عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 31-08-2022, 05:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,450
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديوان الفيض بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)

ديوان الفيض بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)


د. أورنك زيب الأعظمي




أضواء على المخطوط والمطبوع: كل ما عثرت عليه من مجموعات شعر العلامة فيض الحسن السهارنفوري وقصائده ومنظوماته على حدة، قسمته إلى أربعة كما يلي:



القسم الأول: وهو مخطوط ديوانه الذي عثرتُ عليه في المكتبة المركزية لمدرسة الإصلاح، سرائ مير، أعظم كره، الهند، هذه المدرسة قام بإدارتها أرشدُ وأبرزُ تلامذته: العلامة عبدالحميد الفراهي (1349ﻫ/1930م)، تم نسخ هذا المخطوط بقلم السيد أبي محمد في الثاني من ذي الحجة سنة 1311ﻫ؛ أي: بعد موت الشاعر بتسعة عشر يومًا وستة أشهر وسبع سنوات، خطه النستعليق.



حجمُ المخطوط 7*4 سمات، وفي كل صفحة إما 12 سطرًا أو 11 سطرًا، ولا يزيد عليها ولا ينقص، وهكذا فيحتوي المخطوط على 65 قصيدة في 120 صفحة.



وجدتُ في هامشه أبياتًا نسخها الفراهي، وهي بدورها زيدت في المطبوع؛ فهي إذًا من رواية الفراهي لقريض الشاعر، وكذلك وجدتُ أن الفراهي قام بتصليح الديوان، فتارةً بدل كلمة بكلمة أخرى، وتارة ثانية غير البيت أو جزءًا منه بأصله، كما ملأ الفراغ الذي كان في المخطوط.



القسم الثاني: وهي روايات تلميذ الشاعر عبدالحميد الفراهي، وهي قصيدة واحدة، وضعها الفراهي بعد القصيدة التي تتحدث عما سرق من أثاث الشاعر، وتبتدئ بـ: "ألم ترَ أن المال غادٍ ورائح"، كما هو الظاهر من الرقم، ولكنها جاءت في المطبوع قبل تلك القصيدة، وضعتها في هذا القسم مميزًا المخطوط من المطبوع، وعلى هذين القسمين يشتمل ديوان الشاعر المطبوع، الذي رأى النورَ في سنة 1334ﻫ؛ أي: بعد موته بثلاثين عامًا.



القسم الثالث: وهي القصائد التي عثرتُ عليها خلال بحثي عن كلامه المنظوم ودراستي لهذا النابغة الهندي، معظمها تقاريظ كتبها الشاعر على مختلف الكتب القيمة، إنها 11 قصيدة وتوطئة منثورة،



وبجانب هذا تلك الروايات لمختلف الأبيات، التي عثرت عليها في المصادر الأخرى، مثلًا رواية "لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان" للقصيدة التي قالها العلامة بمناسبة زواج النواب صديق حسن خان البوفالي، ورواية صاحب "قصائد قاسمي" للقصيدة التي قرضها العلامة في مدح السلطان عبدالحميد خان والي تركيا آنذاك، ورواية العلامة عبدالحي الحسني لنفس القصيدة التي هي في مدح السلطان عبدالحميد خان، والتي نقلها العلامة الحسني في كتابه الشهير "نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر"، هذه كما تفيد القارئ علمًا، فكذلك تشير إلى وجود الروايات الأخرى لقريض الشاعر، التي قد ذهب بها الدهر.



القسم الرابع: وهي الطبعة الجديدة لديوان الفيض المطبوع، التي صدرت في باكستان، قام بها الأستاذ الدكتور ظهور أحمد أظهر، الذي ينشر دواوين الشعراء الهنود للعربية من قبل المجمع العلمي الباكستاني في لاهور، وهذا ثاني الدواوين التي برزت إلى حيز الوجود، قام الدكتور الباكستاني بتبديل بعض الكلمات والتعابير في النص، كما حاول إقامة العوج المطبعي الذي حدث في الطبعة الدكنية، يقول الدكتور وهو يحكي ما قام به:

"وكانت طبعة الديوان الأولى الحجرية في سنة 1334ﻫ/1915م بمدينة حيدر آباد الدكن، وفي مطبعتها المعروفة بمطبعة (أختر دكن)؛ أي: نجمة دكن، وهو الكتاب الخامس والخمسون بعد المائة من إصدارات تلك المطبعة، فكأن ديوان الشيخ الفيض قد طبع بعد وفاته بثلاثين عامًا تقريبًا، حيث توفي الفيض بلاهور في 1304ﻫ/1886م، وقد يكون من المفيد المرغوب فيه عند الدارسين لهذا الديوان ما جاء على غلاف هذه الطبعة الحجرية، وهذا نصه: "ديوان الفيض للإمام العلامة صاحب البراعة واللسن مولانا فيض الحسن أستاذ اللغة العربية في أورينتل كالج، لاهور، المتوفى 1304ﻫ، طبع في مطبعة أختر دكن (رقم 255) ببلدة حيدر آباد دكن سنة 1334ﻫ".



فهذه العبارة التي توضح جليًّا عنوان الديوان واسم شاعره وألقابه ومهنته وتاريخ وفاته وتاريخ الطبعة الأولى لديوانه - هي كل ما يوجد في الديوان المطبوع غير شعر الشاعر؛ فالديوان لا يضم المقدمة أو التعريف بالشاعر، أو شيئًا من التعليق على شعره إلا تلك الكلمات أو الجمل أو العبارات التي وردت في الديوان قبل كل قطعة أو قصيدة كالعنوان أو المدخل للقصيدة أو القطعة، ونرى أن هذه الجمل أو العبارات لم يُضفها الشاعر إلى ديوانه، ولم تكن في الأصل المخطوط له، وإنما أضيفت هذه العبارات كلها فيما بعد، عند الطبع، وقام بذلك إما أحدٌ من تلاميذ الشيخ (وربما كان هو العلامة المفسر الشيخ حميد الدين الفراهي، رحمه الله، المتوفى سنة 1339ﻫ/1931م، من أبرز تلاميذ الشيخ الشاعر؛ فهو الذي كلف المطبعة بطبع الديوان، أو أرسل إلى أصحابها نسخة الديوان التي كانت لديه)، أو قام به بعضُ من أشرف على طبع الديوان من عمال المطبعة، وأيًّا كان فإن الذي أضاف هذه الكلمات أو العبارات التي جاءت في مفتتحات القصائد والقطعات الشعرية، والعبارة التي جاءت على غلاف الديوان المطبوع، والتي قد مرت بنا آنفًا وأوردناها بنصها، فإن الذي أضاف ذلك كله لم يكن على مكانة من العلم بالعربية، ولم يكن يتقنها كتابة وتعبيرًا، وحاشا أن يكون ذلك هو الشيخ الفيض رحمه الله، ويتضح ذلك بالنظر في تلك الجمل أو العبارات، وذلك مما لا يحتاج إلى المزيد من التوضيح أو الشواهد والدلائل"[40].



أصاب الدكتور في مواضع، كما زلَّت قدماه في مواضع أخرى كثيرة، فقمت بدراسة نقدية لهذه الطبعة، قارنت فيها المطبوع بالمخطوط الذي هو موجود عندي، والذي لم يظفر به فضيلة الدكتور، وأما الأخطاء والأوهام التي وردت في المقدمة فسأتكلم عنها في موضع آخر.



إن الشيخ حميد الدين الفراهي شاعر عربي كبير، وهو طبع الديوان من المخطوط بتصرف قليل رآه أصح مما في الأصل، والعبارات التي جاءت قبل كل قصيدة أو قطعة كلها موجودة في الأصل المخطوط، سوى ما كتب في لوح الديوان، وليس فيها خطأ، بل هو سجع سلس جميل يؤدي المراد تامًّا بإيجاز بالغ.



أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، مؤمنًا بأني لستُ ببريء من الخطأ والزلة، وأنتقد الطبعة، بحيث أذكر الأبيات مع صفحة الطبعة الباكستانية أولًا، والزلات ثانيًا، وإن وجَد أحدٌ شيئًا من الخطأ أو الشك، فالمرجو منه الإشارة إليه؛ فالباب مفتوح للنقد والتصليح، ومن جاء به فله مني بالغ التشجيع، وجزيل الشكر:



قال الشيخ فيض الحسن السهارنفوري (البحر الكامل):




أثني ويثني الفؤاد إلى الهوى

فيشوب بالذم الخفي ثنائي - ص 41







فـ "يثني" جاء هنا كما ذكر في الطبعة الدكنية (ص 1)، ولكن الأصل (ص 1) يشير إلى أنه "يثنيني"، وبه يستقيم الوزن كما يتضح المعنى.



وقال الشيخ فيض الحسن (البحر الوافر):



أخب إليك مرتجيًا إربي

لديك وأنت بحرٌ ذو عباب - ص 43








فهناك "الواو" قبل "إربي" في الأصل (ص 5)، وبدونها لا يستقيم الوزن، ولكنها لا توجد في الطبعتين، الدكنية (ص 3) والباكستانية.



وقال الشيخ الفيض (البحر الخفيف):



قد أتى أن يتوب قلب طروب

عن ملاه يهتز منها القلوب - ص 44








ففي الأصل (ص 6) وفي الطبعة الدكنية (ص 4) هناك "أنى"، فلم يفهمه الدكتور، وجعله "أتى"، ولو أنه يؤدي المعنى إلى حد، ولكن "أنى" أبلغ من "أتى"؛ كما جاء في قوله تعالى:

﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الحديد: 16].



وقال الشيخ الفيض (البحر الخفيف):



لن يكاد الدموع ترقأ عنا

فعسى أن يشفينا السكوب - ص 44






ففي الأصل (ص 7) هنا "يشفنا الأسكوب" كما هو موجود في الطبعة الدكنية (ص 4)، ولكن جعله الدكتور "يشفينا السكوب"، وبذلك سقط الوزن، كما لم يتضح المعنى؛ فالواقع أنه من شفه الهم أو المرض: أوهنه، والأسكوب: الهطلان الدائم، يعني الشاعر أن صب الدموع قد جعله نهكًا.



وقال الفيض (البحر الكامل):



تعطي ولا تكدي وكم من ذي يد

يعطي فيكدي كفه ذي فضة - ص 46






في الأصل (ص 10) "ذي نفس صت"، وفي الطبعة الدكنية (ص 6) "ذي نفرضت"، ولعله "كفه ذي تفضت"، و"تفضت" أصله "تفضضت"؛ أي: تكسرت وتفرقت أصابعها، والجملة دعاء على البخيل، وهذا أولى مما ذهب إليه الدكتور ظهور.



وقال الفيض (البحر الطويل):





فها أنا أدعو الله أن يستبين أن لي

سبيل الهدى ما دمتُ في الناس ماكثا - ص 49








وفي الطبعة الدكنية (ص 8) كذلك: "أن" بين "يستبين" و"لي"، وبها يسقط الوزن، ولكنها لا توجد في الأصل (ص 14)، فما في الأصل أصوب وأقوم للوزن.



وقال الفيض (البحر الخفيف):




القصد في الكلام فلا تر

غب في وصل مهذر حديث - ص 49







فسقط "همها" من بداية صدر البيت، وبذلك سقط الوزن، وهو كذلك لا يوجد في الطبعة الدكنية (ص 9)، ولكنه موجود في الأصل (ص 15).



وقال الفيض (البحر الوافر):



وكانت داره مرعى مريعًا

أثبت النبت يغبطه المروج - ص 50








قد بدل الدكتور "أثيث" بـ: "أثبت"، والأثيث: الملتف بعضه ببعض، فسقط الوزن، كما ضل المراد.



وقال الفيض (البحر الوافر):




رعاه ولم يزل يره ناس

يحثون الركاب وهن عوج - ص 50









وفي الأصل (ص 17): يرعاه" وفي الطبعة الدكنية (ص 10) والباكستانية (ص 50): يره"، فإن أبقينا ما في الطبعتين لكان "ناس" "أناس"، وإلا فيسقط الوزن.



وقال الفيض (البحر الوافر):



لقد نعيت لي الشبان منا

فتى حسنٌ مقتبل بهيج - ص 51








فقد أسقط الدكتور "الواو" من عجز البيت، وهي كانت بين "حسن" و"مقتبل"، ولو أن المعنى لم يذهب هواء، ولكن الوزن قد سقط.



وقال الفيض (البحر الوافر):




يشير على مشاورة بأمر

رشيد صالح فيه الولوج - ص 52







ففي الأصل (ص 19) والطبعة الدكنية (ص 11) هنا "مشاوره" في صدر البيت بدلًا من "مشاورة"، وبهذا لا يستقيم المعنى، فلو أبقينا ما في الأصل والطبعة الدكنية لصح المعنى واستقام الوزن.



وقال الفيض (البحر الطويل):




ولا يشتفي من دون يعتني به

النبي الذي يأوي إليه صريخ - ص 56








يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.80 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.13%)]