الموضوع: أفتقدك
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-09-2022, 02:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,405
الدولة : Egypt
افتراضي أفتقدك

أفتقدك


نورا عبدالغني عيتاني





أختي، حبيبتي، ماذا أقول؟!
دعيني أبحث في مخيِّلتي الهاربةِ البعيدة عن سطور تائهة بين الفراغات الكثيفة التي حفرها فيَّ غيابُك!

ثم كيف أعبِّر؟
وهل باستطاعة هذه الورقة أو حتى الكتاب بأكمله أن يضمَّ كلَّ ما أحويه من صور وذكريات تتسابق اليومَ إلى ذهني دون أن أستطيع الإمساك بها؟!
تتفلَّت مني رغمًا عني، وأحاول الإمساك بأحد خيوطها، فلا أقدر!
تعلمين! وحدها الكتابةُ لُغَتي التي أجيد التواصل بها مع العالم، ووحدها أيضًا طريقتي في التعبير عما لا أجيد التعبير عنه بالكلام.

اليوم أقرُّ لك، هأنا فقدتُ التواصل! حتى الكتابة لم تَعُدْ تُجْدِي، ولم أعُدْ أدري ماذا يمكن أن أقول ولا أقول، باختصار: ما أُحِسُّ به الآن أكبَرُ بكثير مما يمكن أن يُعبَّر عنه؛ خليط من حنين وسعادة، وألمٍ ووحشة، وقصاصات حزن متناثرة على سطح الفرح، في كل شيء جزءٌ ما يُذكِّرني بك، حين كنت بيننا، في كل ركن من أركان البيت وكل زاوية أشتمُّ رائحةَ الطفولة تعبقُ وسط غرفتِنا، وتنثر عطرها الباقي حول أصداء الغُرَف.

أُنصِتُ للصدى العالق في سقف المنزل، فيه صوت عراكِنا، ضحكاتنا، همساتنا، بل فيه لون جنوننا!
أقبع قليلًا بالقرب مما تبقَّى من أشيائك المبعثَرة في الغرفة، سريرك الفارغ، درفك الخالي، بقاياك الصامتة، أكلِّمها تبقى صامتة، أشعر بالفقد، أمرٌ مؤلِمٌ حقًّا.


غير أني أواسي نفسي ببقايا من أملٍ؛ كَوْني أُدرِك تمامًا أنك اليوم سعيدة بين أيدٍ أمينة سترعاك وتحميك، وتحيطك بكلِّ ما تتمنين، فأنت تستحقين الأفضل، ودائمًا سيبقى الأمل إن شاء الله.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.20 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.23%)]