عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21-08-2022, 06:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,777
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نظرة التربية الإسلامية إلى الإنسان

نظرة التربية الإسلامية إلى الإنسان
محمد طلعت محمد دنيا




وهو نفس المنهج الذي جعَل رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - موضع الثناء من الله حين قال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

فلنعمل كمربِّين على تكوينِ جيلٍ خُلُقه القرآن.

والتربية تسعَى إلى تشكيل الإنسان على نحوٍ يحقِّق الخير لنفسه ولمجتمعه وللإنسانية كلها، وهي عمليةٌ مستمرة تبدأ مع الإنسان منذُ الطفولة؛ حيث يبذر والدُه في نفْسه القِيَم والاتجاهات وأنواع السلوك.

وتتسع دائرة معارف الطفل باحتكاكِه بالأقارب والجيران، ويتمُّ ذلك تحتَ رِعاية الوالدين ومتابعتهما واستمرار توجيههما؛ لأنَّ الطفلَ قد يتعرَّض لأمْر بسيط في مظهرِه قد تترتَّب عليه نتائجُ خطيرة؛ لصِلته بالإدراك وتكوين العادَة المؤثِّرة في السلوك.

والمناهج التربويَّة وُضِعت لتشكيل الإنسان على نحوٍ يتَّفق مع رُوح العصر ومتطلَّبات الحياة في سائرِ النواحي، ويشمل هذا التشكيلُ النواحي الجسديَّةَ والاجتماعيَّةَ والعاطفيَّةَ والفكريَّةَ والأخلاقيَّة.

والمنهج الإسلامي للتربية يهتمُّ بالجسمِ اهتمامَه بالعقل والرُّوحِ، ويَسعى إلى تحقيقِ الكمالِ الإنسانيِّ المنشود مهتديًا بالوحي المنزَّلِ مِن الله - سبحانه وتعالى - في كتابه وبسُنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم؛ ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15 - 16].

والأمَّة الإسلاميَّة تُزوِّد أبناءَها بالمعارِف والمهارات المناسِبة لقُدراتهم والمساعَدة لهم على تحقيقِ التقدُّم الذي لا يتمُّ إلا إذا كان التطبيقُ موافقًا للنظرية وكان العلم معمولاً به، وكان التحقيقُ العلمي السليم مُنطلَقَ كلِّ سُلُوك، والقرآن الكريم يقول: ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مسؤولاً ﴾ [الإسراء: 36].

ويقول: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78].

إنَّ الطرُق التربويَّة والأساليب والحقائق العِلميَّة تُستخدم للوصولِ إلى هدفِ نموِّ الإنسان القادِر على أداء ما يُكلَّف به مِن مهامَّ، والتغلُّب على العَقبات التي تعترض طريقَه، والأحداث التي تواجهه، وتلك هي سِمات الإنسان السويِّ في جوانبه الرُّوحيَّة والجسديَّة والعقليَّة والاجتماعيَّة.

وعنايةُ المنهج الإسلامي بالبيئة التي يوجد فيها الإنسانُ سبقَتْ عنايةَ كلِّ منهجٍ آخَرَ إذ لم تقتصرْ على العنايةِ به بعدَ الولادة، وإنَّما سبقت فأعدَّتْ له البيئة المناسبة وهيَّأت له الظروفَ المواتية؛ لينشأَ نشأةً صالحةً على مبادئ الدِّين والخُلُق القويم.

لقد أوْصى الرسولُ الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - الرجل بالتزوُّجِ مِن ذات الدِّينِ فقال: ((تُنكَحُ المرأة لأربعٍ: لحسبِها ومالها، وجمالها ولدِينها، فاظفرْ بذاتِ الدِّين تربِتْ يداك))، وقال أيضًا: ((ما استفاد المؤمنُ بعد تقوى الله - عزَّ وجلَّ - خيرًا من امرأةٍ صالحةٍ؛ إنْ أمرَها أطاعتْه، وإنْ نظَر إليها سرَّته، وإنْ أقسم عليها أبرَّتْه، وإنْ غاب عنها حفظتْه في نفسها وماله وعِرضها، ثم تلا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قولَ الله - تبارك وتعالى -: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34].

وكما أنَّ المرأة تُختار على أساسِ دِينها، فكذلك الرجل يُقبَل تزويجُه على أساسِ الدِّين؛ يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا جاءَكم مَن ترضَوْن دِينه وخُلُقَه فزوِّجوه إلاَّ تفعلوا تكُنْ فِتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير)).

والأُسْرة على هذا الأساس مكوَّنةٌ مِن زوجةٍ صالحةٍ خاليةٍ مِن الأمراض والعيوب، وزَوجٍ متميِّز بالاستقامة وحُسن الرِّعايةِ والإنفاق، والتقدير لمسؤولياته عن الأُسرة التي يتولَّى القوامةَ عليها، والتي يُدرِكُ أنَّ الله سائلُه عنها يومَ القيامة، كما يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استرعاه حَفِظ أم ضيَّعَ، حتى يسألَ الرجلَ عن أهلِ بيته)).

والطِّفل الذي يُولَد في مِثل أسرة لها تلك الصِّفات ينال حظَّه مِن التربية الصحيحة التي تقع أعظمُ مسؤولياتها على عاتقِ الأم؛ لأنَّها أطولُ صحبةً للطفل وأكثر عِشرةً له سنواته الأولى.

إنَّ تقسيم العمل بين الرَّجُل والمرأة له أهميةٌ بالغة؛ لأنَّه يؤدِّي إلى قيام كلِّ واحد بواجبه حسبَ مواهبه الفِطرية.

وقد جعَل الإسلامُ مِن وظيفة الأمِّ الرَّضاعَ والحَضانة، وهيَّأها الله - عزَّ وجلَّ - لذلك، وأمدَّها بالعواطفِ المساعدةِ كالرحمة والحنان؛ لينشأَ الطفل نشأةً صالحةً تُعينه على النموِّ المستمر في وسط جوٍّ عائلي أحاطَه بالرِّعايةِ والحبِّ، وأشْعَره بمكانتِه، وقَدَّم له كلَّ ما يحتاج إليه.

إنَّ استقرار الأسرة وتجانسها وغناها في القِيَم الإسلامية تتولَّد عنه تلك الآثارُ الطيِّبةُ، فضلاً عن إبعادِ الطِّفل عن الرذائل وقُرناء السُّوء، وحفظه مِن الآثار التي تترتَّب على الإهمالِ والتفريطِ في القِيام بواجبِ التربية داخلَ الأُسْرة.

لقد حَرَص الإسلامُ على حَضانة الطِّفل في وسطٍ نِسائي عطوف رَحيم، قريب منه لا غريب عنه؛ لأنَّ الله سبحانه قدْ وهَب هذا الوسطَ كلَّ الإمكانيات التي تُعينه على القيام بهذا الدَّور على الوجهِ الأكمل.

وإذا كانتِ الأمُّ تقوم بهذه المسؤوليات الجِسام، فإنَّ الرجلَ أيضًا يقوم بواجبِه في إعدادِ الجيل القادم الذي هو محطُّ الرَّجاء ومَعقِد الآمال والأحقُّ بخلاصة المعرفةِ وتجارِب الحياة، وقدْ أمَرَه الله بحفظِه وصيانتِه ووقايته مِن النار، فقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6].

وإذا كان الأب يصونهم عن نارِ الدنيا، فأنْ يصونَهم عن نارِ الآخرة أَوْلَى بتأديبهم وتهذيبهم وتجنيبهم مواطنَ السُّوء، ولا يَشغله عن ذلك اهتمامُه بكسبِ الرِّزق أو هموم العَمل، وحسْبه أن يُدرِكَ قولَ الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ [الطور: 21].

وللأبِ أُسوة في رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - والصالحين مِن عباده، فها هو نوح - عليه السلام - يُنادي ابنه: ﴿ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلاَ تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴾ [هود: 42].

وها هو لقمان يَدْعو ابنَه إلى التوحيد بنهيِه عن الشِّرك، والتوحيد هدفُ الأهداف في التربية الإسلاميَّة، وهو مبعثُ الشعور بالعزَّة والكرامة؛ إذ به يعتقد المسلم أنَّه والناس جميعًا على قدم المساواة لا فضلَ لأحدٍ على أحد إلا بالتقوى، كما أرْشَدَه إلى دقيقِ عِلم الله - عزَّ وجلَّ - وعظيم قُدرته، وأمْره بالصلاة التي هي حقُّ الله - عزَّ وجلَّ - ولها أعظمُ الآثار التربويَّة في تنظيمِ حياةِ المسلم اليوميَّة، وتَبكيرِه إلى العملِ وانشراحِ صَدْره وإقبالِه على الحياة؛ يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((يعقد الشيطانُ على قَفا أحدِكم إذا هو نامَ ثلاثَ عُقَد، ينفُث في كلِّ واحدة منها، ويقول: عليكَ ليلٌ طويل فارقدْ، عليك ليلٌ طويل فارقدْ، عليك ليلٌ طويل فارقدْ، فإذا استيقظ مِن نومه عندَ الفجر فذكَر الله، انحلَّتْ عُقدة، فإذا توضَّأ انحلَّتْ عُقدة، فإذا صلَّى انحلَّتْ عُقدة، فأصبح نشيطًا طيِّبَ النَّفْس، وإلاَّ أصبح خبيثَ النَّفْس كسلان)).

ودَعاه كذلك إلى القيامِ بالواجِبِ الاجتماعي الهامِّ؛ الأمْر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلى أنَّ الصَّبر عُدة النجاح في كلِّ أمر وإلى التواضُع وترْك الكبر ونَهاه عن رفْع الصوت، وتلك آداب اجتماعيَّة وأخلاق إسلاميَّة، وحسب المسلم عندَ رعايته وتأديبه لابنِه قول الرسولِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي أخرجه الترمذي والحاكم؛ ((ما نَحَل والدٌ ولدَه نِحلةً أفضل مِن أدَبٍ حسَن)).

وإذا كانتْ عمليةُ التربية في القديم تتمُّ داخلَ الأسرة عن طريقِ المِران والتدريب والإسهام في جميع أوجهِ النشاط الذي كانتْ تُمارِسُه، فإنَّ النظامَ المدرسيَّ الحديث قد جاءَ بأنظمةٍ وأجهزةٍ وأدواتٍ ووسائلَ تربويةٍ تمكَّنتِ المدرسة بواسطتها من القيامِ بدَوْر هامٍّ لا تستطيع القيام به الأسرة، وجَنَّدت له المدرِّسين والإداريِّين، والمستشارين والفنيِّين والمشرِفين، وأصبحت عمليةُ التربية تسيرَ وَفقَ غرض مرسوم وهدَف محدَّد، حمَّل المجتمع المدرسة مسؤوليةَ إعداد الأجيال وتأهيلها للوفاءِ بمُتطلباته واحتياجاته في سبيلِ سَعيه إلى التقدُّمِ والنموِّ، إلا أنَّنا نجزم بأنَّ الدور الذي تقوم به المدرسةُ لا يُلغي الدورَ الذي تقوم به الأُسرة، ولا يُقلِّل مِن أهميته، فكلاهما يُسهِم بحسب قُدراته وإمكانياته في عمليةِ بِناء الإنسان وإعداده إعدادًا سليمًا، ثم إنَّ مجالات التعاون بيْن المدرسة والأُسرة كبيرةٌ ومتنوِّعة، وأهمها:
أولاً: مجلس الآباء الذي يُسهِم مع المدرسة بكلِّ ما يستطيع في سبيلِ إنجاح العمليَّة التربويَّة، ويجب أن يكونَ ملمًّا بكلِّ ما يَتعلَّق بأوجه النشاطِ الذي تُمارسه المدرسةُ، وأن يُشارك مشاركةً فعَّالة في إعدادِ البرامج المتعلِّقة به، وإذا ظهَر له أنَّ المدرسة بحاجةٍ إلى مساعدةٍ في أيِّ جانب مِن الجوانب بذَلَها عن طِيب نفْس ورِضًا، ولا يتأخَّر عن أداء دوره الجليل تُجاه فلذات الأكباد وأمَل الغد المترقَّب.

ثانيًا: الرحلات المدرسيَّة التي يشترك فيها الطلاَّبُ والمدرِّسون والمشرِفون وأولياء الأمور، ومِن خلالها يَتعرَّف الجميعُ نتيجةً للمناقشات على أوجه القصور إنْ كانت، فيُسهِمون كلٌّ بحسبِه في حلِّ المشكلات والقضاء على الأسباب كما يتعرَّفون على أوجهِ الكمال، ويَدفعون المدرسةَ إلى تحقيقِ المزيدِ مِن النجاح، وقد تَظهر أفكارٌ جديدة تحتاج إلى التطبيق.

ثالثًا: دَور المشرفين في الرَّبْطِ بيْن المدرسة والأُسرة، وخاصَّة المشرفين الاجتماعيِّين الذين يَستطيعون أداءَ دَورهم، والتعرُّف على بعض المشكلات الأُسريَّة التي لها تأثيرٌ على الطالب، ويُسهِمون بجهودهم في حلِّها أو التقليل مِن آثارها السلبية، أو التخفيف مِن آثارها الضارَّة؛ إذ ربما أتتْ وراء انصراف الطالب عن التقدُّمِ أو المتابعة الدقيقة لكلِّ ما يَجري داخلَ هِجرات الدرس مشاكلُه العائلية، التي كثيرًا ما تعترض سبيلَ التفوُّقِ أمامَ الطلاَّب المتقدِّمين في دراستهم، والتي تَحرِم المدرسةَ والمجتمعَ مِن فوائدَ كثيرة لو أُتيح لهؤلاء الطلاَّب التخلُّصَ من مشكلاتهم الأُسريَّة أو العاطفيَّة، أو غيرها.

إنَّ الأممَ ترقَى بالعِلم وتَسمو بالمعرفَةِ وتتهذَّب بالتربية؛ لأنَّها وسيلةُ الأخلاق الكريمة والتديُّن الصحيح، وبها تُدبِّر الأمم أمورَ معاشها، وتُنظِّم حياتها ويَشعُر أفرادها بأنفسهم، ويُدركون واجباتِهم، ويحسنون عبادةَ ربِّهم، والفرد المتعلِّم قوَّة مثمرة منتِجة نافعة متحرِّرة مِن التقاليد والأفكار المعطّلة لقُوى الإنتاج والطاقات الخلاَّقة.

إنَّ كلَّ عملٍ أو مجهود أو نشاط يؤثِّر في تكوينِ الفرْد - سواء أكان مصدرُ هذا الفردَ نفْسه، أو الأُسرة، أو المدرسة، أو المجتمع - له أهميَّة، ويجب الحرصُ عليه والقيام به.

وإذا كان علماء التربيةِ قد قرَّروا أنَّ السنواتِ الأولى للطفل هي أهمُّ وأخطرُ المراحل في تكوينِ شخصيته وتحديد ملامحِها، فإن مِن المسلَّمِ به عندَهم أنَّ المدرسة هي المؤسَّسة التربويَّة المتخصِّصة التي يَعتمد عليها المجتمعُ في نقْلِ مهاراته وعاداته ومُثله وقِيَمه ومعارفه مِن جيل إلى جيل.

وإنَّ المدرسة لا تَبدأ عملَها مِن فراغ، بل تَسبقها الأُسرة في إعدادِ الطِّفل وتهيئته، والإسلام أناط بالأُسرة مهمَّةَ تربية الأبناء على أهدافِ الإسلام، وحمَّلَها مهمةَ غرْس الإيمان في نفوسِ الناشِئة، وأن يَكون أوَّل ما يسمعه الطفلُ ذِكْرَ الله والدعوة إلى الصلاة والفَلاح.

والتعاون بيْن البيتِ والمدرسة أمرٌ مشكورٌ، وله أعظمُ الأثَر في التكوين والإعداد، ويجب أن تتوطدَ العلاقة بينهما؛ لأنهما يُقابَلانِ بمؤثِّرات أُخرى لا تهدف إلى نفس الغايات التي يَسعيان إليها، بل ربَّما كان عملُها معاكسًا لعمل البيت والمدرسة عن قصْد وسوء نيَّة، أو عن غير قصْد، فالنتيجة واحدةٌ، ولا بدَّ لنا مِن سلوك كلِّ سبيلٍ يؤدي إلى إيجادِ الصِّلاتِ الوثيقة بين الأُسرةِ والمدرسة؛ لتؤتيَ التربية ثمرتَها المرجوَّةَ، ولنحصل في النهاية على شبابٍ مسلم مُسلَّح بقُوَى الإيمان والعمل الصالح قادِر على إثباتِ وجودِه في معترَك الحياة.

ورِسالة الإسلامِ قد تَضمَّنتْ أهدافًا واضحةً، ورسمتْ للوصول إليها أساليبَ جيِّدةً تُمكِّن الأمةَ - إذا أحسنتِ استخدامها والتحرُّكَ بها - مِن بلوغ غاياتها في مجالاتِ العلوم والتقدُّم الحضاري.

واللهَ - عزَّ وجلَّ - نسأل أن يَهديَنا إلى سواءِ الصِّراط.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.49 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.40%)]