الموضوع: مهارات الكلام
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-08-2022, 07:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,955
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مهارات الكلام

وقد أفرد الإمام البخاري في صحيحه باباً أسماه إكرام الكبير، وقال فيه: ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال.



وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، وأنكر على من خالف، ففي حديث سهل بن أبي حثمة قال انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح فتفرقا فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذهب عبد الرحمن يتكلم فقال كبر كبر وهو أحدث القوم فسكت فتكلما فقال تحلفون وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم قالوا وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر قال فتبريكم يهود بخمسين فقالوا كيف نأخذ أيمان قوم كفار فعقله النبي صلى الله عليه وسلم من عنده [13]، والشاهد قوله كبر كبر، وقال بعض أهل العلم فيه دلالة على اعتبار الكبر، وجمعوا بينه وبين أحاديث اليمين بأن القوم إذا كانوا في المواجهة يقدم الأكبر، أما إن كانوا عن اليمين والشمال قدم الأيمن تبركاً.



وهنا يتضح مدى حرص الإسلام على شيوع الاحترام والتوقير بين أفراد المجتمع المسلم، ومراعاة النظام ونبذ والعشوائية والهمجية.



تعظيمك الناس تعظيم لنفسك

في قلوب الإعداء طراً والأدواء



من عظّم الناس يعظُم في النفوس

بلا مؤونة وينل عز الأعزاء






التأكد من صحة الكلام وعدم ترويج الشائعات:

ينبغي على المتحدث أن يراعى صحة ما يقوله ويحكيه، فيتثبت من كلامه ويرد الأمور إلى مصادرها الصحيحة، فلا يتلفظ إلا بما هو ثابت عنده، لان الكلمة ربما تخرج من لسانه فلا يدرى بها، فيأخذها غيره فيبنى عليها أموراً لاحد لخطورتها، فترويج الإشاعات يؤدى غالباً إلى حدوث النكبات والأزمات التي تلحق بالأفراد والجماعات.



وقد تضاعفت خطورة الإشاعات مع التقدم التكنولوجي والثورة الهائلة في عالم الاتصالات، فقد ساهم ذلك أيما إسهام في سرعة وسهولة انتقال المعلومات عن ذي قبل، لذلك فقد أضحى تصديقها أكثر شراً وأسواء مصيراً، وقد عاين العالم كله الأزمة الاقتصادية التي شاهدتها البورصات الأمريكية التي نتجت عن إشاعة.



لذلك قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [ الاسراء: 36 ]، وقال تعالى أيضاً: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ ق: 18 ]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفي بالمرء كذباً أن يحدث بكل سمع " [14]، فقد اعتبره الرسول صلى الله عليه وسلم كذاب.



تجنب الحلف بغير الله:

القسم تعظيم للمقسم به، ولا يجوز للمسلم أن يعظم غير الله تبارك وتعالى لذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله.



عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وهو يحلف بأبيه فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله وإلا فليصمت " [15].



البعد عن التملق والمداهنة:

من الناس من يتلون، فيأتي هؤلاء بوجه ولسان وهؤلاء بوجه ولسان آخران، فهو سلوك بغيض وخلق كريه، مذموم صاحبه عند الله ورسوله والناس أجمعين، لأنه يمتثل بسلوك يتنافى مع الأمانة والصدق والإخلاص أي صفات المؤمنين الربانيين، ففي مثلهم قال الله تعالى: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [ النساء: 108 ].



وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تجدون الناس معادن: خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا، وتجدون خيار الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه " [16].قال القرطبي إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس وقال النووي هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين وهي مداهنة محرمة، قال فأما من يقصد بذلك الإصلاح بين الطائفتين فهو محمود، وقال غيره الفرق بينهما أن المذموم من يزين لكل طائفة عملها ويقبحه عند الأخرى ويذم كل طائفة عند الأخرى يأتي لكل طائفة بكلام فيه صلاح الأخرى ويعتذر لكل واحدة عن الأخرى وينقل إليه ما أمكنه من الجميل ويستر القبيح والمحمود أن [17].



وعن محمد بن زيد أن ناساً قالوا لجده عبدالله بن عمر رضى الله عنهما: إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال: كنا نعد هذا نفاقاً " [18].



قل للذي لست أدرى من تلونه

أناصح أم على غش يناجيني



إني لأكثر مما سمتني عجباً يد

تشجع وأخرى منك تأسوني



تغتابني عند أقوام و تمدحني في

آخرين وكل عنك يأتيني



هذان شيئان قد نافيت بينهما

فاكفف لسانك عن شتمي وتزيني






ما يفعله من اشتمل كلامه على منهى عنه:

يتعامل الإسلام مع البشر من منطلق عدم العصمة، واحتمال الخطأ ومن ثم فقد وجه المخطأ إلى ما يصلحه حتى لا يتمادى في خطئه ويصعب معه التغاضي عن الخطأ، ومن هنا إذا تكلم شخص بحرام، فليستعذ بالله من الشيطان فإنما هو نزغ منه، قال تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [ فصلت: 36 ]، وبعد الاستعاذة يبادر بالتوبة والاكثار من الاعمال والاقوال الصالحة، قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [ آل عمران: 136 ]، وقال صلى الله عليه وسلم: " من حلف فقال في حلفه: باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق " [19]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [ هود: 114 ].



وللتوبة أركان: أن يقلع عن المعصية، وأن يندم عليها، وأن يعزم على ألا يعود إليها، ولو تعلق الذنب بحق آدمي فلابد من البراءة منه.






[1] [رواه أبو داود، الترمذي، وأحمد، وصححه الألباني في المشكاة "1204" ]




[2][ رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح أبى داود " 4051 " ].




[3] [ رواه البخاري"5767" ]




[4][ رواه البخاري " 95 " ].




[5] [ رواه الترمذي، وصححه الألباني في الصحيحة "791 " ].




[6] [ رواه مسلم "869"، وأحمد ]




[7][ أخرجه أبو داود و الترمذي وأحمد،وصححه الألباني في الصحيحة (880) ]




[8] [ رواه ابن ماجة، وابن سعد في الطبقات وصححه الألباني في الصحيحة (1786) ]




[9] [ رواه الترمذي، وابن ماجه، وصححه الالباني في صحيح الترمذي " 2317 " ].




[10] [ذكره ابن دقيق العيد في شرحه للأربعين النووية، ص126 ]




[11] [ رواه البخاري " 3567 "، ومسلم " 2493 " ].




[12] [ رواه البخاري " 3568 "، ومسلم " 2493 " ].




[13] [رواه البخاري "3173"، ومسلم "1669"]




[14] [ رواه مسلم " 25 " ].




[15] [ رواه البخاري " 6108 "، ومسلم " 1646 " ].




[16] [ رواه البخاري " 3494، 7179 "، ومسلم " 2526 " ].




[17] [تحفة الأحوذي ج6 ص145 ]




[18] [ رواه البخاري " 7178 "، وابن ماجة ].




[19] [ رواه البخاري " 4860 "، ومسلم " 1647 " ].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.06 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.65%)]