الموضوع: ربيع الحياة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-08-2022, 11:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,102
الدولة : Egypt
افتراضي ربيع الحياة

ربيع الحياة


أسامة طبش





لاحت لي أشياءُ جميلة جدًّا اليوم، الأزهار متفتحة، والجبال شاهقة، وأناس يبتسمون مبتهجين، يرتعون مع أبنائهم، مستمتعين بجمال الطبيعة الفاتن، وروعة الربيع الأخَّاذ.


أخذتُ نفَسًا عميقًا، ورحت أتأمل في هذا الملكوت البديع، فسبحانك ربي! كيف صوَّرت كل هذا؟! بل كيف ألهمت كل خلقٍ خلقَه؟!

استنشقت هواءً عليلاً حتى انشرح صدري، وانكشفت أسارير وجهي، انصهرتُ في تلك الهُنَيْهَة مع نور ضوء خافت، تلألأ في أُفُقِ السماء.

كن جميلاً ترَ الكون جميلاً، فهذا الجمال كفيلٌ بأن تنفذ به إلى سعادة وبهجة غامرة، المسؤوليات تنغص علينا، ظروف الحياة تخنقنا، لكننا نسينا أن في الحياة متعًا لا مثيل لها، جنان الله في أرضه، ونحن غافلون عنها.


اخرُجْ، تجوَّل، زُرِ الجبال، زُرِ الحدائق الغنَّاء، تأمَّل في زرقة السماء ونور الشمس الساطع، ستزداد إيمانًا ويقينًا، وقد تتحدَّر من مقلتَيْك عَبَرات تمسحُ بها أدران قساوة قلبك، لا تحبِس نفسَك بين جدران المدينة، آهٍ أيتها المدنيَّة! آنستنا عاطفة تحتاج إليها كل نفس بشرية.

انطلِقْ وعِشْ هذه التجربة، ستعتادها وتصبح مدمنًا عليها، ويا حبذا لو ربطتَ ذلك بتأمل جميل، ترقى به روحك إلى أعالي السماء، فتكون بذلك من أخلص عباد الله نقاءً وصفاءً.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.33%)]