عرض مشاركة واحدة
  #812  
قديم 19-08-2022, 08:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,546
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الخيل

(461)

- باب بركة الخيل - باب فتل ناصية الفرس



الخيل من الحيوانات المباركة التي كتب الله فيها الخير إلى يوم القيامة؛ لما فيها من النفع في الدنيا والآخرة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بها ويستأنس لها، ويوصي بها خيراً.
بركة الخيل

شرح حديث أنس: (البركة في نواصي الخيل)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب بركة الخيل.أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا النضر حدثنا شعبة عن أبي التياح سمعت أنساً، ح وأنبأنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى حدثنا شعبة حدثني أبو التياح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البركة في نواصي الخيل)].
أورد النسائي بركة الخيل، وقد جعل الله فيها البركة، ومن بركتها ما جاء في الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)، فهذا يدل على بركتها، وقد أورد النسائي تحت هذه الترجمة حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: (البركة في نواصي الخيل)، ويفسر البركة الحديث الآخر الذي جاء من طرق عديدة: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)، وجاء في بعض الروايات: (الأجر والمغنم)، فهي بركة تحصل فائدتها في الدنيا وفي الآخرة؛ في الدنيا بحصول المغنم، والغنائم التي تكون في الجهاد في سبيل الله، وكذلك نصرة الإسلام وأهله، وعزة المسلمين، وغلبتهم، وكذلك بالنسبة للآخرة؛ لأن الأجر العظيم يكون في الدنيا وفي الآخرة.

تراجم رجال إسناد حديث أنس: (البركة في نواصي الخيل)

قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو ابن راهويه، وقد مر ذكره.
[عن شعبة].
قد مر ذكره.
[عن أبي التياح].
هو يزيد بن حميد الضبعي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أنس].
هو أنس بن مالك رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ح وأنبأنا محمد بن بشار عن يحيى].
وقد ذكر أن أبا التياح من الطبقة الخامسة، وأنساً من الطبقة الأولى، طبقة الصحابة، فالذي في الخامسة يروي عمن في الأولى؛ لأن أنساً من صغار الصحابة، وقد عمر، وأدركه من أدركه، وعاش بعده مدة طويلة، ولهذا أبو التياح من الطبقة الخامسة، ويروي عن أنس وهو من الطبقة الأولى، فالطبقات كما هو معلوم يكون فيها الكبار، وفيها المتوسطون، وفيها الصغار، ولا يلزم أن يكون الراوي يروي عمن فوقه في الطبقة الثانية عن الأولى أو الثالثة عن الثانية.. وهكذا؛ لأن الأحاديث الثلاثية، وهو كون البخاري يروي حديثاً بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، ثلاثة أشخاص، إنما جاء بكون الشخص يكون معمر، ويروي عن شخص متقدم، ثم يعمر ويروي هذا في صغره ويموت هذا في نهاية حياته، ثم هذا يعمر طويلاً.. وهكذا، فيأتي ثلاثة أشخاص يعادلون إحدى عشرة طبقة؛ لأن الذي من شيوخ البخاري في الطبقة العاشرة، وشيوخ البخاري يروون عن التابعين، والتابعون يروون عن الصحابة، ولهذا نجد أن النسائي عنده رباعيات وعنده عشاري وتساعي، هذا العدد الكبير الذي هو العشاري والتساعي مع أنه له رباعيات، إنما جاء من كون أصحاب الطبقة يروي بعضهم عن بعض، وقد يروي شخص متأخر في طبقة متأخرة عن شخص متقدم؛ لأنه أدركه.
[ح وأنبأنا محمد بن بشار عن يحيى].
ثم ذكر إسناداً آخر: محمد بن بشار مر ذكره، ويحيى القطان مر ذكره.
[عن شعبة عن أبي التياح عن أنس].
مر ذكرهم.


فتل ناصية الفرس


شرح حديث جابر: (رأيت رسول الله يفتل ناصية فرس بين إصبعيه ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فتل ناصية الفرس.أخبرنا عمران بن موسى حدثنا عبد الوارث حدثنا يونس عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير رضي الله عنه أنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يفتل ناصية فرس بين إصبعيه، ويقول: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر، والغنيمة)].
أورد النسائي: فتل ناصية الفرس، الفتل هو: كون الإنسان يحركها بأصبعه كهيئة الفاتل، وليس معنى ذلك أنه يفتلها ويعملها مثل الحبل، وإنما الفتل هو كونه يعمل هذه الهيئة التي مثل الفتل، أي: تشبه الفتل، ولكنه ليس الفتل المعروف الذي هو فتل الحبال، يفتل الخيوط ويجعلها حبلاً؛ لأن الحبل يتكون من خيوط، خيط يضم إلى خيط فيفتل، ويصير حبلاً، فهذا ليس من هذا القبيل، وإنما هو تحريكه استئناساً به، أي: مثلما جاء في الحديث الذي مر وفيه ضعف: (وامسحوا بنواصيها، وأفتالها)، أي: يستأنس بها، ويحرك ناصيتها أو شعر ناصيتها بأصبعيه كهيئة الفاتل، ومن هذا القبيل ما يذكر عن عمر رضي الله عنه: أنه كان يفتل شاربه، ولا أدري عن صحته، ولكن بعض الناس يفهم من هذا أنه يطول الشارب، أبداً، إنما الفتل هو كون الإنسان يسوي هكذا، يعني يعمل أصبعين ولو كان الشعر قصيراً، هذا يقال له: فتل، هذه هيئة الفتل، فكان يفتل ناصية فرسه بين أصبعيه، أي: يحركها كهيئة الفاتل، والمقصود من ذلك كما هو معلوم الاستئناس بالفرس، وتأنيس الفرس؛ لأن الفرس إذا جعل صاحبه يمسح عليه ويلمسه يستأنس به، وصاحبه يستأنس بقربه ولمسه والمسح على ناصيته أو فتل ناصيته، ثم قال عليه الصلاة والسلام، وهو يعمل هذه الهيئة: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والغنيمة)، وهذا في تفسير الخير الذي في الخيل، وهو الأجر والغنيمة، الغنيمة التي تحصل في الدنيا مما يغنمه المسلمون من الكفار، وهو خير مصادر الرزق، وأفضل مصادره، وهذا منه رزق المصطفى صلى الله عليه وسلم، الحديث: (وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري)، والأجر الثواب عند الله عز وجل في الدار الآخرة، ففيه حسنة في الدنيا وحسنة في الآخرة، أي: يحصل من الخيل حسنة في الدنيا وحسنة في الآخرة: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201]، من حسنات الدنيا الرزق الوافر والخير الكثير، وحسنة الآخرة الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى، ففي الخيل من الخير ما يكون في الدنيا وفي الآخرة، وما هو من حسنة الدنيا ومن حسنة الآخرة.

تراجم رجال إسناد حديث جابر: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتل ناصية فرس بين إصبعيه ...)


قوله: [أخبرنا عمران بن موسى].صدوق، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن عبد الوارث].
هو عبد الوارث بن سعيد العنبري، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يونس].
هو يونس بن عبيد، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو بن سعيد].
هو عمرو بن سعيد الثقفي، ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبي زرعة].
وقد مر ذكره.
[عن جرير].
هو جرير بن عبد الله البجلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وأبو زرعة يروي عن جده جرير؛ لأن أبا زرعة بن عمرو بن جرير، وهو يروي عن جده جرير، من رواية الحفيد عن الجد.

شرح حديث ابن عمر: (الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)].أورد النسائي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)، ولكن ليس فيه ذكر فتل ناصية الفرس؛ لأن الترجمة الذي يشهد لها هو الحديث الأول، وأما الأحاديث الأخرى فليس فيها ذكر الفتل، وإنما فيها ذكر الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، والحديث كما أشرت ورد من طرق عديدة عن جماعة من الصحابة، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري في الجزء السادس صفحة ستة وخمسين الصحابة الذين رووا هذا الحديث، والأئمة الذين خرجوا هذا الحديث: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)، وذكر جماعة عدداً من الصحابة، ومن الأئمة الذين خرجوا هذا الحديث، وأنا ذكرته في الفوائد المنتقاة من فتح الباري، وكتب أخرى، والحديث كما قلت: ليس فيه شاهد للترجمة إلا الحديث الأول، فهذه أحاديث عديدة في فضل الخيل، وبركة الخيل، والذي يطابق الترجمة هو الحديث الأول.
والحديث ليس محكوما عليه بالتواتر، وإنما قال: الحديث -حديث الخيل- رواه فلان وفلان، أي: جاء عن فلان صحابي خرجه فلان، وعن فلان الصحابي خرجه فلان، وعن فلان الصحابي خرجه فلان، وعدد ما أتذكر كم يبلغون، لكنهم عدد لا بأس به.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.64 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.73%)]