فضل من احتسب أولادا ولم يسخط على القدر
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يموت لمسلم ثلاثةٌ من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم، قال أبو عبد الله: وإن منكم إلا واردها[1].
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها فقالت: يا نبي الله ادع الله له، فلقد دفنت ثلاثة، قال: دفنت ثلاثة؟ قالت: نعم قال: لقد احتظرت بحظار[2] شديد من النار[3].
روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من الناس من مسلم يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث[4] إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم[5].
روى أحمد بسند حسن عن عُقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أثكل ثلاثة من صُلبه فاحتسبهم على الله عز وجل، فقال أبو عُشانة مرة في سبيل الله ولم يقلها مرة أخرى وجبت له الجنة[6].
روى ابن ماجة وحسنه الألباني عن عُتبة بن عبد السُّلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل[7].
روى الطبراني وصححه الألباني عن حبيبة أنها كانت عند عائشة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها، فقال: ما من مُسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا جيء بهم يوم القيامة حتى يوقفوا على الجنة، فيقال لهم: ادخلوا الجنة فيقولون: حتى يدخل آباؤنا فيقال لهم: ادخلوا أنتم وآباؤكم الجنة[8].
ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النساء قُلن للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل لنا يومًا فوعظهن، وقال: أيما امرأة مات لها ثلاثةٌ من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا حجابًا من النار قالت امرأة: واثنان قال: واثنان[9].
روى مسلم عن أبي حسَّان قال: قُلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي ابنان فما أنت مُحدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث تُطيب به أنفسنا عن موتانا قال: قال: نعم صغارهم دعاميص[10] الجنة يتلقى أحدهم أباه أو قال: أبويه فيأخذ بثوبه أو قال: بيده كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا يتناهى أو قال: فلا ينتهي حتى يُدخله الله وأباه الجنة[11].
روى الترمذي وقال: حسنٌ غريبٌ عن ابن عباس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان له فرطان من أُمتي أدخله الله بهما الجنة، فقالت عائشة: فمن كان له فرطٌ من أمتك قال: ومن كان له فرطٌ يا موفقة، قالت: فمن لم يكُن له فرطٌ من أمتك قال: فأنا فرط أمتي لن يصابوا بمثلي[12].
روى النسائي في الكبرى وصححه الألباني عن أبي سلام عن مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بخ بخ لخمس ما أثقلهنَّ في الميزان: لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده[13].
روى الترمذي وقال: حسنٌ غريبٌ عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي فيقولون: نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون: نعم فيقول: ماذا قال عبدي فيقولون: حمدك واسترجع فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد[14].
روى أحمد بسند صحيح عن قُرة بن إياس أن رجلًا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابنٌ له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتُحبُّه؟ فقال: يا رسول الله أحبك الله كما أحبُّهُ ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: ما فعل ابن فلان؟ قالوا: يا رسول الله مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه: أما تُحبُّ أن لا تأتي بابًا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك؟ فقال الرجل: يا رسول الله أله خاصةً أم لكُلنا؟ قال: بل لكُلِّكُم[15].
روى أحمد بسند حسن عن مُعاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مُسلمين يتوفى لهما ثلاثة إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهما فقالوا: يا رسول الله أو اثنان قال: أو اثنان قالوا: أو واحدٌ قال: أو واحدٌ ثم قال: والذي نفسي بيده إن السِّقط ليجُرُّ أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته[16].
[1] متفق عليه: رواه البخاري «1251» ومسلم «2634».
[2] الحظار: الحائط يجعل كالصور على الشيء.
[3] صحيح: رواه مسلم «2636».
ومعنى الحديث: لقد احتميت من النار وتحصنت منها بحصن حصين وحمي منيع.
[4] الحنث: أي الحلم.
[5] صحيح: رواه البخاري «1248».
[6] حسن: رواه أحمد «16847» بسند حسن.
[7] حسن: رواه ابن ماجة «1604» وحسنه الألباني.
[8] صحيح: رواه الطبراني «20426» وصححه الألباني في الترغيب والترهيب «2003».
[9] متفق عليه: رواه البخاري «1250» ومسلم «2634».
[10] الدعاميص: جمع دعموص بضم الدال وهي دويبة صغيرة وشُبِهَ الطفل به لصغره وسرعة حركته في الجنة. وقيل الدعموص: هو الرجل كثير الدخول على الملوك من غير إذن منهم.
[11] صحيح: رواه مسلم «2635».
[12] حسن غريب: رواه الترمذي «1062» وقال: حسن غريب.
[13] صحيح: رواه النسائي في الكبرى «9658» وصححه الألباني في صحيح الجامع «2817».
[14] حسن غريب: رواه الترمذي «1021» وقال: حسن غريب.
[15] صحيح: رواه أحمد «15168» بسند صحيح.
[16] حسن: رواه أحمد «21585» بسند حسن.