عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 03-09-2022, 01:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أبيات في المشيب والطاعة

ما يُنكرُ المرءُ مِنْ نُورِ جَلاَ غسقًا
ما لم يَكُنْ لأِمَاني النَّفْسِ مُطّرحا

إذا رَأَيْتَ بُرُوقَ الشَّمْسِ قد بَسَمتْ
بمفرق فَمُحَيّا العيش قَدْ كَلَحا

يلقي المشيبَ بِإِجْلاَلِ وتَكْرِمَةٍ
مَنْ قَدْ أَعدّ مِنَ الأَعمْالِ ما صَلَحا

أما ومثليَ لَمْ يَبْرحِ يُعَللِّهُ
مِنَ النَّسيِم عَليلٌ كُلَّمَا نَفَحا

والبرقُ مَا لاَحَ فِي الظَّلمْاءِ مبتسمًا
مِنْ جَانِبِ السَّفْح إلا دَمْعه سُفَحَا

فما لهُ بِرَقيِب الشَّيب مِنَ قِبلٍ
من بعد ما لامَ في شَأنِ الهَوى ولَحَا

إلى أن يقول:

كَمْ يَكْدحُ المرءُ لا يَدْرِي مَنيَّتهُ
أليسَ كُلّ امرئ يُجْزَى بما كَدَحًا

وَا رَحْمتَا لشبابي ضاع أطيبه
فَمَا فرحتُ بِهِ قَدْ عَادَ لي تَرَحَا

أَلَيْس أيَّامُنا اللائي سَلَفْنَ لَنا
منازلًا أَعْمَلْتُ فِيها الخُطَا مَرَحًا!!

فيبكي الشاعر عمره، ويندب شبابه الذي ولى مسرعًا، مستبدلاً بسروره حزنًا قبل أخذ الزاد، وإعداد العدَّة.
اقتبس الشاعر من معاني القرآن الكريم، ما يوشي عباراته المنتقاة، تصويرًا لمشاعره وأحاسيسه، فقوله: " فما له برقيب الشيب من قبل " يُبين مدى ضعف الإنسان ووهنه، وهو من قوله تعالى: ï´؟ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ï´¾ [النساء: 28]، وقوله: "كم يكدح المرء لا يدري منيته"، يوحي بعظيم عناء الإنسان في دنياه، وجهله بمنيته، وهو مأخوذ من قوله تعالى: ï´؟ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ï´¾ [لقمان: 34]، ومن قوله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ï´¾ [الانشقاق: 6]، وفي هذا دعوة للسعي بجد إلى الخير.


[1] هو" سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد ربه، ابن أخي صاحب العقد الفريد، له أرجوزة في الطب، وكف بصره في آخر أيامه، كان جميل المذهب، طبيبًا شاعرًا، لكنه كان ثقيل الطلعة سيئ الأدب والمقابلة، توفي سنة 342 هـ = 953 م، وفي بغية الملتمس ص 307 برقم 791، توفي سنة ست وخمسين وثلاثمائة؛ "جذوة المقتبس ص 229 برقم 465، المغرب ح 1 / 120، 121، معجم الشعراء الأندلسيين، ص 152، 153.

[2] المغرب، ج 1 / 121.

[3] الغوص: النزول تحت الماء ... اللسان "غ.و.ص"، ومنه: "وما غاص غوصة إلا أخرج دره، وخير ما يغاص عليه فوائد العلم"، من المجاز أساس البلاغة للزمخشري؛ تقديم د / محمود فهمي حجازي ح 2 / 177، الذخائر، إصدار منتصف مايو 2003 م.

[4] على مرافئ الأدب الأندلسي ص 99.

[5] هو" جعفر بن عثمان بن حضر، أبو الحسن، الحاجب المعروف بالمصحفي، وزير، أديب، أندلسي، من كبار الكتاب، له شعر جيد كثير من بربر بلنسية، كان وزيرًا للمستنصر الأموي..، ولي جزيرة ميورقة، اعتقله المنصور بن أبي عامر، واستعطفه بشعره ونثره، فلم يرق له، ثم قتله، وبعث بجسده إلى أهله؛ " انظر جذوة المقتبس ص 187 برقم 353، وبغية الملتمس ص 257 برقم 614، ونفح الطيب ج 1 / 600، 603، ومعجم الشعراء الأندلسيين... ص 421، 422.

[6] انظر: الحاجب المصحفي ... حياته وآثاره الأدبية؛ د / حسن يوسف خربوش ص 3 حوليات كلية الآداب – جامعة الكويت، حولية 19، الرسالة 133 / 1418هـ - 1998م؛ ونفح الطيب ج1/ 603.

[7] هو " إبراهيم بن سهل الإشبيلي، أبو إسحاق، شاعر غزل، وكاتب. يهودي، أسلم وتلقى الأدب، وقال الشعر فأجاد، سكن سبتة بالمغرب الأقصى، اتصل بابن خلاص والي سبتة، وانقلب بهما زورق فغرق سنة 649 ه، وكان مولده سنة 609 ه " انظر ديوان ابن سهل ص 5: 11، دراسة وتحقيق يسري عبد الغني عبد الله ط 1 دار الكتب العلمية بيروت 1408 ه = 1988 م، نفح الطيب ح 3 / 522: 527، معجم الشعراء الأندلسيين.. ص 162، 163

[8] ديوان ابن سهل ص 55، تقديم د / إحسان عباس ط دار صادر. د. ت.

[9] رجل ظالع: مائل مذنب، اللسان " ظ. ل. ع.".

[10] صيد الخاطر لابن الجوزي ص 8؛ تحقيق / عبدالله المنشاوي، مكتبة الإيمان بالمنصورة. د. ت.

[11] " نزل بجاية، وولي قضاءها، وإقامة الصلوات بجامعها الأعظم، توفي بتونس سنة 693 هـ، انظر نفح الطيب، ج 5 / 233: 235، ومعجم الشعراء الأندلسيين، ص 296، 297.

[12] نفح الطيب، ج 4 / 316.

[13] هو " مالك بن عبدالرحمن بن فرج أزرق، أبو الحكم، ابن المرحل، أديب شاعر، من أهل مالقة ولد بها سنة 604 هـ، وسكن سبتة ... توفي بفاس سنة 699 هـ، كان من الكتاب الذين غلب عليهم الشعر، ونعت بشاعر المغرب، له أرجوزة في النحو، وديوان شعر، والموطأة، وتأليف في العروض وغيرها، انظر الإحاطة ج 3 / ص 303، 324، نفح الطيب، ج 2 / 233، 551، ج 4 / 145، ج 5 / 245 ج 7 / 453، 459، ومعجم الشعراء الأندلسيين، ص 417، 418.

[14] انظر هذه الأبيات، ومثلها، في الإحاطة ج 3 / 313: 315.

[15] صحيح البخاري برقم 6740.

[16] ".. ينتسب سلفهم إلى وائل بن حجر، ورد على الأندلس سنة 764 هـ، واستقر بحضرة غرناطة، له مؤلفات كثيرة، وله شعر، ولد سنة 732 هـ، وتوفي سنة 808 هـ؛ " انظر الإحاطة ح 3 / 497: 516، ومعجم الشعراء الأندلسيين، ص 120، وأبياته في الإحاطة ج 3 / 515، ونفح الطيب ح 6 / 190.

[17] " يكنى أبا القاسم، ويعرف بالورسيدي، من أهل المرية، وتكرر وروده على غرناطة .. كان حسن الأخلاق، سليم الصدر، بعيدًا عن إذاية الناس..، وله حظ من قرض الشعر، توفي بالطاعون عام خمسين وسبعمائة.."؛ انظر الإحاطة ج 4 / 265: 267.

[18] انظر المرجع السابق وصفحاته.

[19] " صحيح " رواه ابن ماجه برقم 4167.

[20] هو " أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن خاتمة، أبو جعفر الأنصاري، طبيب مؤرخ، بليغ، من أهل المرية بالأندلس، توفي بعد سنة 770 هـ، " انظر نفح الطيب ح 6 / 28، 32، 34، 36، 37، 88، ومعجم الشعراء الأندلسيين، ص 115.

[21] الأدب الأندلسي – العصر الغرناطي – أبو جعفر بن خاتمة أمير شعراء غرناطة؛ د / محمد مرسي خشبة ص 110، كلية دار العلوم الطبعة الأولى.

[22] هو " أثير الدين محمد بن يوسف .. الغرناطي الأندلسي الجياني النفزي، ولد في غرناطة، ورحل إلى مالقة، وتنقل إلى أن أقام بالقاهرة، له مؤلفات؛ منها: البحر المحيط، وله ديوان شعر، عاش ما بين 654 – 745 هـ، " انظر ترجمته في نفح الطيب، ج 2 / 228: 230، ومعجم الشعراء الأندلسيين .. ص 112، وأبياته في ديوانه؛ تحقيق د / أحمد مطلوب، ود / خديجة الحديثي ص 86، 87، ص 262، 263، مطبعة العاني، بغداد ط 1 / 1388 هـ = 1969 م.

[23] هو " يوسف بن موسى بن سليمان بن فتح بن أحمد بن أحمد الجذامي المنتشاقري، يكنى أبا الحجاج من أهل رندة، كاتب وشاعر، وكان حيًّا عام 761 هـ؛ "انظر ترجمته في نفح الطيب ج 6 / 138: 145، ومعجم الشعراء الأندلسيين .. ص 475، 476، وأبياته في النفح، ج 6 / 138: 140.

[24] هو " إبراهيم بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن قاسم النميري، من أهل غرناطة، يكنى أبا إسحاق، ويعرف بابن الحاج شاعر - أكثر شعره مقطوعات، وكانت له: " المساهلة والمسامحة في تبيين طرق المداعبة والممازحة، توفي سنة 715 هـ، انظر ترجمته في نفح الطيب، ج 4 / 326، ومعجم الشعراء الأندلسيين.. ص 86، والأبيات في النفح، ج4 / ص 326.

[25] انظر الإحاطة .. ج 4 / 473، 474، الصيب والجهام؛ دراسة وتحقيق د / محمد الشريف قاهر، ص 283، 284، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، ط 1 / سنة 1973م، ونفح الطيب، ج 6 / 455، ومثل هذا المعنى كذلك – له في الإحاطة ح 4 / 471، 480، والصيب والجهام .. ص 392، 395، ومنه قوله: [من الخفيف]:
طَمع الشَّيْبُ باللجام المحلى *** حين أبديت أن يُرَدَّ جِماح
وله مثله أيضًا في أزهار الرياض، ج 1 / 318، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر سنة 1358 هـ - 1939 م، معيار الاختيار في ذكر المعاهد والديار، تحقيق ودراسة د / محمد كمال شبانة ص 77، الناشر، مكتبة الثقافة الدينية د. ت.

[26] انظر نفح الطيب، ج 6 / 282.

[27] انظر المرجع السابق.

[28] انظر ترجمته، وبيتيه في الإحاطة، ج 2 / 239: 249.

[29] هو " محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي الهواري المالكي، أبو عبدالله، شمس الدين، شاعر، عالم بالعربية، أعمى من أهل المرية، صحبه إلى الديار المصرية أحمد بن يوسف الغرناطي الرعيني، فكان ابن جابر يؤلف وينظم والرعيني يكتب، ثم دخلا الشام وحلب، وسكن إلبيرة قرب سميساط، ومات الرعيني، فرثاه ابن جابر ومات بعده بنحو سنة في إلبيرة سنة 780 هـ، وكان مولده سنة 798 هـ"؛ انظر نفح الطيب ج 7 / 302، 303، معجم الشعراء الأندلسيين ص 73.

[30] انظر نفح الطيب، ج 7 / 313، 314، وله أبيات تحوي عبق أبيات أبي ذؤيب الهذلي
منها: [من الطويل]
تقول سليمى: ما لجسمك شاحبًا
مقالة تأنيب يشاب بتأنيس

وقد كنت تعطو كلما هبت الصبا
بريان في ماء الشبيبة مغموس

انظر أزهار الرياض ح1 / 235، وأول أبيات أبي ذؤيب هي: [من الكامل]
قلت أميمة ما لجسمك شاحبًا *** منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
انظر ديوان الهذليين ق1 ص 1، 2 الدار القومية للطباعة والنشر القاهرة 1385 هـ = 1965 م، الوافي بالوفيات، دار النشر فرانز شتاير - شتوغارت، ج6/ قسم 16 / ص 437: 439 ط2/ 1411هـ =1991 م .

[31] غسا الليل يغسو: إذا أظلم... اللسان " غ. س. ا. "

[32] هو " محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد " بن محمد الصريحي، أبو عبدالله، يعرف بابن زمرك، أصله من شرق الأندلس، ولد ونشأ في غرناطة، شاعر شعره مترام إلى نمط الإجادة، خفاجي النزعة، كلف بالمعاني البديعية والألفاظ الصقلية، وكاتب أيضًا، ورد على سلطان المغرب أبي سالم، من تلاميذ لسان الدين بن الخطيب، توفي سنة 796 هـ"؛ انظر "الفهارس" ج 8 / 60، خاصة ج 7 / 145، 175، ومعجم الشعراء الأندلسيين.. ص 142.

[33] أزهار الرياض ح 2 / 51، 52؛ ضبطه، وحققه وعلق عليه مصطفى السقا، إبراهيم الإبياري، وعبدالحفيظ شلبي، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1359 هـ = 1940م.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.90 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.20%)]