عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13-09-2022, 04:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,652
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المقامة السامرية (حديث الغربة)

وما إن بدأَت رَحى الشعر في المجلس تدور، وخرَجت الألفاظ والمعاني من صدور كأنها التَّنُّور، حتى جاء الدور إليَّ، وتناثرت العبارات بين يديَّ، فقلت وقد انهال الشوق عليَّ:







يُسائلني الكثيرُ إذا التقَينا

عن الأوجاعِ هذا ما عَنينا



وعينٌ منكَ قدْ ذرَفتْ دموعًا

وجسمُك في نُحولٍ ما رأينا



وصوتٌ منك مَبْحوحٌ ووجْهُكْ

ففيه شُحوبةٌ بانَتْ إلينا



أجبتُ السائلين بأنَّ ما بي

جِراحُ القلبِ هذا ما جنَينا



يُصاحبها قصورٌ فيَّ بَيْنا

سأَبقى صابرًا أمشِي الهُوينا



وإن كانتْ بقلبي نارُ (شوقٍ)

تُداينُني مِن الإسراع دَيْنَا



وكم تَحتاجُه نفسي ولكنْ

نتائجُه إذا جاءتْ عَلينا



فقالوا اصْبِرْ وثابِرْ ثُمَّ صابِرْ

فعُقبى الصبرِ محمودٌ لدَينا



ولا تَخضَعْ لغير الرَّبِّ دَومًا

وكنْ مَعَهُ إذًا قلبًا وعَيْنا










فإذا بالجمع قد تلألأت أعينُهم، وبريقُ الدمع لاحَ لمن يخاطبهم، فطلبوا المزيد، وأَلَحُّوا بتشديد، فنظَمت لهم معبِّرًا عن نفسي والهوى، وكلي وجدٌ وجوًى، فقلت:



كانت وما كانت * قامَت وما نامت * منذ الصِّبا رامَت



عين الهوى تَحيا



سمعي لها أرعى * عيني لها مَرعى * قلبي لها مَسعى



كي بالهوى تَحيا



كانت بذي الحالة * صنَعت لها هالة * لا ما شكَت عَالة



إذ بالهوى تَحيا



منها انتهى صبري * كفِّي على صدري * احترتُ لا أَدري



كم بالهوى أعْيَا؟!







قال حفص بن أبان - وكان عليه الطرب قد بان -: ليتني كنت قريبًا فأُواظبَ على مجلس أبي المعالي، صاحب الآداب والدُّرر الغوالي، فأنهَل مما فيه من الكلم العوالي، ولكني مررتُ بمجلسه بعد ذلك بعام، بناحية الكرخ من دار السلام، وكان في يوم عيد من الأيام، ورأيته يُنشد لنفسه وقد ازداد أمامه جمعُ الأقوام:








العيدُ عيدُ القاطنين بأرضهمْ

يتَّمتعون برؤيةِ الأحبابِ



لا عيدُ مَن حلَّ الأسى بفؤادهمْ

يتحرَّقون بلَوعةِ الأغْرابِ



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]