عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-08-2022, 12:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,434
الدولة : Egypt
افتراضي خلف الكواليس ما يتعس إبليس

خلف الكواليس ما يتعس إبليس



كثيرٌ من الناس يعملون العمل الصالح من أجل ثناء الناس، وابتغاء وجههم من صلاة وقيام، وزكاة، وحج وعمرة، وأعمال صلة وبِر وخير، وإن كان منهم مَن يبتغي وجه الله، فيعلن ذلك ابتغاء التحفيز، وإعلاء الهمم؛ لكن خلف الكواليس نماذج أخرى عجيبة.

خلف الكواليس مَن يقوم الليل طويلًا باكيًا دون أن يعلم أحد بذلك، مَن يصلي خاشعًا في صلاته، ولا يريد نهايتها، مَن يقرأ القرآن أو يسمعه فتبكي عيناه وجلًا وخوفًا، أو شوقًا وطمعًا.

ولقد رأيت بعيني رأسي مَن تمطر عينُه الدموعَ في الصلاة، ولا يكاد يُعرَف بين الناس بخشيته.

ولقد رأيت بعيني رجلًا بكى لمجرد أنه رأى عالمًا من العلماء، فكيف لو رأى صحابيًّا، بل كيف لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

هناك مَن هو نَحْلةٌ في عمل الخير، ولا يعلم به أحد، سعادته في سريته واجتهاده، وبسمة مَن يحمل الخير لهم.

هناك من يدعو لجيرانه ولإخوانه المسلمين في شتى بقاع الأرض، ويحمل همهم كما يحمل همه؛ بل أكثر هناك البارُّ بوالديه، فريد دون علم أحد، هناك الوصَّال لرَحِمه بشكل قلَّما تجد له مثيلًا، هناك قلوبٌ نظيفة لا تحمل حقدًا ولا غِلًّا ولا حسدًا لأحد.

هناك من يطلب العلم الشرعي لا لجاه ولا لمنصب؛ بل لرفع الجهل عن نفسه والناس.

هناك من يخدم الناس بماله وجاهه ومنصبه؛ وكأنه خادم عندهم.

هناك أزواج يتقنون معاملة زوجاتهم وأولادهم، وكذلك زوجات.

هناك أجساد أتعبها المرض والابتلاءات؛ لكن قلوبها صابرة بل راضية.

هناك أشخاص لا يرضون بدرهم من حرام؛ بل يتورَّعون عن كثير من الحلال؛ خشية الوقوع في الحرام.

هناك قصص قد يحسَبُها البعضُ خياليةً؛ لكنها تحدث خلف الكواليس، قد يُظهِرُها الله للبعض؛ لينقلها البعض للكل، فيقتدي بها الناس، فيتعلَّمون الإخلاص والعمل لله وحده، ويتعلَّمون عدم احتقار الناس، والانتقاص من قدرهم، ويتعلَّمون إن أكرمكم عند الله أتقاكم.

حقًّا خلف الكواليس ما يتعس إبليس.

__________________________________________________
الكاتب: د. محمد أحمد صبري النبتيتي









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.03 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.01%)]