
16-08-2022, 05:11 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,550
الدولة :
|
|
الحياة الثقافية والعلمية في عصر أبي تمام
الحياة الثقافية والعلمية في عصر أبي تمام
أ. طاهر العتباني
التمازج الثقافي واللغوي:
كانت الدولة العباسية في العصر العباسي الأول تمتدُّ من حدود الصين وأواسط الهند شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، ومن المحيط الهندي والسودان جنوبًا إلى بلاد الترك والروم والصقالبة شَمالاً، وبذلك كانت تضمُّ بين جناحيها بلاد السِّند، وخراسان، وما وراء النهر، وإيران، والعراق، وجزيرة العرب، والشام، ومصر، والمغرب، وهي أوطان كان يعيش بها منذ القدم شعوبٌ متباينة في الجنس واللغة والثقافة، ولم يحدُثْ بينها التمازجُ الذي حدَث في العصر الإسلامي، ولقد أخذت عناصرُ هذه الشعوبِ المختلفة تتمازج مع العنصر العربي على نحو ما بينّا في الفصل السابق، وكان من أبعاد هذا التمازج اللغوي والثقافي، فإذا بنا إزاء أمةٍ عربية إسلامية تتألَّف من أجناس مختلفة، وقد مضت هذه العناصرُ والأجناس تتمازج في الوعاء العربي الإسلامي حتى غَدَتْ كأنها جنس واحد.
لقد استطاع الإسلامُ بتعاليمه السمحة أن يُحدِث امتزاجًا ثقافيًّا قويًّا بين عناصر مختلفة، وقد بلَغ ما بلغه، لا بامتلاك الأرض المفتوحة، بل بامتلاك القلوب، فإذا الكثرة الكاثرة من الشعوب تدخُل في الإسلام، وإذا مَن بقُوا على دينهم يشعُرون إزاء المسلمين بضربٍ من الأُخوة الإنسانية الكريمة.
ولقد أسرَع مَن أسلموا من الشعوب المفتوحة جميعًا إلى تعلُّم لغة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، فلم يمضِ نحو قرن من الزمن حتى أخذت العربيةُ تسود كلَّ أنحاء العالم الإسلامي، لا بين المسلمين فحسب، بل أيضًا بين غيرهم ممن بقِي على دِينه القديم، وأصبحت مناطقُ مثل إيران وخراسان ومصر والمغرب، وهي مناطقُ لم يكن لها بالعروبة عهدٌ من قبل ذلك - أصبحت وقد تعرَّبت حتى أصبحَتْ هذه الشعوب جميعًا عربيةَ اللغة والتفكير والشعور والثقافة والأدب والحضارة.
وليس معنى ذلك أن جميعَ أصحاب هذه اللغات القديمة هجَروا لغاتهم تمامًا؛ فقد ظلت من ذلك بقايا، حتى في أكثر البيئات تعربًا، مثل: الشام والعراق؛ مما نشأ عنه دخولُ بعض كلمات نبطية وآرامية إلى العربية، وكانت أهم لغة قديمة ظلت حيّة هي اللغة الفارسية، لا بين سكان إيران فحسب، بل أيضًا بين سكان الأمصارِ في العراق؛ إذ زحفت عليها منذ العصر الأموي جموعٌ كبيرة من الفُرس، ثم ازداد هذا الزحفُ أكثر وأكثر في العصر العباسي الذي علا فيه سلطانُهم داخل الدولة.
يقول الجاحظ عن قاصٍّ وواعظ من وعَّاظ البصرة، هو موسى الأسواري: "كان من أعاجيبِ الدنيا، كانت فصاحتُه بالفارسية في وزن فصاحته بالعربية، وكان يجلِسُ مجلسه المشهور به، فتقعد العرب عن يمينه، والفُرس عن يساره، فيقرأ الآية من كتاب الله تعالى، ويفسِّرُها للعرب بالعربية، ثم يحوِّل وجهه إلى اليسار، فيفسِّرها لهم بالفارسية، فلا يُدرَى بأي لسانٍ هو أبيَنُ".
كذلك فقد كان كثيرٌ من العرب يتعلَّم الفارسية حتى يتقنها ويحسِنها، حتى لقد كان الأصمعيُّ العربي يفهم ما يدور في لسان بعض الفُرس.
ولأن الفارسية انتشرت هذا الانتشار بين العرب؛ فقد دخَل منها إلى العربية ألفاظٌ كثيرة، وخاصة ما اتصل بأسماء الأطعمة والأشربة والأدوية والملابس، كما دخَل إلى العربية ألفاظٌ هندية، وخاصة في أسماء النباتات، والحيوانات، مثل: الأبنوس، والببغاء، والفُلفل، كما دخل بعضُ ألفاظ يونانية، وخاصة ما اتصل بأسماء المقاييس والموازين، والأمراض والأدوية، مثل: القيراط، والأوقية، والقولنج، وغيرهما.
ومما لاريبَ فيه - رغم هذا التمازج - أن الفصحى - لغةَ القرآن - كانت المَثَلَ الأعلى للناس في هذا العصر، وخاصة الطبقة المثقَّفة، وكان بين الشعوبيِّين والزنادقة مَن يتخذها لغته وأداته في التعبير، ولم يحاولوا الخروجَ على قوانينها، ولقد عاش علماءُ اللغة يحُوطونها ويحرُسونها حراسة حفِظت لها كل مقوماتها الاشتقاقية والتعبيرية والنحوية، ومكَّنتها من الثبات على الألسنة، لا في الأوساط الأدبية والثقافية فحسب، بل بين العامة، وفي الأوساط التي لم تدخُلْ في الإسلام، مما أحالها إلى وعاءٍ كبير لكلِّ هذه الثقافات المتباينة، والمعارِفِ المختلفة.
لقد اتصلت العربيةُ بكل هذا التراث الذي احتوته البلادُ المفتوحة منذ العصر الأموي، وعمِلت على المزجِ بينه وبين معارف العرب وآدابهم، واتخذ هذا المزجُ صورًا كثيرة، منها: الترجمة، ونقل العلوم الفلسفية، ومنها: العلوم التطبيقية؛ كإنشاء المدنِ، وضبط الدواوين، وعمل الأساطيل، وإعداد الجيوش، والنهوض بالزراعة والتِّجارة.
لقد كانت كلُّ ألوان الثقافات العامة المبثوثة في البلدان المفتوحة من أواسط آسيا إلى مشارِفِ البرانس، ومن خلال تحوُّل هذه الشعوب أو أكثرِها إلى الإسلام، كانت كلُّ ألوان الثقافات هذه محتواةً داخل الثقافة العربية لذلك الحين، وكان يشاركُ في الحياة اليومية أصحابُ الدِّيانتين: اليهودية، والنصرانية.
وكان أقرب الديانتين إلى المسلمين النصرانية التي لم تقِفْ نفس الموقف العدائي الذي وقَفَته اليهودية من النبيِّ صلى الله عليه وسلم لذا فقد استمر التمازجُ بين العرب المسلمين والنصارى في العراق والشام ومِصْرَ، ودخَل جمهورٌ كبير منهم في الإسلام، وامتزج العربُ بهم أكثر، وتسرَّوْا بجواريهم، مما هيأ للقاح واسع بين العناصر الإسلامية والمسيحية في العصر العباسي، هذا اللقاح الذي لا يقفُ عند اللقاح الجنسي، بل اللقاح الثقافي أيضًا؛ إذ نشأ جيلٌ كبير، أمهاتُهن من المسيحيات، روميات، وغير روميات، وقد حمَل هذا الجيلُ عن أمهاته ثقافتَهن، وكثيرًا من طباعهن وعاداتهن ومعتقداتهن، وكذلك فقد اتُّخِذ منهم كتَّابُ الدواوين، والأطباءُ، والمترجمون.
وهكذا امتزجت هذه الثقافاتُ من فارسية وهندية، ومن يونانية وعربية، ومن يهودية ونصرانية، فضلاً عن الثقافة الإسلامية، في المجتمع العباسي، في العصر العباسي الأول، فكوَّنت تيارًا ثقافيًّا متنوعًا مختلف الطعوم والألوان، مختلف العناصر والمذاق.
الحركة العلمية والثقافية:
لقد كانت نواة العلوم في العصر الأموي هي القرآن والحديث؛ فكلُّ مسائل العلم تقريبًا تدور حولهما، أما في العصر العباسي، فقد بقيت هذه النواةُ كما هي، إلا أن البحوثَ حولهما اتَّخذت شكلاً آخرَ، ووجدت نواة أخرى تجمَّعت حولها العلوم الدنيوية، وهذه النواة هي الطب الذي أسست له مدرسة بجنديسابور، أسَّسها النساطرة، وحول هذه الدراسة الطِّبية تكوَّنت دراسة الطبيعة، والكيمياء، والهيئة، والمنطق، والإلهيَّات.
كما وُضِعت في هذا العصر كلُّ علوم العربية والدينية؛ فقد وُضِع تفسير القرآن، وجُمِع الحديث، ووُضِعت علومه، ووُضِع النحو وعلم العَروض، ودوِّنت أشعارُ العرب، وكُتِبت عليها بعضُ الشروح، ودُوِّن الفقه على يد الأئمة الأربعة، وغيرهم من الأئمة، ودوَّن التاريخَ الواقديُّ وابنُ إسحاق والطبريُّ.
ومن الناحية الأخرى، تُرجمت كتب الفلسفة، من منطق، ورياضيات، وهيئة، وطب، وغيرها، وبدأ العلماءُ يؤلِّفون فيها.
وكان الناشئ يبدأ بالتعلُّم في الكتَّاب، فيتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وبعضَ سور القرآن الكريم، وشيئًا من الحساب، وبعض الشِّعر والأمثال، كما كان معلِّمو الكتاتيب يعلِّمون الناشئةَ السُّننَ، والفرائض، والنحو، والعَروض.
كما كان للناشئة ألواح من الخشب، يكتبون فيها دروسهم، وكلما فرغوا من درسٍ محَوْه ليثبتوا درسًا آخَرَ.
وكان بجانب معلمي أولاد العامة في الكتاتيب معلِّمونَ لأبناء الخاصة، كان منهم اللُّغويُّ والإخباريُّ، والفقيهُ، والمحدِّث، والمقرئ، وكانوا يعلِّمون أبناء الطبقة العليا؛ كالقادة، والوزراء، والخلفاء، ويسمَّى الواحدُ منهم بالمؤدِّب، وكانت تُفرَض لهم رواتبُ كبيرة على غيرِ ما عليه معلِّمو الكتاتيب الذين كان أجرهم زهيدًا.
ومن بين معلِّمي أولاد الخاصة نفرٌ عُرِفوا واشتهروا بالعلم، منهم: المفضَّلُ الضَّبِّيُّ معلِّم المهدي، وقد اختار له المفضلياتَ، تلك المجموعةَ الشعرية الفريدة في التراث العربي، ومنهم: الكِسائي النحوي معلِّم الرشيد وابنيه الأمينِ والمأمون، ومنهم قُطْرُبٌ النحوي، مؤدِّب الأمين، وأبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّم، مؤدِّب أبناء هرثمة قائد الرشيد والمأمون.
وامتازت البصرةُ في هذا العصر بسوق باديتها المعروف بالمربدِ، وكان مجالاً للدربة على اللغة، وإلقاء الشِّعر، والأخذ عن فصحاء الأعراب، وممَّن حضَره من شعراء هذا العصر أبو نواس، وبشَّار بن بُرد.
وكانت المساجدُ ساحات العلم الكبرى؛ حيث يتحلَّق المتعلِّمون حول معلميهم، يكتُبون ما يُملَى عليهم، أو يُلقَى إليهم من العلوم، وكان المعلم يتخذ أحيانًا مستمليًا يبلِّغُ كلامَه إلى البعيدين في الحلقة، وكان لكل فرعٍ من المعرفة حلقاتُه؛ فحلقات الفقه، وحلقات الحديث، وحلقات التفسير، وحلقات اللغة والنحو، وحلقات المتكلِّمين.
وكانت أشهر الحلقات وأكبرها حلقة الفقه، الذي على أساسه يتم تعيينُ القضاة في مناصبهم، وحلقات المتكلمين؛ حيث يشتدُّ الحوارُ والمناظرات والجدَل.
كما كان هناك حلقات للشعراء، وكان أبو تمام يحضُر هذه الحلقات في المساجد، وكانت هناك حلقة مسجد بغداد التي كانت له فيها منزلة الأستاذ.
وإذا كان هناك من تخصَّص في علم من العلوم بعد إلمامه بأصول العلوم كلِّها، فإن هناك نفَرًا نوَّعوا في ثقافتهم، وحضَروا في حلقات مختلفة ينالون من كل أنواع الثقافة والمعرفة.
وكان الخلفاءُ والأمراء والوزراء والقادة يُجزلون العطاءَ لهؤلاء العلماء الذين يقُومون على هذه الحلقات، مما كان له أكبرُ الأثر في ازدهار الثقافة والمعرفة في العصر العباسي الأول ازدهارًا كبيرًا، وكان لاستخدام الورَقِ على نطاق واسع - أكثر من ذي قبل - أثرُه الكبيرُ في اتساع الحركة العلمية والثقافية، حتى أخَذ الكثيرون من الأفراد يُعنَوْنَ باقتناء المكتبات التي ربما اشتمل بعضُها على ستِّمائة صندوق مملوءة بالكتب، وبهذا أصبحت الكتبُ مادةً أساسية للمعرفة.
ولقد ظهَرت مع بدء انتشار الكُتب صنعةُ الوراقين، وفي هذا العصر كانت هذه الصناعةُ قد ازدهرت، حتى أنشأ بعضُ الورَّاقين لهم دكاكين كبيرة مُلِئت بالكتب يتَّجِرون فيها، وكان البعضُ يذهَبُ إلى هذه الدكاكين، لا ليشتريَ، بل ليقرأ فيها ما وسِعَتْه القراءةُ، نظير أجرٍ يتقاضاه الورَّاق.
كذلك كان من جوانب الحركة العلمية في هذا العصر مجالسُ الخلفاء والوزراء والأمراء والسَّراةِ؛ حيث تُعقَد الندوات العلمية والثقافية بشكل متصل، ويتناظر فيها العلماءُ من كل صِنف، مثل مناظرة الكِسائي وسيبويه بين يدَيِ الرشيد، وكان مجلسُ المأمون ساحةً واسعة للجدال والمناظرة، وكان المأمون مثقفًا ثقافة واسعة بالعلوم الدينية، واللغوية، والفلسفية، وعلوم الكلام، وكانت مجالسُ العلماء التي تضمُّ المتخصصين من كل لونٍ من العلوم أشبهَ بالمجامع العلمية، حتى لقد كان هناك - كما أشرنا من قبل - مجالسُ يتحاورُ فيها العلماءُ مع الزنادقة؛ ليفنِّدوا آراءَهم واعتقاداتهم الباطلة.
لقد كانت أماكنُ المعرفة والثقافة مفتوحةً في كل مكان بأمصار العراق؛ فأبوابُ المساجد مفتوحة على مصاريعها لكل الواردينَ، ومثلُها دكاكين الورَّاقين، وكان التعليم مجانيًّا ومن حقِّ الجميع، وكان لذلك أثرُه البالغ؛ فإن جمهورَ العلماء والشعراء لهذا العصر من أبناء العامَّة، وها هم أولاءِ أعلامُ الشعراء لهذا العصر، مثل: بشار بن بُرد، وأبي نواس، وأبي العَتَاهيَة، ومسلم بن الوليد، وأبي تمام كانوا من طبقة العامَّة، وبهذا أصاب العامةُ والخاصة حظوظَهم من الثقافة والمعرفة، كلٌّ بما تطيق قدراته وملَكاته، حتى لَيُعَدُّ بحقٍّ هذا العصرُ من أزهى العصور وأكثرِها ازدهارًا في الناحية العلمية والثقافية.
العلوم اللغوية والأدب والشعر:
عُنِي جمهورٌ كبير من العلماء بالكوفة والبصرة - منذ العصر الأموي - بجَمْعِ ألفاظ اللغة وأشعارِ العرب في الجاهليَّة والإسلام.
وكان من الأسباب التي دعَتْ إلى هذا الجمع حاجةُ العناصر الأجنبية التي دخَلَتْ في الإسلام إلى تعلُّم لغة القرآن، ثم شيوع اللَّحن على الألسنة، ومن هنا انبرى علماءُ البَصرة والكوفة يجمَعون ألفاظ اللغة وأشعارَها؛ حتى لا تَفنى العربيةُ في لغات الشعوب المستعربة، وذلك من خلال الرحلة في طلب اللغةِ إلى باطن الجزيرةِ العربية حيث ينابيعُ اللغةِ الصافية.
وكانوا يقصِدون من هذه الرحلات إلى غايتين: أُولاهما: أن يُقوِّموا ألسنتَهم، ويكتسبوا السَّليقة اللغوية السليمة، وثانيتهما: الالتقاط من الأفواهِ مباشرةً المادة اللغوية الصحيحة التي يُعلِّمونها للنَّاشئة في حلقاتِ المساجد.
وفي العصر العباسي الأول تعاقبت أجيالٌ ثلاثة من علماء البَصرة والكوفة تجمَعُ اللغة والشعر، ورأس الجيل الأول من علماء البَصرة أبو عمرِو بن العلاء (ت159 هـ )، وأشهر أفرادِ الجيل الثاني: خلَفٌ الأحمر (ت180هـ)، والأصمعي (ت213هـ)، وأبو زيد الأنصاري (ت214هـ)، وأبو عبيدة (ت210هـ)، وكان الأصمعيُّ ثقةً ثبتًا، ومجموعته الشِّعرية الملقَّبة بـ: "الأصمعيات" مشهورةٌ بين الدارسين، كما رُوِيت عنه دواوينُ كثيرة، أشهرها: مجموعة الدواوين الستة: دواوين امرئ القيس، والنابغة، وزُهير، وطَرَفة، وعَنْترة، وعلقمة، أما أفرادُ الجيل الثالث من لُغَويِّي البَصرة، فمنهم: محمد بن سلاَّمٍ الجُمَحيُّ، صاحبُ كتاب: "طبقات فُحول الشُّعَراء".
ورأس الجيل الأول من علماء اللغةِ بالكوفة: حمادٌ الرَّاوية (ت164هـ)، وكان عالِمًا بالشِّعر والغريب، وأشهر أفراد الجيل الثاني: أبو عمرٍو الشَّيباني (ت213هـ)، ويقال: إنه كتَب أشعارَ أكثرَ من ثمانين قبيلة، وابن الأعرابي (ت231هـ)، ومن أهمِّ أفراد الجيل الثالث: أبوعُبَيْدٍ القاسمُ بن سلاَّم.
ومَن ينظر فيما سجَّلت كُتب الطبقات عن اللغويين والنحاة من مصنَّفاتٍ لهؤلاء العلماء يجدها تتطورُ في التأليفِ من موضوعات جزئية مفردة، مثل: "كتاب الفَرَس" و"كتاب الإبل" إلى المطوَّلات، حتى تتطورَ إلى معاجمَ لغوية على شاكلةِ كتاب: "الغريب" لأبي عُبَيد، ومعجم "العين" الذي ألَّفه الخليلُ بن أحمد.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|