عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 31-08-2022, 04:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: محاسن الأخلاق في شعر زهير بن أبي سلمى

ويقول وهو يمدح الحارث:
أو صالَحُوا فله أمْنٌ ومُنتَقَذٌ
وعقدُ أهلِ وفاءٍ غيرِ مخذولِ


ويقول ناصحًا عن الوفاء في قصيدته المعلَّقة:
ومن يُوفِ لا يُذمَم ومن يُهدَ قلبُه
إلى مُطمَئنِّ البرِّ لا يتجَمجمِ


4- السخاء: والسخاء عادة حسنة قد اشتهَر بها العرب، فكانوا يُنفِقون كلَّ ما امتَلكوه من الأموال حتى أصبحوا هم أنفسُهم فقراء، وحاتمٌ بطَلٌ في هذا المجال؛ فهو جَوادٌ يُضرَب به المثل فيقال: "أجود من حاتم"، وشاعرنا المزنيُّ قد أتى بتعابيرَ جميلة بليغة في هذا الشأن، كأنه قد ختم على التعبير عن السخاء! فهو يقول مادحًا هرم بن سنان في سخائه:
أليس بفيَّاضٍ يداه غمامةٌ
ثِمالِ اليتامى في السنين محمَّدِ


ولعلَّ ما يلي تعبير نهائي لجود أحدٍ على الأرض:
فلو لم يكنْ في كَفِّه غيرُ نفسِه
لجاد بها، فليتَّقِ اللهَ سائلُهْ


وينبغي لنا أن ننفق الأموال على المحتاجين ولا نطلب أيَّ شكر منهم، يوحي إلى هذه العادة الحسنة في ضوء مدحه لهرم بن سنان الذي لم يكن يَرجو الشكر من قِبَل المحتاجين الذين كان يُنفق عليهم سوى أنه كان يَستاء حينما يسأله أحدٌ وهو لا يجد ما يُنفقه عليه:
هو الجَوادُ الذي يُعطيك نائلَه
عفوًا ويُظلَم أحيانًا فيَظَّلِمُ


5- الردُّ على الضَّيم: كما أن الشاعر يأمرنا بأن لا نكون مُقاتلين ولا متقاتلين فكذلك يُشير علينا أن نردَّ على الظلم والضَّيم؛ فإن الصَّغَار عيبٌ في حياة البشر، فيقول مادحًا حِصنَ بن حذيفةَ بن بدر:
ومَنْ مثلُ حِصنٍ في الحروب ومثلُه
لإنكار ِضيمٍ أو لأمرٍ يُحاولُهْ

أبى الضيمَ والنُعمان يحرُق نابُه
عليه فأفضى والسيوفُ مَعاقلُهْ

عزيزٌ إذا حلَّ الحليفان حولَه
بذي لَجَبٍ لَجَّاتُه وصواهلُهْ


ويقول في مدح هرم بن سنان:
جريءٍ متى يُظلَمْ يعاقِبْ بظلمه
سريعًا وإلا يُبْدَ بالظلم يَظلِمِ


ويقول قولاً نهائيًّا في هذا:
ومن لم يذُدْ عن حوضِه بسِلاحِه
يُهَدَّمْ ومَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.74 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]