عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-08-2022, 09:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي المستدرك على ديوان أبي تمام بشرح التبريزي

المستدرك على ديوان أبي تمام بشرح التبريزي
د. محمد نور رمضان يوسف










أهمية شعر أبي تمَّام:



يُعدُّ الشاعر أبو تمَّام حبيب بن أوس الطّائي (190-231ﻫ) أميراً من أمراء البيان، وأحد أشهر شعراء العصر العباسيّ، وأعظمهم شعراً، تبوَّأ منزلة سامية في عصره لم يبلُغها غيرُه من الشعراء.







استعان الشاعر أبو تمّام بذكائه المفرِط، وحِدّة شعوره، وقدرته الفائقة على الاستيعاب والحفظ، ومعرفته الدقيقة باللغة العربية وعلومها، وشَغَفه بالشعر العربيّ، وعلمه الواسع به رواية ودراية فاستطاع أن يَنظِم شعراً مُتميّزاً ذا سمات جديدة خاصّة عُدَّت فيما بعد مَذهباً جديداً في الشعر منسوباً إليه، أُطلِق عليه مذهب: (البديع) و(الصَّنعة) و(المعاني)، قال أبو بكر الصُّولي متحدِّثاً عن الشاعر أبي تمّام: «وهو رأسٌ في الشعر مُبتدِئ لمذهب سلكه كلُّ مُحسِن بعده، فلم يبلُغه فيه، حتّى قيل: (مذهب الطائي)، وكلُّ حَاذق بعده يُنسَب إليه ويُقفِّي أَثَره»[2].







لذلك كانت لشعر أبي تمّام أهميّةٌ خاصّةٌ، وقد عُنيَ به العلماء جمعاً وشرحاً منذ القِدَم، ويُعَدُّ الصُّولي (ت335ﻫ) أوّل جامع لشعره، ثمّ تَبِعَه عشرة آخرون جمعوا شعره، نصفهم شعراء، وأشهرهم علي بن حمزة الأصبهاني (ت ؟ ﻫ)[3].







أهم شروح ديوان أبي تمَّام:



لم تَقتصر جهود العلماء على جمع شعره بل أقبل عدد من كبارهم على دراسته وشرحه كاملاً أو شرح مُشكله، منهم: أبو بكر الصُّولي، وأبو حامد الخَارْزَنْجِيّ (ت348ﻫ)، وأبو عليّ القاليّ (ت356ﻫ)، وأبو القاسم الآمدي (ت370ﻫ)، وأبو منصور الأزهريّ (ت370ﻫ)، وأبو عليّ المرزوقيّ (ت421ﻫ)، وأبو الرَّيحان الخُوارِزْميّ البَيروني (ت440ﻫ)، وأبو العلاء المعريّ (ت449ﻫ)، والأعْلَم الشَّنْتَمَرِيّ (ت476ﻫ)، والخَطيب التّبريزي (ت502ﻫ)، وابن المُسْتَوْفِيّ الإرْبِلِيّ (ت637ﻫ)..[4].







وإذا كان عدد من هذه الشروح قد ضَاع فيما ضاع من تراث هذه الأمّة، فإنّ بعضها وصل إلينا، وحُقِّقَ وطُبِع، مثل شرح الصّولي والأعلم والتّبريزي وابن المستوفي.







مِيزة ديوان أبي تمَّام المشفوع بشرح التّبريزي:



نظرتُ في ديوان أبي تمّام المُعتَمَد في كلّ شرح من هذه الشروح الأربعة المحقَّقة المطبوعة فوجدتُ أنَّ أكملَ نُسخة لديوانه وأصحَّها ضبطاً وأدقَّها تحقيقاً وأقدمَها نشراً_ هو ديوانه المشفوع بشرح التّبريزي الذي حقّقه الدكتور محمد عبده عزّام، ونُشِر في طبعته الأولى عن دار المعارف بالقاهرة بين عامَيْ 1951_1957م في أربعة أجزاء كبيرة. وهذه النُّسخة المحقَّقة هي التي يَعتمدها المحقِّقون من الدارسين في دراساتهم عن أبي تمّام وشعرِه.







وديوان أبي تمّام الذي رواه التبريزي ذو سند متّصل عالٍ موثوق به، فقد ذكر التبريزي في مقدمة شرحه أنّه قرأ ديوان أبي تمّام على الشيخ أبي القاسم الفضل بن محمد القَصَبَانيّ النَّحْوي، الذي رواه عن أبي علي عبد الكريم بن الحسن السُّكَّريّ، عن أبي القاسم الآمديّ، عن أبي علي السّجستاني، عن أبي سعيد السُّكَّريّ، عن أبي تمّام[5].







وقد أَحصيتُ قصائدَ أبي تمّام ومقاطيعه[6]في ديوانه بشرح التّبريزي فألفيتُها (267) قصيدة و(229) مقطوعة مع القصائد والمقطوعات المكرّرة والواردة في قسم القصائد المنحولة أو المشكوك في صِحَّتها، بلغَ عدد بُيوت مجموع هذه القصائد والمقاطيع (7677) بيتاً، وعددها من دون المكرَّر والزيادات (7329) بيتاً[7].







من أدلّة نُقصان ديوان أبي تمَّام المشفوع بشرح التبريزي:



إنّ هذا العدد الكبير من القصائد والمقاطيع في هذا الديوان لا يبلغ نصف شعر أبي تمّام الذي أشار إليه ابن المعتَزّ (ت296ﻫ) في طبقاته، فقد ذكر ابن المعتزّ أنَّ أبا تمّام «كثير الشعر جدّاً، ويقال: إنَّ له ستَّ مِئةِ قصيدةٍ وثمانيَ مِئةِ مقطوعة، وأَكثر ما له جيّد، والرديء الذي له إنّما هو شيء يَستغلِق لَفظه فقط، فأمّا أن يكونَ في شعره شيء يخلو من المعاني اللّطيفة والمحاسن والبِدَع الكثيرة فلا»[8].







فابن المعتزّ نَصّ على أنّ أبا تمّام كثير الشعر جدّاً، وحكى خبراً يؤكّد ذلك. والعَددان (الرقمان) المذكوران في تَقدير قَصائده ومَقاطيعه قد يَكونان مُبالَغَيْنِ فيهما، ولا يمكن البتُّ بصحّة الخبر؛ لأنَّه غيرُ مُسنَدٍ إلى راوٍ مَعلوم، إلا أنَّه يبقى ذا دلالة بالغة على نُقصان ديوان أبي تمّام المُشار إليه.







ويؤيِّدُ الخبرَ الذي رواه ابنُ المعتزّ ما جاء في كتاب (الفهرست)، فقد ذكر النَّديمُ أنّ أبا تمّام «لم يَزل شعرُه غير مؤلَّف يكون نحو مِئتَيْ ورقةٍ إلى أيّام الصُّولي، فإنَّه عمله على الحروف نحو ثلاثَ مِئةِ ورقةٍ»[9]، والمراد بالورقة كما شرح النَّديمُ نفسُه: «أنْ تكون سُليمانيّة، ومقدار ما فيها عشرون سطراً؛ أي في صفحة الورقة؛ فليُعمَل على ذلك في جميع ما ذكرتُه من قليل أشعارهم وكثيره، وعلى التقريب قلنا ذلك...لا بالتحقيق والعدد والجزم »[10]، فإذا أخذنا بالرقم الأوّل (200 ورقة) يكون مجموع عدد بُيوت شعر أبي تمّام (200×2×20=8000 بيت)، وإذا عمدنا إلى الرقم الثّاني (300 ورقة) يكون مجموعها (300×2×20=12000 بيت)![11].







وقد دفعني خبر ابن المعتزّ وما أفاده النَّديمُ إلى تَتبُّع أشعار أبي تمّام أو المنسوبة إليه التي لم تَرِد في دِيوانه بشرح التّبريزي، فوقفتُ على طائفة منها في بعض المصادر القديمة والمتأخِّرة[12] التي رجعت إليها، ووجدتُ من الضروريّ سَدَّ هذه الثَّغرة وإتمامَ هذا النّقص في ديوان أبي تمّام، وذلك من خلال عَرض ما تَجمَّع لدي من أشعاره أو ما نُسِبَ إليه في هذا الاستدراك.







مخطّط عرض شعر أبي تمّام المستدرَك على ديوانه:



رأيتُ أنّ من الحسَن عرضَ المخطّط الذي ينتظم الأشعارَ التي استدركتُها، وقد تضمّن أربعة عناوين هي:



أ‌- القصائد المُستدرَكة على ديوان أبي تمَّام بشرح التّبريزي.



ب‌- المقاطيع (القِطَع) المُستدرَكة على ديوان أبي تمَّام بشرح التّبريزي.



ت‌- الأبياتُ المفردة المُستدرَكة على ديوان أبي تمَّام بشرح التّبريزي غيرُ المنتميةِ إلى القصائد والمقاطيع الواردة فيه.



ث‌- الأبياتُ المُستدرَكة على القصائد والمقاطيع الواردة في ديوان أبي تمَّام بشرح التّبريزي.







شعر أبي تمّام المستدرَك وتوثيقُه:



أ– القصائد المُستدرَكة على ديوان أبي تمَّام بشرح التّبريزي:



1- القصيدة الأولى: ثلاثون بيتاً، في مدح محمّد بن خالد بن يزيد الشّيباني، مطلعها[13]: [الكامل]





هَتَكَتْ يَدُ الأَحْزَانِ سِتْرَ عَزَائِي

هَتْكَ الصَّبَاحِ دُجُنَّةَ الظَّلْمَاءِ










ديوان أبي تمّام بشرح شاهين عطيّة 16-17، وديوانه بشرح محيي الدين الخيّاط 5-7 ، وبدر التمّام في شرح ديوان أبي تمّام للدكتور ملحم الأسود 1/51-54، وهمزيّات أبي تمّام لعبد السلام هارون 31- 39.







2- القصيدة الثّانية: اثنا عشر بيتاً، في رثاء خالد بن يزيد بن مَزْيَد الشّيباني، مطلعها: [البسيط]





مَاتَتْ رَبِيعَةُ لا بَلْ مَاتَتِ العَرَبُ

وَحَلَّ بِالمَكْرُمَاتِ الوَيْلُ وَالحَرَبُ












عشرة أبيات منها في هبة الأيّام فيما يتعلّق بأبي تمّام ليوسف البديعي 208، والمطلع فقط مع بيت بعده في شرح مشكلات ديوان أبي تمّام للمرزوقي 267، والبيت المشار إليه لم يرد في مصدر آخر، وهو:





لا ابْيَضَّ وَجْهٌ لَدَيْنَا بَعْدَ خَالِدِهَا

بِالمَكْرُمَاتِ فَلا يَذْهَبْ بِكَ الكَذِبُ












3- القصيدة الثّالثة: ستة وستّون بيتاً، يَفخر فيها بقومه، مطلعها: [الطويل]





أَأَطْلالَ بَيْتِ العَامِرِيِّ بِمَنْبِجِ

غَنَاؤُكِ مَحْظُورٌ عَلَى الدَّنِفِ الشَّجِيْ






النّظام في شرح شعر المتنبي وأبي تمّام لابن المستوفي الإربلي 5/134-165، وأبيات القصيدة كلُّها ماعدا الثالث في بدر التّمام 1/172-181، وخمسة أبيات منها فقط في شرح مشكلات ديوان أبي تمّام 257-258.







4- القصيدة الرّابعة: واحد وثلاثون بيتاً، في مدح الواثق بالله، مطلعها: [الكامل]





عَهْدِي بِرَبْعِكَ مَنْزِلاً مَعْهُودَا

أَحْمَرَ [كذا] الأَنِيسِ خَرَائِداً وَنُهُودَا







شرح ديوان أبي تمّام للأعلم الشّنتَمريّ 2/82-85، وقال الأعلم قبل مطلعها: «وقال يمدح الواثق بالله، وهي عندي مَنحولة». ولا يستقيم الوزن والمعنى بكلمة (أحمر)، ولعلها (جَمَّ الأنيسِ) أو نحوها؛ لقول الأعلم في شرحها: «كثير الأنيس»، وذكر أنّه يخاطب منزل أحبّته، فالخطاب على التذكير.








5- القصيدة الخامسة: ثلاثة وسبعون بيتاً، في مدح أهل بيت الرسول صلّى الله عليه وسلّم، مطلعها: [الطويل]





أَظَبْيَةُ حَيْثُ اسْتَنَّتِ الكُثُبُ العُفْرُ

رُوَيْدَكِ لا يَغْتَالُكِ اللَّوْمُ والزَّجْرُ






شرح عطيّة 151-156، وشرح الخيّاط 161-166، وبدر التّمام 1/375-385، وثلاثة وستون بيتاً منها في زيادات النظام 8/266-272، والمطلع فقط في هامش شرح الصّولي 1/555.







6- القصيدة السادسة: تسعة وخمسون بيتاً، في مدح طَوق بن مالك بن طَوق التّغلبي، مطلعها: [الطويل]





أَلا أَبْلِغِ العُمْرِيَّ طَوْقَ بنَ مَالِكٍ

ثَنَاءً يُنَاجِي أَسْوَدَ القَلْبِ حَاضِرُهْ[14]






زيادات النّظام 8/273-277، والمطلع فقط في هامش شرح الصُّولي 1/555.







7- القصيدة السابعة: سبعة أبيات، في مدح أبي سعيد محمد بن يوسف الثَّغريّ الطّائيّ، مطلعها: [البسيط]





تَزَحْزَحِي عَنْ طَرِيقِ العِزِّ يَا مُضَرُ

هَذَا ابْنُ يُوسُفَ مَا يُبْقِي وَمَا يَذَرُ






هبة الأيّام 225، والمطلع فقط في النّظام 10/93، وصدره في شرح مُشكلات ديوان أبي تمّام 39.







8- القصيدة الثامنة: تسعة أبيات، في مدح صالح بن عبد الله الهاشمي، مطلعها: [مخلَّع البسيط]





هُنَّ البَجَارِيُّ يَا بُجَيْرُ

أَهْدَى لَهَا الأَبْؤُسَ الغُوَيْرُ






النّظام وهامشه 8/162-165، والمطلع فقط في الموازنة 1/26، 301(صدره فقط)، والوساطة 23، وثمانية أبيات منها في الموازنة 2/268-269، والبيت الثالث فقط في الوساطة 284.







9- القصيدة التاسعة: خمسون بيتاً، في مدح أبي سعيد محمد بن يوسف الثَّغْريّ الطّائيّ، مطلعها: [البسيط]





أَلْقَاكَ بَيْنَ مَجَالِ البَثِّ والْفِكَرِ

طَرْفٌ تَفَرَّدَ مِنْ حَوْرَانَ بِالحَوَرِ






زيادات النّظام 8/260-265، والبيتان الأول والرابع فقط في شرح مشكلات ديوان أبي تمّام 200، والمطلع فقط في هامش شرح الصُّولي 1/555.







10- القصيدة العاشرة: ثمانية أبيات، يُهَنِّئُ بجارية، مطلعها: [المنسرح]





هَنَّتْكَ أُنْثَى طَلِيعَةُ الذَّكَرِ

أَيْمَنُ مَوْلُودَةٍ مِنَ البَشَرِ






زيادات النّظام 8/278، والمطلع فقط في هامش شرح الصُّولي 1/555.







11- القصيدة الحادية عشرة: أربعة وثلاثون بيتاً، في مدح محمد بن المُغيث، مطلعها: [الكامل]





وَقَفَ البِلَى فِي رَسْمِهَا يَتَفَرَّسُ

يَرْجُو إِيَابَ الظَّاعِنِينَ وَيَيْأَسُ








يتبع






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.88%)]