عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-08-2022, 09:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,262
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإمام أبو حنيفة والشعر

والبيت الأول (خلت الديار) لحارثة بن بدر الغُداني التابعي[5].

والبيتان الآخران منسوبان إلى خمسة شعراء، وهم الكميت بن معروف الأسدي، ومحمد بن عبيدالله العرزمي، ولبيد بن عطارد، وبشار بن برد، وأبو تمام[6]، ولعل الراجح أنهما لمحمد بن عبيدالله العرزمي (ت:155هـ).
♦ ♦ ♦ ♦


وبعدُ:
فقد كنت سألتُ الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة - رحمه الله - عن القصيدة المشار إليها في أول هذ المقال، فقال: (لا تصح. وهو غير مُسْتَبْعَدٍ عليه نظمُ الشعر، ولكنه لم يُعْرَفْ عنه أنّه قاله).
ثم رأيتُها ضمن قصيدةٍ نسبها الأبشيهي (ت:852هـ) لنفسه في كتابه "المستطرف" (1/ 491-493)[7].
♦ ♦ ♦ ♦


ومن المُستغرب قولُ تقي الدين التميمي الغزي (المتوفى سنة 1010هـ) في "الطبقات السنية في تراجم الحنفية":
(وأما ما يُنسب إلى أبي حنيفة من الشعر فكثيرٌ، منه قوله:
إن يحسُدُوني فإنِّي غيْرُ لاَئمهمْ...

البيتين السابقين[8].

ومنه قوله -وقد اتفق له مع شيطان الطاق في الحمّام لما رآه الإمامُ مكشوفَ العورة، ونهاه عن ذلك، ما هو مشهور-، وهو:
أقول وفي قولي بلاغٌ وحِكمةٌ
وما قلتُ قَوْلاً جئتُ فيه بمُنكَرِ

ألا يا عباد الله خَافُوا إلهَكمْ
فلا تدخلوا الحمَّامَ إلاَّ بمِئزرِ


وأما ما كان يتمثل به أبو حنيفة من الشعر، وما مُدح به رضي الله تعالى عنه من النظم، فكثيرٌ لا يدخل تحت الحصر)!
♦ ♦ ♦ ♦


قلت: والذي وجدتُهُ منسوبًا إلى أبي حنيفة ما ذكره الإمامُ الرافعي (ت: 623هـ) في "الأمالي الشارحة" في المجلس (28) إذ قال:
(يُذكر أن أبا حنيفة أنشد لنفسه:
مَنْ طلبَ العلمَ للمعادِ
فاز بفضلٍ من الرشادِ

فيا لخسران طالبيهِ
لنيلِ فضلٍ من العبادِ


وأنه كان يُنشِدُ كثيرًا:
كفى حزنًا ألّا حياةَ هنيئةٌ
ولا عملٌ يرضى به اللهُ صالحُ).

♦ ♦ ♦ ♦


وجاء في "تنوير بصائر المقلدين في مناقب الأئمة المجتهدين" للكرمي (ت:1033هـ) ص92:

(قال محمد بن الحسن: إن أبا حنيفة قال لعيسى بن موسى أمير الكوفة:
كسرةُ خبز وقعب ماء
وفردُ ثوبٍ مع السلامهْ

خيرٌ من العيش في نعيمٍ
يكونُ مِنْ بعده ندامهْ


ومن كلامهِ أيضًا:
ومن المروءة للفتى
ما عاش دارٌ فاخِرهْ

فاشكرْ إذا أوتيتَها
واعملْ لدارِ الآخِرهْ).


ويجبُ التثبتُ من نسبة هذه الأبيات إليه.

وليت القراء يتابعون البحث في تراجم الإمام أبي حنيفة، لاسيما تراجمه المفردة ككتاب الصالحي والسيوطي، وغيرهما.



[1] دار الكتاب العربي، بيروت، ط،، 1986م.

[2] دائرة المعارف النظامية، الهند، 1332هـ.

[3] المطبعة الخيرية، مصر، 1304هـ.

[4] والخبر في "تاريخ بغداد" (13/ 367) وغيره، ولم أجده في "الانتقاء".

[5] وقد جمَعَ شعرَه الدكتور حاتم الضامن في كتاب، واستنزله عنه الدكتور نوري حمودي القيسي، وأخذه ونشرَهَ في كتابه " شعراء أمويون". (بغداد 1396هـ-1976م).

[6] نُسِبا إليه في "غرر الخصائص الواضحة"، ولكن ذكرهما أبو تمام في "الحماسة"، ولم ينسبهما إلى نفسه، فنسبتهما إليه لا تصح.

[7] وقد جاء فيها:
(أنا طامع في الجود منك ولم يكن
لابن الخطيب من الأنام سواكا)

وغيَّر بعضُ الناس قوله: (لابن الخطيب من) فجعله: (لأبي حنيفة في)!!

[8] والصحيح أنَّ الإمام تمثل بهما وليسا له.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.68 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]