عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-08-2022, 03:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,948
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نبض الحب في تلخيص كتاب القراءة بالقلب

نبض الحب في تلخيص كتاب القراءة بالقلب
أبو سهيل أحمد بن فارس




الفائدة (4): القراءة بقلب وقوة الإرادة:
سبب ضعف الإرادة وضعف السلوك هو ضعف القلب؛ أي: لا يوجد قلب يَعْقِل، وسبب ضعف القلب: أن قدرته على التركيز والانتباه متدنِّية جدًّا، أو أن مخزونه من الكلمات الحية اللازمة لإدارة الحياة قليل جدًّا؛ أي: ليس فيه ذِكر؛ أي: ليس فيه علم، ليس فيه حفظ تربوي عميق راسخ ثابت في القلب.

القلب الذي لم يتم تخزين كلماتٍ فيه بقوة وكثرة، فإنه يكون ضعيفًا، سريعَ النسيان، كثير الشرود، لا يمكن جمعه والتحكم فيه، تجده يتشتتُ ويتفرق لأدنى عارض، فضلاً عن العوارض القوية التي يتعرض للإصابة بها؛ وبالتالي يكون صاحبه ضعيف الإرادة، ضعيفَ النفس، ضعيف الشخصية.

إن التدريب على القراءة بقلب يربي في الإنسان - على مهل ومنذ الطفولة - مَلَكةَ التحكم بالقلب بالخواطر بحديث القلب، وإدارته للجهة التي يريدها، بدل أن يديره ويتحكم فيه غيره.

فالقراءة بقلب مهارة ضرورية ليعيش الإنسان سويًّا قويًّا.

قال ابن القيم في "الجواب الكافي": "فمن راعى خَطَراته، مَلَك زمامَ نفسه وقهَرَ هواه، ومن غلبَتْه خطراتُه، فهواه ونفسه له أغلبُ، ومن استهان بالخطرات، قادتْه قهرًا إلى الهَلَكات".

من استطاع السيطرة على قلبه، وإدارة أفكاره وخواطره، أمكنه التحكُّم بجوارحه - لسانه، عينه، يده، رجله - وأهم من ذلك مشاعرُ قلبه التي تنتج بسبب الكلمات التي تدور فيه، ولا يفصل بين الكلمات والمشاعر ثم السلوك إلا فاصلٌ رقيق جدًّا، فمثلاً: الغضب، يسبقه كلمات تُلقَى في القلب، ثم تنتقل للتنفيذ بواسطة اللسان نطقًا، أو اليد ضربًا، أو الرجل تحركًا وانتقالاً.

والسيطرة على الأفكار والخواطر تحتاج إلى أمرَين:
الأول: علمٌ راسخ مستقر في القلب، وكلمات مخزنة فيه بقوة.
الثاني: التدريب على إدارة القلب وتوجيهه للوِجهةِ المطلوبة.

من أخطر وأقوى فوائد التدريب على قوة القراءة بقلب: تحصيل وتحقيق قوة الإرادة، تلك القوة التي يَنشدُها ويبحث عنها الجميع، وهي القوة اللازمة للنجاح في جميع مجالات الحياة، وبدونها - أو بضعفها - يتعاقب على الإنسان الفشل في جميع أمور حياته.

فمن يُكثِر التدريب على القراءة بقلب، فإن من أول وأهم الجوائز التي يحصدها ثمرةً لجهده: زيادة قوة إرادته، ومن ثَمَّ يسعد بها في حياته.

الفائدة (5): القراءة بقلب والتربية:
من أهم فوائد القراءة بقلب: أنها تحقق للمُربِّي الرفق والحلم، وطيب الكلام، وطَلاقة الوجه، وهذا هو سياجُ التربية الذي يحميها من الفشل، وهو الجسر الذي تعبُر من خلاله التعليمات والتوجيهات، وتصل به الكلمات إلى قلوب المتربِّين، بدل أن تقف عند آذانهم بسبب العنف وسوء اختيار الكلمات التي يتم من خلالها التوجيه والتعليم والتدريب.

الفائدة (6): القراءة بقلب وتنمية الموارد البشرية:
حين يتربَّى أفرادُ أي مجتمع أو دولة على القراءة بقلب، فإن شعبها يكون شعبًا مُنتجًا، شعبًا جادًّا مبدعًا، ويصبح أفرادها فاعلين منتجين، وبذلك تكون دولةً قوية لها هيبتها واحترامها.

الفائدة (7): القراءة بقلب والتعلُّم:
فإذا كانت التربية على القراءة بقلب من الصغر، فإن الشاب يستثمر وقتَه، ويستغل فرص النجاح التي تُتاح له في الحياة.

الفائدة (8): مهارة القراءة بقلب هو قلب إدارة الوقت:
القراءة بقلب تقوِّي الذاكرة، وبالتالي ينشرح الصدر، ويوجد الحماس واليقظة والانتباه لكل دقيقة، وهذا الأمر - بلا شك - يؤدِّي إلى سرعة إنجاز الأعمال وتوفير ساعات كثيرة، فتوفير الوقت لا يكون إلا من خلال القراءة بقلب، فمن يركز يكسب؛ لأن ضعف التركيز هو أكبر مُضيع للوقت.

الفائدة (9): القراءة بقلب تحرر القلب من الأماني الفارغة:
يجب أن تفكر بإيجابية وبطريقة موجَّهة، ولا يصح أن تدع قلبك مفلوتًا، تلعب به مثل هذه الأحاديث المعسولة والخواطر الفارغة.

الفائدة (10): القراءة بقلب والنوم:
النوم: هو نوم القلب، نوم النفس، نوم الروح، وليس نوم البدن، وهذا يؤكد الصلة بين القراءة بقلب وبين النوم، ويبيِّن العَلاقة بين صحة القلب والنفس، وبين النوم الصحيح وتحقيقه لصحة الجسد.

إن امتلاك مهارة القراءة بقلب يوجد قوة التحكم بالقلب، وهو الأمر اللازم لتحصيل النوم المريح، وذلك بقطع الوساوس المزعجة، تلك التي تجعل النائم ليس نائمًا، بل هو في سعْيٍ وركض وصراع طَوال نومه، فالقراءة بقلب علاج للأرقِ وتأخُّر النوم.

يستغرب البعض؛ فقد يقرأ آية الكرسي والمعوذات قبل النوم، ولا يحصل له الحفظ من الشيطان - كما جاء الوعد بذلك على لسان الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام – والسبب: أن القراءة ليست بقلب؛ فلذلك لم تصل إلى القلب - أي: إلى النفس - فلم يحصل حفظ النفس من الشيطان، أما عند القراءة بقلب، فبعون الله تصل كلمات الله التامات إلى القلب - أي: إلى النفس - فيحصل الحفظ والتحصين بكل تأكيد، هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، نسأل الله تعالى أن يزيدنا إيمانًا وتسليمًا، اللهم استجب.

الفائدة (11): القراءة بقلب والوسواس القهري:
أقرب وأقوى علاج للوَسواس القهري هو القراءة بقلب لمن أخذ بمفاتيحها وتدريباتها.

الوسواس القهري: طلب ونوع من الوسواس الذي أمرنا الله أن نتعوَّذ من شرِّه أكثر من عشر مرات في اليوم والليلة، وذلك في (سورة الناس)، هذا الوسواس له مع النفس ثلاث حالات:
أن تكون النفس أقوى منه فتسيطر عليه.
أن تكون النفس أضعف منه فيسيطر عليها.

في هذه الحالة يظهر الوسواس في صورة مرض، وإلا فكلُّ الناس - مسلمين وغير مسلمين - حاملون لهذا الوسواس، وهو مُصاحب لهم مصاحبة الأنفاس.
أن تكون النفس مساويةً له في القوة فيحصل التصادم بينهما.

جواب لسؤال:
لماذا يظهر هذا الوسواس في صورة مرَضية في أناس دون آخرين؟
فهذا الوسواس يتفاوت من شخص لآخرَ قوةً وضعفًا، وألوانه وأشكاله كثيرة جدًّا، وكذلك الناس يتفاوتون في قوة وضعف قلوبهم، وهذا الأمر يتفاوت من وقت إلى آخر، وبناءً عليه؛ فإن بعض الناس يظهر لديه هذا الوسواس في صورة توصف بأنها مرَضية، ويعاني منها معاناة شديدة، بينما آخرون لا يجدون مثل هذه المعاناة.

كل الناس حامل لهذا الوسواس حتى الأطفال، ويجب أن ندرج هذا الاعتقاد في قواعد تربيتهم، وننتبه له ونحن نوجِّهُ سلوكهم؛ أي: إن الشيطان يمكنه الوصول إلى قلوبهم وإملاء بعض التصرفات والسلوكيات عليهم، فيجب تعويذهم وتلقينهم التحصينات الشرعية، وتربيتهم عليها، وتفقيههم هذه المسألة بصورة مناسبة؛ ليكونوا على بصيرة من أمرهم، وليعرفوا عدوَّهم المتربص بهم؛ فلا يغفلوا عن مجاهدته، وصدِّ عدوانه وكيده.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.24 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]