عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-08-2022, 10:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,372
الدولة : Egypt
افتراضي الاستقلال النفسي والعاطفي

الاستقلال النفسي والعاطفي


شيماء فؤاد







مفهومُ "ألا تعتمد في حياتك وإشباعك العاطفي على الزَّوج فحسب"، هذا لا يَعني استقاء العاطفة من مصادر أخرى غير شرعية؛ ولكن استقاءها من علاقات الصداقة والقرابة؛ فمن الخطأ أن نحدِّد مصدرًا واحدًا فقط (وهو الزوج أو الزوجة) نستمد منه العاطفة؛ لأنه إذا بخل أو امتنع أو انقطع تبعًا لأية ظروف: تعبْنا وتَعِسْنا.

من المهم جدًّا أن يعرف كل شخص أنه بجانب دوره كزوج أو زوجة - وهو الدور الأكبر في حياته - أن يتذكر أنه ما زال عبدًا لله، وابنًا، وأخًا، وجارًا، وصديقًا، وموظفًا، أو صاحب هواية، أو متطوعًا مثلاً، وأن له أدوارًا أخرى، وهذه العلاقات لها مردود عاطفي على نفس الإنسان إذا اهتمَّ بها.

وتكمن أهمية العاطفة والإحساس بالاهتمام والحُبِّ في حياة الإنسان أنها بمثابة الغذاء للروح، لا يمكن أن تحيا روح وتشعر بذاتها وقيمتها وتُعطي في الحياة إلا إذا كانت مشحونة بطاقة الحب، وإلا أعطت القليل القليل، أو مرضت.

ولا شك أن اهتمام الأب أو الأخ أو الصديق المفعم بالحب لا يُغني أبدًا عن اهتمام الزوج أو الزوجة وحبها، فلكلٍّ احتياج ومذاق وتأثير خاص، والاحتياج العاطفي الأكبر بعد الزواج يكون من الزوج أو الزوجة بحكم طول فترة المعايشة.

ويختلف مقدار الحاجة العاطفية لكل إنسان تبعًا لنوعه ذكرًا أم أنثى، وكذلك تبعًا لشخصيته وظروفه.

وفي حال اعتماد طرف في إحساسه بالإشباع العاطفي على شريكه فقط، يَشعر الشريك أنه مهما أعطى فذلك غير كاف؛ لأنه لن يستطيع أن يملأ خزان عاطفتك - إن صح التعبير - مهما فعل؛ لأنه - كما اتفقنا - يستمد رصيد العاطفة من علاقات كثيرة ومتنوعة، وإن كان أكبرها الزواج، ويشعر أن علاقته العاطفية بك عبء عليه، غير أن الإنسان نفسَه سيَشعُر بالوَحدة والفراغ إذا انشغل عنه شريكه الذي يعتمد عليه، وهذا كله لا يعني أن يُعلن كل شريك لشريكه أنه لا يحتاج إلى اهتمامه - بدافع العناد أو الكبر - لأن لديه أهله وأصدقاءه وزملاءه يمدُّونه بالاهتمام؛ لأنه سيكون كاذبًا على نفسه وعلى شريكه، ولن يحصد إلا مزيدًا من عدم الاهتمام بالفعل.


بالعكس إذا شعر كلٌّ من الزوج والزوجة أنه يُحقق إشباعًا عاطفيًّا مُقَدَّرًا عند شريكه، فسيكون ذلك دافعًا له لبذل المزيد.

خلاصة حديثي إلى كلٍّ من الشباب والبنات: الزواج ليس تبديلاً للحياة مكان الحياة، ولكنه امتداد لحياتك الطبيعية لكن مع إضافة كبيرة لها مسؤولياتها وقيمتها؛ أي: لا تتخلوا عن اهتماماتكم وأصدقائكم وهواياتكم، واحتفظوا بها لتملأ فراغكم النفسي وتدعم إحساسكم بذواتكم وتُسعد حياتكم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.99%)]