عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16-08-2022, 05:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشاعر كاظم عبدالله العبودي .. الوفاء والانتماء ( دراسة نقدية )

أعمال الشاعر ونشاطاته الأدبية:
طبعت له المجاميع الشعرية التالية:
وعيون الهواشم أغلى؛ مطبعة نحلة/ بغداد.
إكرامًا لعيون ليلى؛ مؤسسة مصر - مرتضى/ بغداد.
رؤى غادة كانت زهراء؛ مؤسسة مصر - مرتضى/ بغداد.
كتابات على الضفاف - مكتبة عدنان/ بغداد.

والمخطوطات التالية (مجاميع شعرية أيضًا):
يقول الخريف - قيد الطبع.
بغداد قلبي - قيد الطبع (قصائد مختارة).
دنيا الضباب - بواكير كتاباته الشعرية - مخطوط.

نُشرت له أول قصيدة في جريدة (المستقبل) البغدادية عام 1962م، وكان صاحب الجريدة الصحفي (رسمي العامل)، كما نُشرت بعض قصائده في جريدة (الأنباء الجديدة) البغدادية عام 1964م، وفي جريدة (كل شيء) للصحفي (عبدالمنعم الجادر) عام 1968م، وبعض الصحف العراقية أواخر التسعينيات أيضًا.

حرَّر مساهمًا مع الكاتب (جمعة اللامي) الصفحة الأدبية (فكر معاصر) في جريدة (الراصد) البغدادية عام 1972/1973م.

وما زال يواصل نشاطاتِه الأدبية في نظم الشعر، والحضور المتواصل والفاعل في الندوات والمؤتمرات المستمرة التي يرعاها اتحاد الأدباء العراقيين في العاصمة بغداد الحبيبة، وهذا الحضور له طعمه وأثره، من خلال ما يُقدِّمه الشاعر من إنجازات أدبية، والملاحظات أو التوجيهات من خلال الحوارات التي تدور في الساحة الأدبية العراقية، وهؤلاء لأدباء لهم الأثر البنَّاء واليد الطولى في إثراء الساحة الأدبية، بالحوارات والنقاشات والنقد، ومتابعة كل الأحداث والمتغيرات التي تدور في البلد، ليس على المستوى الأدبي فحسب، إنما على كافة المستويات والأصعدة السياسية والاجتماعية والأخلاقية والدينية؛ لأنهم هم الطبقة المثقَّفة التي تضم المفكرين والباحثين والعلماء، الذين يعون ما يدور حولهم من أحداث وسِجالات فكرية وعقدية وفلسفية، فهم يقومون بعرض كل هذه الأفكار والنتاجات، وما تفرزه الساحة العامة من أحداث، ويضعونها على طاولة النقاش، فيدرسونها ويخرجون منها بالنتائج المفيدة التي تعبر عن آراء قيِّمة يستفيد منها المجتمع على اختلاف طبقاته واتجاهاته في مختلف الميادين.

حوار هادئ:
س- أثر الشعر الجاهلي في نفس الشاعر؟
ج- الشعر الجاهلي هو الأساس، وهو المدرسة الأم لكل مَن يروم أن يكون شاعرًا، وخصوصًا (شعراء العمودي)، لكن عند قراءة الشعر الجاهلي وبرغم المتعة، فالمعاناة من المفردة الوحشية تبقى قائمة.

س- أكثر شعراء الجاهلي تأثيرًا في نفس الشاعر؟
ج- امرؤ القيس، فهو أبو الشعر الجاهلي، لِمَا كان له من تعدُّد الأغراض والوصف الجميل، إلى غير ذلك من المزايا، له سحره الذي أُحلِّق معه في عالم الخيال.

س- أكثر شعراء العصر الإسلامي تأثيرًا في نفس الشاعر؟
ج- المتنبي بلا منازع، يليه البحتري وأبو تمام، البحتري في شعره ميل إلى الرقة والعذوبة والغزل، أما المتنبي كتب ما هو أكبر وأعظم، فهو شاعر يتفجَّر فروسيةً وحكمة، وكذلك أبو تمام وقصيدته البائية لها أثرها، ثم أردف قائلاً: "أنا مع تجديد أبي تمام"؛ لأنني كنت قد سألته عن التجديد.

س- أثر الشعراء العراقيين الثلاثة (الزهاوي، الرصافي، الجواهري) في نفس الشاعر؟
ج- الجواهري أكثر تأثيرًا من الآخرين، وأنا لا أميل للشعر الفلسفي.

س- موقف الشاعر من التجديد في الشعر أقصد (الشعر الحر)، وعندما نقول الشعر الحر، فهذا يعني (بدر شاكر السياب، نازك الملائكة، عبدالوهاب البياتي)؟
ج- بدر شاكر السياب الأكثر تأثيرًا وأكثر إعجابًا به من بين رواد الشعر الحر أميل إليه كثيرًا، وقليل الميل إلى نازك الملائكة وعبدالوهاب البياتي.

س- أين تضع الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد من شعراء العراق والوطن العربي؟
ج- عبدالرزاق عبدالواحد من كبار الشعراء العرب، وهو شاعر مؤثِّر في الساحة الأدبية، وأنا شديد الاحترام لشعره.

س- رأي الشاعر بنتاج الشعراء (محمد جميل شلش، محمد بحر العلوم، كمال الحديثي، شفيق الكمالي)؟
ج- قرأت لمحمد جميل شلش وللشعراء المذكورين جميعًا، ولكني أعطي لشلش ميزة أكثر من البقية، مع تقديري واحترامي لهم ولنتاجهم الأدبي.

س- أثر شعراء لبنان في نفس الشاعر وتحديدًا (إيليا أبو ماضي، ميخائيل نعيمة، بشارة الخوري)؟
ج- أدباء مبدعون.

القدرة على التناول (تعدد الأغراض):
إن القدرة على تناول أي غرض من أغراض الشعر بنفس الإبداع وبنفس المستوى، تدل بوضوح على مقدرة كبيرة وخلفية ثقافية متينة، وتعتبر مقياسًا مهمًّا من مقاييس الشعر التي تميز الشاعر بإمكانياته وقدراته، وتضعه في المقدمة وتُبرِز مستواه، وتوضِّح كيف استخدم أدواته وحرَّك عقله وأيقظ فكره؛ لكي يظهَرَ بهذه الصفة الجميلة والمقدرة العالية على التنويع الشاعر؛ من مدح، ورثاء، وغزل، ووصف، وأسى، إلى غير ذلك، وهذه هي حرفة ومهارة الشاعر الذي يريد أن يصل بها إلى المستوى الذي يُميِّزه كشاعر كبير.

قال الجاحظ: "(تناسب الألفاظ مع الأغراض)، ولكلِّ ضربٍ من الحديث ضَرْبٌ من اللفظ، ولكلِّ نوعٍ من المعاني نوعٌ من الأسماء"؛ انتهى.

قيل لبعض الحذاق بصناعة الشعر: "لقد طار اسمك واشتهر، فقال: لأنني أقللت الحز، وطبقت المفصل، وأصبت مقاتل الكلام، وقرطست نكت الأغراض بحسن الفواتح والخواتم، ولطف الخروج إلى المدح والهجاء"، وقد صدق؛ لأن حسن الافتتاح داعية الانشراح، ومطية النجاح، ولطافة الخروج إلى المديح، سبب ارتياح الممدوح، وخاتمة الكلام أبقى في السمع، وألصق بالنفس، لقرب العهد بها، فإن حسُنت حسُن، وإن قبُحت قبُح، والأعمال بخواتيمها؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ انتهى.

وهذه الصفة التي وصل بها الشاعر (كاظم عبدالله) إلى مستواه المتألق الذي نراه هي سهلة بيدِه، طائعة له عندما يطلبُها فكره وخياله يُوجِّهها أينما يُريدُ دونما عصيان، فصارت جوادَه الذي يمتطيه، وعبده الطائع الذي ينفذ إرادته، وهذا ظاهر في دواوينه وأشعاره، فهو ينتقل من غرض لآخر دون عناء أو كلفة، وبنفس الإجادة وبنفس المستوى، وهذا ما يلمسه القارئ بوضوح.

قال في الرثاء:
أمسكتُ قلبي أن يجري على قلمي
وخِلْتُ أن يَراعِي أغمست بدمي

لكنه كان دمعًا عزَّ عن كبرٍ
قبل الفراق، وذلَّ اليوم من ألَمِ

أضحى مدادًا وقرطاسي الشغافُ وما
خط الزمانُ على قلبي سوى سقمِ


وقال في المديح:
وليس ما كان خلقًا فيك مكتسبًا
لكنه الطبعُ موروثٌ ومؤتلفُ

حتى صدعت بأمرِ الله منطلقًا
تدعو إلى السلم والإحسان مَن عزفوا


وقال في الغزل:
أنسيت قصائدَ زاحَمْنَ الليل على شَعركِ
مذ كان الليلُ يزاحم شَعركِ
حتى بعث البدرُ إليه الشوق رسائلْ
لما أولعتُ لكِ الشِّعر ورمش العين
وبقايا القلبِ مشاعلْ
فضفرت لي الليل وشوق البدرِ ولهفةَ عشقٍ
بثتهُ جفونكِ عند الفجرِ.. جدائلْ

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]