عرض مشاركة واحدة
  #492  
قديم 01-09-2022, 08:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الرابع والعشرون
سورة الزمر
الحلقة (492)
من صــ 207 الى صـ 218


[سورة الزمر (39) : الآيات 65 الى 66]
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إليك) متعلّق ب (أوحي) ، وكذلك (إلى الذين) فهو معطوف عليه (من قبلك) متعلّق بمحذوف صلة الذين (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أشركت) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (اللام) لام القسم (يحبطنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع. و (النون) نون التوكيد (الواو) عاطفة (لتكوننّ) مثل ليحبطنّ، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الخاسرين) متعلّق بخبر تكونّن.
جملة: «أوحي ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن أشركت ... » لا محلّ لها تفسر نائب الفاعل المقدّر «1» .
وجملة: «يحبطنّ عملك ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «تكوننّ من الخاسرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
(66) (بل) للإضراب الانتقاليّ (الله) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم عامله اعبد (الفاء) عاطفة «2» ، (من الشاكرين) متعلّق بخبر كن.
وجملة: «اعبد ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
تنبّه فأعبد الله.
وجملة: «كن من الشاكرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعبد.
[سورة الزمر (39) : آية 67]
وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (حقّ) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر (الواو) حاليّة (جميعا) حال من الأرض بملاحظة معناها المتعدّد (قبضته) خبر المبتدأ الأرض مرفوع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بقبضة بمعنى مقبوضة (الواو) عاطفة (بيمينه) متعلّق بمطويّات (سبحانه) مفعول مطلق منصوب (عمّا) متعلّق ب (تعالى) .
جملة: «ما قدروا....» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الأرض ... قبضته» في محلّ نصب حال.
وجملة: «السموات مطويّات ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة: « (نسبّح) سبحانه» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة- أو استئنافيّة- وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (نسبّح) سبحانه.
وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(قبضة) ، اسم للكفّ المثني، واستعمل هنا مجازا بمعنى الملك والقدرة وبمعنى المقبوض، أو بمعنى فانية معدومة، وزنه فعلة على وزن مصدرة المرّة من فعل قبض.
(مطويّات) ، جمع مطويّة مؤنّث مطويّ اسم مفعول من فعل طوى الثلاثيّ، وزنه مفعول.. فيه إعلال بالقلب أصله مطووي بضمّ الواو الأولى وتسكين الثانية، اجتمعت الواو الثانية و (الياء) في الكلمة والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى فقيل مطويّ، ثمّ كسرت الواو قبل الياء للمناسبة..
(يمينه) ، تؤوّل بمعنى القدرة والتملّك ...

[سورة الزمر (39) : الآيات 68 الى 70]
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (70)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (في الصور) نائب الفاعل (الفاء) عاطفة في الموضعين (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (من) الأول، وكذلك (في الأرض) صلة (من) الثاني (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (ثمّ) حرف عطف (فيه) نائب الفاعل (أخرى) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «3» ، (إذا) فجائيّة ...
جملة: «نفخ في الصور..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «صعق من....» لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ في الصور ...
وجملة: «شاء الله» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «نفخ فيه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صعق من ...
وجملة: «إذا هم قيام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ فيه ...
وجملة: «ينظرون ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هم «4» .
(69) (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (بنور) متعلّق ب (أشرقت) ، (بالنبيّين) نائب الفاعل (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (قضي) ، (بالحقّ) نائب الفاعل (الواو) حاليّة (لا) نافية.
وجملة: «أشرقت الأرض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هم قيام «5» .
وجملة: «وضع الكتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أشرقت.
وجملة: «جيء بالنبيّين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أشرقت.
وجملة: «قضي.. بالحقّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة أشرقت.
وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(70) (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «6» ، (الواو) الثانية استئنافيّة- أو حالية (ما) حرف مصدريّ «7» .
والمصدر المؤوّل (ما عملت) في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء عملها.
والمصدر المؤوّل (ما يفعلون ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بأعلم.
وجملة: «وفّيت كلّ نفس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قضي.
وجملة: «عملت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «هو أعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «8» .
وجملة: «يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
الصرف:
(69) جيء: أعيدت الألف إلى أصلها لمناسبة البناء للمجهول ثمّ كسرت فاؤه لأن عينه مكسورة في الأصل، ثم سكّنت الياء لاستثقال الكسرة عليها.
البلاغة
الاستعارة: في قوله تعالى «وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها» .
وقد استعار الله عز وجل النور للحق والقرآن والبرهان في مواضع من التنزيل.
الفوائد
- نفخة الصور:
الصور هو القرن، وهو عالم كبير لا يعلمه إلا الله عز وجل، وفيه منازل لأرواح الخلق، وأفادت الآية أن عدد النفخات اثنتان، النفخة الأولى للصعق أي (الموت) ، والثانية للبعث أي القيام من القبور، ولكن جمهور العلماء على أن النفخات ثلاث، والثالثة هي: نفخة الفزع، وهي سابقة لنفخة الصعق، بدليل قوله تعالى وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
عن أبي هريرة رضي الله عنه:
قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ما بين النفختين أربعون. قالوا أربعون يوما؟ قال: أبيت.
قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت. ثم ينزل الله عز وجل ماء من السماء، فينبتون كما ينبت البقل، وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظم واحد، وهو (عجب الذنب) ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة.
وعجب الذنب:
عظم كحبة الخردل في نهاية العصعص. والعلماء على أن بين النفختين أربعين سنة، والله أعلم. وبعد أن تنبت أجساد العباد ينفخ في الصور النفخة الأخيرة، فتنطلق الأرواح من الصور إلى الأجساد، دون أن تخطئ روح صاحبها، فيقومون أحياء للحساب. وذلك تفسير قوله تعالى وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ أي عادت الروح للجسد والله أعلم.

[سورة الزمر (39) : آية 71]
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (71)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (إلى جهنّم) متعلّق ب (سيق) ، (زمرا) حال منصوبة (حتّى) حرف ابتداء (لهم) متعلّق ب (قال) ، (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (منكم) متعلّق بنعت لرسل (عليكم) متعلّق ب (يتلون) ، (لقاء) مفعول به ثان منصوب (هذا) اسم إشارة نعت ل (يوم) في محلّ جرّ (بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفي (الواو) للاستئناف (لكن) حرف استدراك مهمل (على الكافرين) متعلّق ب (حقّت) .
جملة: «سيق الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وفّيت كلّ نفس «9» .
وجملة: «كفروا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «جاءوها..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «فتحت أبوابها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قال لهم خزنتها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فتحت أبوابها.
وجملة: «ألم يأتكم رسل....» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يتلون ... » في محلّ نصب حال من رسل «9» .
وجملة: «ينذرونكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلون.
وجملة: «قالوا....» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. ومقول القول محذوف أي بلى جاءتنا الرسل.
وجملة: «حقّت كلمة العذاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(زمرا) ، جمع زمرة، اسم جمع اشتقاقه من الزمر وهو الصوت وزنه فعلة بضمّ فسكون، ووزن زمر فعل بضمّ ففتح.
(خزنتها) ، جمع خازن، اسم فاعل من الثلاثيّ خزن، وزنه فاعل، ووزن خزنة فعلة بثلاث فتحات.
[سورة الزمر (39) : آية 72]
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72)

الإعراب:
(خالدين) حال منصوبة من فاعل ادخلوا (فيها) متعلّق بخالدين (الفاء) استئنافيّة، ومخصوص بئس محذوف تقديره هي أي جهنّم.
جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ادخلوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «11» .
وجملة: «بئس مثوى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة الزمر (39) : آية 73]
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (73)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إلى الجنّة) متعلّق ب (سيق) ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة أو زائدة (لهم) متعلّق ب (قال) ، (سلام) مبتدأ مرفوع «12» ، (عليكم) متعلّق بخبر المبتدأ سلام (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (خالدين) حال منصوبة من فاعل ادخلوها.
جملة: «سيق الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة «13» .
وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «جاءوها..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «فتحت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءوها «14» ، وجواب الشرط محذوف تقديره اطمأنّوا أو سعدوا ...
وجملة: «قال لهم خزنتها ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءوها.
وجملة: «سلام عليكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «طبتم..» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «ادخلوها ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن دخلتموها فادخلوها..

[سورة الزمر (39) : آية 74]
وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (74)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (من الجنّة) متعلّق ب (نتبوّأ) ، (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (نتبوّأ) ، (فنعم أجر العاملين) مثل فبئس مثوى المتكبّرين «15» ، والمخصوص بالمدح هو الجنّة.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فدخلوها وقالوا ...
وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «صدقنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أورثنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «نتبّوأ ... » في محلّ نصب حال من ضمير المتكلّم في (أورثنا) .
وجملة: «نشاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نعم أجر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد
- حيث:
وطيّء تقول: (حوث) ، وهي مبنية على الضم، ومن العرب من يعربها. وقراءة من قرأ (من حيث لا يشعرون) . وهي ظرف للمكان اتفاقا، قال الأخفش: وقد ترد للزمان، والغالب كونها في محل نصب على الظرفية أو خفض بمن، وقد تخفض بغيرها كقول زهير:
فشد ولم يفزع بيوتا كثيرة ... لدى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم
الشاهد: جاءت حيث في محل جر بالإضافة بعد لدى، والضمير في الفعل شد يعود إلى حصين بن ضمضم، أحد مورثي حرب داحس والغبراء، وأم قشعم:
المنيّة.
وقد تقع حيث مفعولا به، ومنه قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ومنه قوله تعالى اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ إذ المعنى أنه تعالى يعلم نفس المكان المستحق لوضع الرسالة فيه، لا شيئا في المكان، وناصبها يعلم محذوفا مدلولا عليه بأعلم، لا بأعلم نفسه، لأن أفعل التفضيل لا ينصب المفعول به.
وتلزم (حيث) الإضافة إلى جملة، اسمية، أو فعلية، وإضافتها إلى الفعلية أكثر، ومن ثم رجح النصب في نحو (جلست حيث زيدا أراه) وإذا اتصلت بها (ما) الكافة ضمنت معنى الشرط، وجزمت فعلين، كقول الشاعر:
حيثما تستقم يقدر لك الله ... نجاحا في غابر الأزمان
وهذا البيت دليل على مجيئها للزمان.

[سورة الزمر (39) : آية 75]
وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (75)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من حول) متعلّق بحافّين (بحمد) متعلّق بحال من فاعل يسبّحون (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (قضي) ، (بالحقّ) نائب الفاعل (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور.
جملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسبّحون..» في محلّ نصب حال من الضمير في حافّين.
وجملة: «قضي ... بالحقّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى «16» .
وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى.
وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «17» .
الصرف:
(حافّين) ، جمع حافّ، اسم فاعل من (حفّ) بالشيء أحاط به، وزنه فاعل، وقد جاءت عينه ولامه من حرف واحد ... وقيل إنّ (حافّين) لا واحد له لأن الإحاطة بالشيء لا تكون إلّا من مجموع، وهذا القول مردود بواقع الأشياء.
(حول) ، اسم يدلّ على ظرف مكان، وزنه فعل بفتح فسكون ...
انتهت سورة «الزمر» ويليها سورة «غافر»
__________
(1) أي أوحي إليك التوحيد.
(2) هي زائدة عند الفارسيّ لأنها تقدّمت جملة إنشائيّة وفصلت الفعل عن المفعول وقد ردّ ذلك ابن هشام في المغني.
(3) يجوز أن يكون (أخرى) نائب الفاعل، والجارّ متعلّق ب (نفخ) .
(4) أو في محلّ نصب حال من الضمير في قيام.
(5) يجوز قطعها على الاستئناف.
(6) أو اسم موصول في محلّ نصب بحذف مضاف أي جزاء ما عملت، والعائد محذوف.
(7) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يفعلونه.
(8) أو هي في محلّ نصب حال.
(9) في الآية السابقة (70) ، ويجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف أصلا.
(10) أو نعت ثان لرسل في محلّ رفع.
(11) لأنها في الأصل مقول القول. [.....]
(12) النكرة هنا دالّة على مدح.
(13) أو معطوفة على جملة: سيق الذين.. في الآية (71) من هذه السورة.
(14) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد، إذا قدّر الجواب جاءوها وقد فتحت أي هو مقيّد بالحال وهو صحيح ويجوز أن تكون هي جواب الشرط على زيادة الواو وهو رأي الكوفيّين.
(15) في الآية (72) من هذه السورة.
(16) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
(17) لأنها في الأصل مقول القول.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.46 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.90%)]