان المخادع، لتكون فرحته مضاعفة...



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 08-10-2022 الساعة 07:05 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.83 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]