عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 28-08-2022, 11:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,569
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموجز في قواعد اللغة العربية


الموجز في قواعد اللغة العربية
سعيد الأفغاني

الأسماء المبنية (27)

الأَصل في الأَسماءِ أن تكون معربة، والإِعراب ظاهرة مطردة فيها. ولكنَّ أَسماء قليلة أَتت مبنية. ويعنينا منها هنا ما يطَّرد فيه البناءُ قياساً لأَنه ذو جدوى عملية، وقبل بيان ما يطَّرد بناؤُه من الأَسماء، نعرض بإِيجاز للمبني سماعاً، فقد درج النحاة على التماس علل لبنائه نلخصها فيما يلي:
البناءُ سمة الحروف، وإنما بني ما بني من الأَسماء لشبهه بالحرف في وجه من الأَوجه الأَربعة الآتية:
1- الشبه الوضعي: بأَن يكون الاسم على حرف أو حرفين كالضمائر ذهبْتُ، ذهبنا، ذهبتم، هو، هي، إلخ..
2- الشبه المعنوي: لدلالتها على معنى يعبر عما يشبهه عادة بالحرف، فنحن نعرف أَن التمني والترجي والتوكيد والجواب والتنبيه والنفي يعبر عنها بالحروف، فما أشبهها من المعاني كالشرط والاستفهام، يعبر عنهما بالحرف تارة وبالاسم تارة، ويلحق بهما الإِشارة، ولهذا الشبه المعنوي بنيت أسماءُ الشرط وأَسماء الاستفهام وأَسماءُ الإِشارة.
3- الشبه الافتقاري: الحرف لايدل على معنى مستقل بنفسه،فهو مفتقر إلى غيره حتى يفيد معنىً ما. ويلحق بالحروف في هذا: الأَسماءُ الموصولة فهي لا تفيد إلا إِذا وصلت بجملة تسمى صلة الموصول فجعلوا هذا الافتقار علة بنائها.
4- الافتقار الاستعمالي: من الحروف ما يؤثر في غيره ولا يتأَثر وهي الأَحرف العاملة كالنواصب والجوازم، ويشبهها في التأْثير وعدم التأَثر أَسماءُ الأَفعال، فكان هذا الشبه علة بناءٍ أَسماءِ الأَفعال عندهم.
ومن الحروف ما لا يؤثر ولا يتأَثر، كالأَحرف غير العاملة، مثل أَحرف الجواب "نعم، بلى"، وأَحرف التنبيه، ويشبهها في ذلك أَسماءُ الأَصوات، فهي لا تعمل في غيرها، ولا يعمل غيرها فيها. فمن هنا بنيت على ما قالوا.
وهذه الأَسماءُ كلها مبنية سماعاً. ومن المبني سماعاً أيضاً بعض الظروف مثل "حيث، إِذا، الآن، إِذ، إلخ.." وكل هذه المبنيات لا يخطئُ أَحد في استعمالها على ما سمعت عليه إذ لا قاعدة لها. لكن هناك قواعد لبناءِ الأَسماء المعربة على الضم أَو الفتح أَو الكسر، إن أُريد منها معنى خاص أَو استعمال خاص، هي التي تحتاج إلى بيان:
1- يطرد البناء على الفتح في المواضع الآتية:
أَ-كل ما ركب تركيب مزج أَصاره كالكلمة الواحدة:
1- من الظروف، زمانية أَو مكانية مثل: أَقرأُ صباحَ مساءَ - اختلفوا فريقين ووقف خالد بينَ بينَ "أَي بين الفريق الأَول والفريق الثاني".
2- ومن الأحوال1 مثل: جاورني بيتَ بيتَ "أَي ملاصقاً بيتاً لبيتٍ" تساقطوا أَخول أَخولَ "أي متفرقين" ومثلها تفرقوا شَذَرَ مَذرَ.
3- ومن الأَعداد وهي أَحدَ عشر إِلى تسعة عشر، باستنثاء "اثني عشر واثنتي عشرة فإِنهما معربتان".
4- ومن الأَعلام "الجزءُ الأَول فقط" مثل: بعلبَك، بُختَنصر حضرَموتَ.
ب- يجوز بناءُ أَسماءِ الزمان المبهمة إِذا أُضيفت لجملة مثل: "على حينَ عاتبت المشيبَ على الصبا، هذه ساعَةُ يربح المجتهد" إِلا أَن البناءَ أَحسن إِذا ولي الأَسماءَ مبني كالمثال الأَول، والإِعراب أَحسن إِذا وليه معرب كالمثال الثاني، فرفع "ساعة" أَفصح من بنائها لأَن ما بعدها فعل مضارع معرب.
جـ - ويجوز بناءُ المبهمات حين تضاف إلى مبني مثل: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} و {مِنّا الصّالِحُونَ وَمِنّا دُونَ ذَلِكَ} و"ساءَني إِخفاقُ يومَئِذٍ". وإِعراب ذلك كله جائز أيضاً فتقول: تقطع بينُكم، منا دونُ ذلك. إِخفاق يومِئذ.
د- اسم لا النافية للجنس إِذا كان غير مثنى ولا جمعاً سالماً للمذكر أَو للمؤنث، تقول: لا رجلَ في القاعة، لا طلابَ في المدرسة.
أما المثنى وجمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم، فتبنى مع لا على ما تنصب به كما هو معلوم، إلا أنهم جوزوا بناء جمع المؤنث السالم على الفتح في بعض اللغات، فعلى هذا يجوز بناء "لا طالباتَِ في القاعة" على الفتح وعلى الكسر.
2- ويطرد بناء الاسم على الكسر في المواضع الآتية:
أَ- وزن "فعالِ" وقد جاءَ هذا الوزن:
1- في أَعلام الإِناث مثل "حذامِ قطامِ" تقول: "جاءَت قطامِ مستبشرة"2.
2- في سبهنَّ مثل "يا خباثِ تجنبي الأَذى".
3- في أَسماءِ فعل الأَمر وستمر بك مثل: حذارِ أَن تكذبوا.
ب- كل ما ختم بـ"ويهِ" من الأَسماء الأَعجمية مثل "سيبويه، نِفْطويْه، دُرُسْتَويه" تقول: "كان سيبويه رأْس النحاة".
3- ويطَّرد البناءُ على الضم في كل ما قُطع عن الإِضافة من المبهمات مثل: "أَتعتذر بسفر أَبيك؟ أَعرفك من قبلُ ومن بعدُ" أَي: من قبل السفر ومن بعده. فالبناءُ على الضم هنا دليل على أَن هناك مضافاً إِليه محذوفاً لفظاً، ملاحَظاً معنىً. ومثله: "صدر الأَمر من فوقُ" أَي "من فوقنا". و"بقي ساعتان ليس غيرُ" أَي "ليس غيرهما باقياً".
فإِذا لم يكن المضاف إليه منوياً أُعرب المبهم تقول: "عُذبت قبلاً" أَي في زمن من الأَزمان الماضية.
ولا يخفى أن الظرف المبني هنا معرفة، وما نُوّن فلم يَبنَ فهو نكرة.
هذا ولا ينس القارئُ أن المنادى المفرد المعرفة والنكرة المقصودة مبنيان على الضم دائماً مثل: "يا عديُّ، يا رجالُ" وأَن "أَيّ" الموصولية يجوز بناؤُها على الضم إِذا أُضيفت وحذف صدر صلتها، مثل: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكَى طَعاماً} ، وإِعرابها جائز.
الشواهد:
"أ"
1- نحمي حقيقتنا وبعض ... القوم يسقط بينَ بينا
...
عبيد بن الأبرص
2- هذا لعمركمُ الصغارُ بعينه ... لا أُمَّ لي إِن كان ذاك ولا أَبُ
...
همام بن مرة
3- على حينَ عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت: أَلما أَصْحُ شيب وازع
...
النابغة
4- {قالَ اللَّهُ هَذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} [سورة المائدة: 5/122]
5- {فَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا وَمِنْ ِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [سورة هود: 11/66]
6- ثم تفري اللُجْم من تَعْدائها ... فهي من تحتُ مُشيحاتُ الحُزُم3
...
طرفة
لجيم بن صعب
11- نَعاءِ أَبا ليلى لكل طِمِرَّة
... وجرداءَ مثلِ القوس سمحٍ حجولها
...
طمرة: فرس، سمح: واسع.جرير
12- اليوم أَعلم ما يجيءُ به ... ومضى بفصل قضائه أَمسِ
...
تبع بن الأقرن
...
...
13- {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً} [سورة مريم: 19/69]
14- إِذا أَنا لم أُومَنْ عليك ولم يكن ... لقاؤُك إِلا من وراءُ وراءُ
...
عتي بن مالك العقيلي
15- ونحن قتلنا الاسدَ أُسد خفية ... فما شربوا بعداً على لذة خمرا
...
عقيلي
17- لعن الإِله تَعِلَّة بن مسافر ... لعناً يُشَنُّ عليه من قدامُ
...
تميمي
"ب"
18- سلام الله يا مطرٌ عليها ... وليس عليك يا مطرُ السلام
...
الأحوص
19- ضربتْ صدرها إِليَّ وقالت ... يا عديّاً لقد وقتك الأَواقي
...
عدي أخو المهلهل
20- آتٍ الرزقُ يومَ يومَ فأَجملْ ... طلباً وابغ للقيامة زادا؟
21- أُطوف ما أُطوف ثم آوي ... إلى بيت قعيدته لَكاعِ
...
الحطيئة
22- أَلم تريا أَني حميت حقيقتي ... وباشرت حدَّ الموتِ والموتُ ونُها؟
23- تراكِها من إِبلٍ تراكِها ...
أَما ترى الموت لدى أَوراكِها؟ ...
24- ومرَّ دهر على وبارِ ... فهلكت جهرةً وبارُ
...
الأعشى
__________
1- ورد التركيب في غير الظرف والعدد والحال مثل قولهم: "وقعوا في حيص وبيص" أي في شدة, فيحفظ ولا يقاس عليه.
2- بناء هذا الوزن في الأعلام على الكسر لغة أهل الحجاز، وهي اللغة الشائعة. أما نبو تميم فمنهم من يعربها إعراب ما لا ينصرف فيقول: "جاءت قطامُ ورأيت قطامَ، ومررت بقطامَ". وأكثرهم يبني على الكسر ما ختم بالراء منها مثل: "سفارِ، وبارِ" ويجري الباقي إجراء ما لا ينصرف.
3- المشيح: المقبل عليك, وأشاح بوجهه: أعرض, والمشيح الحذر أيضا والجاد.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]