
10-08-2022, 06:26 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,725
الدولة :
|
|
منهج الفروق والمقابلة في شرح دلالات الألفاظ
منهج الفروق والمقابلة في شرح دلالات الألفاظ
د. سيد مصطفى أبو طالب
المنهج الثاني الذي اتبعه الشراح في شرح دلالات الألفاظ هو (منهج الفروق والمقابلة)، "وفيه يقوم الشراح ببيان دلالة اللفظ، ثم يشفعون ذلك بإيراد لفظ أو ألفاظ أخرى قريبة منه وينصون على الفروق بينهما".[1]
ومعرفة الفروق بين دلالات الكلمات المتقاربة تساعد كثيرًا في تحديد المعنى المراد بدقة، كما تنفي اللبس والاختلاط بين هذه الدلالات.
وهذا ما تقوم به نظرية الحقول الدلالية التي تُعْنَى بجمع عدد من الألفاظ تنتمي إلى حقل دلالي واحد، ولا يتبين معنى أحدهما إلا في ضوء بقيتها، ويجمعها معنى كلي عام.
يقول د/ أحمد مختار عمر: الحقل الدلالي أو الحقل المعجمي: هو مجموعة من الكلمات ترتبط دلالاتها، وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعها.[2]
وترى هذه النظرية: "أنه لكي نفهم معنى كلمة يجب أن نفهم كذلك مجموعة الكلمات المتصلة بها دلاليًا ".[3]
وقد تنبه علماء العرب السابقون إلى فكرة الحقول الدلالية فلم تغب عن أذهانهم، بل كانت هذه الفكرة من الوضوح بمكان في كتبهم، ولا سيما في معاجم المعاني والموضوعات إلا أنهم لم ينصوا على هذا المصطلح الحديث.
وممن بَرَّز في هذا الشأن الأصمعي، وثابت بن أبى ثابت في كتاب خلق الإنسان لكل منهما،وأبو زيد الأنصاري في كتاب المطر، وأبو إسحاق الزجاج في كتاب الأنواء، ثم كان أبو عبيد القاسم بن سلام صاحب الفضل الكبير في إيضاح هذه الفكرة في(الغريب المصنف)، لكن أكثر الكتب عناية بفكرة الحقول الدلالية وتطبيقاتها هو المخصص لابن سيده، وذلك من جهة وضوح الفكرة في ذهن صاحبها وسعة التطبيق ودقته.
وممن عُنُوا بهذا الأمر أيضًا: أبو هلال العسكري، حيث "قدم عملًا دلاليًا متميزًا له طرافته العلمية، إضافة إلى جهوده اللغوية والنقدية"[4] فقد صنف كتابه الفروق اللغوية أظهر من خلاله الفروق الدلالية لعدد من الألفاظ التي تتقارب وتتداخل.
قال أبو هلال: الفرق بين النداء والدعاء: أن النداء هو رفع الصوت بما له معنى والعربي يقول لصاحبه: ناد معي؛ ليكون ذلك أندى لصوتنا، أي: أبعد له.
والدعاء يكون برفع الصوت وخفضه يقال دعوته من بعيد ودعوت الله في نفسي ولا يقال ناديته في نفسي، وأصل الدعاء طلب الفعل دعا يدعو وادَّعَى ادِّعَاءً؛ لأنه يدعو إلى مذهب من غير دليل، وتَدّاعَى البناءُ: يدعو بعضه بعضا إلى السقوط، والدَّعْوَى مطالبة الرجل بمال يدعو إلى أن يعطاه، يدعو إلى أن يعطاه.[5]
كما نجد مُؤَلِّفًا آخر هو أبو الطيب اللغوي قد دَوَّن كتابًا في هذا الشأن، نقل عنه السيوطي في المزهر: ما توصف به اليد عند لمسها كل صنف من الملموسات ما يجعلنا نتأمل بحث علمائنا عن الدقة في التعبير، مما يرفع اللغة العربية إلى مرتبة عالية في صلاحيتها لأداء مكنونات النفس ودقائق الأمور المادية، وبذا ترفع اللبس عن المتحاورين، وتوصل جزئيات العلوم مثلما يكون التوصل في كلياتها".[6]
قال السيوطي: قال أبو الطيب اللغوي في كتابه الفروق: يقال يده من اللحم: غَمرة ونَدلة، ومن اللبن: وَضرة، ومن السمك والحديد أيضًا: سَهكة، ومن البيض ولحم الطير: زَهمة، ومن العسل: لثقَة، ومن الجُبْن: نَسمة، ومن الوَدك: وَدكة، ومن النقس: طَرسة، ومن الدُّهن والسّمن: نَمسة، ومن الخلّ: خَمطة، ومن الماء: لَثثَة، ومن الطين: رَدغة، ومن العجين: لَوثة، ومن الدقيق: نَثرة،... ومن الروائح الطيّبة: أرجة.[7]
وممن تنبهوا إلى قيمة النظر في الفروق ابن قتيبة في (أدب الكاتب) إذ أفرد فصلًا عرض فيه للمسألة. وحضَّ على دراية هذا الجانب في عمل الكاتب.[8]
وأنتقل الآن إلى دراسة بعض ملاحظ هذا المنهج الواردة في الشرح كما يلي:
• قال أبو عبيد في حديث النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَم تسقها، وَلَمْ ترسلْهَا، فتَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ".[9]
الخشاش: الهوام ودواب الأرض وما أشبهها فهذا بفتح الخاء. وأما الخِشاش بالكسر فخشاش البعير وهو العود الذي يجعل في أنفه. قال الأصمعي: الخِشاش: ما كان في العظم منه، والعِران: ما كان في اللحم، والبُرَة: ما كان في المنخر. قال أبو عبيدة: والخِزامة: هي الحلقة التي تجعل في أنف البعير، فإن كانت من صُفْر؛ فهي بُرَة. وإن كانت من شعر؛ فهي خِزامة، وقال غير أبي عبيدة: وإن كانت عودًا فهي خِشاش.[10]
بين الشارح دلالة لفظ (الخَشاش) – بالفتح - الوارد في الحديث، ثم ذكر لفظًا آخر تتحد الحروف معه إلا أنه بالكسر، وفسر دلالة هذا اللفظ بأنه: عود يجعل في أنف البعير في العظم منه، ولم يكتف بذلك، بل شفعه بذكر بعض الألفاظ التي تتقارب في دلالتها مع هذا اللفظ، وهي (العِران، والبرة، والخزامة)، وذلك لتتحرر هذه الدلالات من التداخل واللبس؛ وتتضح الفروق بينها.
وهذه الألفاظ الأربعة تشترك جميعها في الدلالة على الحلقة التي تعلق في أنف البعير لتذليله، ثم تفترق بعد ذلك من حيث مادتها وموضعها في أنف البعير، كما فصل الشارح. وقد وافق الشارحَ كثيرٌ من اللغويين في هذا الشأن.
قال الجوهري: والخشاش: الذي في أنف البعير، وهو من خشب، والبُرَة من صُفْر، والخزامة من شعر.[11] ولم يذكر العران.
وقد عقد الثعالبي فصلاً بعنوان "فصل في الهنة التي تجعل في أنف البعير" قال فيه: إذا كَانَتْ مِنْ خَشَبِ؛ فَهِيَ خِشَاشٌ، وإذا كَانَتْ مِن صُفْرٍ؛ فَهِيَ بُرَةٌ، فإذا كَانَتْ مِن شَعْرٍ؛ فَهِيَ خِزَامًةٌ، فإذا كَانَتْ مِن بَقِيَّةِ حَبْل؛ فَهِيَ عِرانَ.[12]
وعلى ذلك يمكن القول بأن هذه الألفاظ تكون حقلاً دلاليًا حسيًّا موضوعه: (أخزمة البعير)، وأن العلاقة بينها هي علاقة التنافر.[13]
كما يمكن وضع هذه الألفاظ في صورة مكونات دلالية، لتتضح العلاقة بينها أكثر، كما يلي:[14]
المكونات الدلالية البرة الخشاش العران الخزامة حلقة + + + + من صُفْر (فضة) + - - - من بقية حبل - - + - من شعر - - - + من خشب - + + - - توضع في لحم أنف البعير + - + - توضع في عظم أنف البعير - + - +
وهكذا يمكن تحديد المكونات الدلالية لكل من ألفاظ هذا الحقل الدلالي،[15] كما يلي:
اللفظ
المكونات الدلالية
البرة حلقة + من صفر+ توضع في لحم أنف البعير. الخشاش حلقة+ من خشب + توضع في عظم أنف البعير العران حلقة + من خشب أو من بقية حبل + توضع في لحم أنف البعير الخزامة حلقة + من شعر + توضع في عظم أنف البعير.
• قال أبو عبيد: في حديث عمر: إذا مرَّ أحدكم بحائط فليأكل منه ولا يَتَّخِذْ ثِبانا وقد روي: ولا يَتَّخِذْ خُبنَة.[16]
قوله: الثِّبان، قال أبو عمرو: هو الوعاء الذي يُحمَل فيه الشيء، فإن حملته بين يديك؛ فهو ثِبان، يقال منه: قد ثبنت ثِبانا، فإن حملته على ظهرك؛ فهو الحال، يقال منه: قد تحوّلت كسائي، إذا جعلت فيه شيئا ثم حملته على ظهرك، فإن جعلته في حُضْنك؛ فهو خُبنَةٌ.[17]
فيلاحظ ها هنا أن الشارح فسر لفظ (الثبان)، ثم بدأ يفرق بينه وبين لفظي (الخبنة والحال) وتشترك هذه الألفاظ الثلاثة في الدلالة على الوعاء، ثم تتفرق في كيفية الحمل، فإن كان هذا الوعاء محمولاً في حضن الإنسان؛ فهو (الخبنة)، وإن كان محمولاً بين اليدين؛ فهو (الثبان)، وإن كان محمولاً على الظهر؛ فهو (الحال). وهذا ما قرره بعض اللغويين.
قال ابن سيده: الخُبْنة: وِعاءٌ يُجْعَل فيه الشيءُ ثم يُحْتَضَنُ، فإن جَعلْتَه أمامَك؛ فهو ثِبَانٌ، وإن جعلتَه على ظَهْرك؛ فهو حالٌ.[18]
وعلى ذلك، يمكن القول بأن هذه الألفاظ تُكَوّن حقلاً دلاليًا حسيًا، موضوعه: (الألفاظ الدالة على أشكال حمل الوعاء)، وأن العلاقة بينها هي علاقة (التنافر)؛ وذلك لأن شكل الحمل إذا كان في الحضن فهو (الخبنة) فهو ليس حالاً ولا ثباتًا، والعكس، وكذلك فكل واحد من هذه الألفاظ يحتوي على مكون دلالي يتعارض مع مكونات الألفاظ الأخرى. ويتبين ذلك من خلال الشكل الآتي:
المكونات الدلالية الخبنة
الثبان
الحال
وعاء + + + يحمل فيه الشيء + + + يكون في حضن الإنسان + - - يكون بين يديه - + - يكون على ظهره - - +
وهكذا يمكن تحديد المكونات الدلالية لكل لفظ من هذه الألفاظ، كما يأتي:
اللفظ المكونات الدلالية الخبنة وعاء + يحمل فيه الشيء + يكون في حضن الإنسان. الثبان وعاء + يحمل فيه الشيء + يكون بين يدي الإنسان. الحال وعاء + يحمل فيه الشيء + يكون على ظهر الإنسان.
ويتضح وقوع تعارض بين بعض مكونات هذه الألفاظ، مما يدل على تنافرها.
• قال ابن قتيبة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال لابن أُم مَعْبَد: "يا غُلام هَاتِ قَرْوًا فأتاه به فضَربَ ظَهْر الشَّاة فاجْترَّت ودَرَّت".[19]
القَرْوُ: إناء صغير..، قال الكِسائي: التِبْن: أعظَمُ الأقداح يكاد يُروي العشرين، ثم الصَّحْن مقارب له، ثم العُس يروي الثلاثة والأربعة، ثم القَدَح يروي الرجُلَيْن، وليس لذلك وقْتٌ، ثم القَعْب يروي الرجُل.[20]
نص الشارح على دلالة لفظ (القرو)، ثم شفع ذلك بالنص على دلالة ألفاظ أخرى وثيقة الصلة به وهي (التبن، والصحن، والقدح، والقعب).
وتشترك هذه الألفاظ في الدلالة على (أوعية الماء) ثم تتفارق تبعًا لحجمها، وقد نص الشارح على أن أعظمها: التبن، ثم يليه الصحن، ثم العُسّ، ثم القدح، ثم القعب.
وهذا ما أقره بعض اللغويين.
قال أبو عبيد: التبن: أعظم الأقداح، يكاد يُروي العشرين، ثم الصَّحن يُروي العشرة، ثم العُسّ يُروي الثلاثة والأربعة، ثم القَدح يُروي الرجلين، ثم القَعْب يُروي الرجُل، وليس لذلك وقت، أي: مقدار، ثم القعب يروي الرجل، ثم الغُمَر.[21]
ويبين الثعالبي ترتيب هذه الأقداح، فيقول: اَوَّلُهَا الغُمَرُ وهُوَ الَّذِي لا يَبْلُغُ الرِّيَّ،ثُمَّ القَعْبُ يُرْوِي الرَّجُلَ الوَاحِدَ، ثُمَّ القَدَحُ يُرْوِي الاثنين والثَّلاَثَةَ، ثُمَّ العسُّ يَعُبُّ فِيهِ العِدةُ،ثُمَّ الرِّفْدُ وهُوَ أكْبَر مِنَ العسِّ، ثُمَّ الصَّحْنُ وهُوَ أَكْبَرُ مِنَ الرِّفْدِ، ثُمَّ التِّبْنُ وهو أكْبَرُ مِنَ الصَّحْنِ.[22]
وعلى ذلك، يمكن القول بأن هذه الألفاظ تكون حقلاً دليلاً حسيًّا موضوعه: (أوعية الماء)، وأن العلاقة بينها هي علاقة (الصغر والكبر)= (الحجم).[23]
ويمكن التمثيل لذلك بما يأتي:
العلاقة بينها: الرتبة. [24]
ولا شك أنها بهذا الترتيب لا يحدث بينها لبس أو تداخل.
• قال ابن قتيبة في حديث حُذَيْفة بن اليمان: أنَّه ذَكَر خُروج عائشة ك فقال: تُقاتِل معها مُضَر مَضَّرَها اللَّه في النَّار وأزَدْ عُمَان سَلَت اللّه أَقدَامها وإنَّ قَيْسًا لن تَنْفَك تبغي دين اللّه شَرًّا حتى يُرْكِبها اللّه بالملائكة ولا يمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعة.[25]
والتَّلْعَة: مَسِيل ما ارْتَفعَ من الأرض إلى بَطْن الوادي، فإذا صَغُر عن التَّلْعة؛ فهي الشُعْبة، فإذا عَظُم حتى يكون مثل نِصْف الوادي؛ فهي مِيثَاء.[26]
لقد نص الشارح على دلالة لفظ (التَّلْعَة)، ولم يكتف بذلك، بل ذكر ألفاظًا متقاربة الدلالة معه، وهي المِيثَاء والشُّعْبَة، وتشترك هذه الألفاظ الثلاثة في الدلالة على مسيل الوادي، ثم تفترق في حجم هذا المسيل، وقد ذكر أن لفظ (الميثاء) هو الذي يدل على المسيل الأكبر، ثم (التلعة) ثم (الشعبة). وهذا ما نص عليه اللغويين.
قال أبو عبيد:والتَّلْعَة: مَسِيل ما ارْتَفعَ من الأرض إلى بَطْن الوادي، فاِذا صَغُر عن التَّلْعة؛ فهي الشُعْبة، فاِذا عَظُمت التلعة حتى تكون مثل نِصْف الوادي أو ثلثيه؛ فهي ميثاء.[27]
وجاء في اللسان: وقال شمر التِّلاعُ مَسايِلُ الماء يسيل من الأَسْناد[28] والنِّجاف[29] والجبال حتى يَنْصَبَّ في الوادي...، وإِذا عظُمت التلْعة حتى تكون مثل نصف الوادي أَو ثُلُثَيْه؛ فهي ميثاء.[30]
وجاء فيه أيضًا: والشُّعْبة: المَسِيلُ الصغيرُ...، والشُّعْبةُ: ما صَغُرَ عن التَّلْعة.[31]
ويمكن بعد ذلك القول بأن هذه الألفاظ الثلاثة تكون حقلاً دلاليًا حسيًّا موضوعه: (الألفاظ الدالة على مسايل الماء)، وأن العلاقة بينهما هي علاقة (الاتساع والضيق)، ويمكن وضع ذلك في الشكل الآتي:
الألفاظ الدالة على مسايل الماء[32]
• قال الحربي في حديث النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "تَزَوَّجَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأولَمْ وَليِمةً لَيْسَ فيِهَا خُبْزٌ وَلاَ لَحْم".[33]
قَوْلُهُ: (فَأَوْلم) قَاَلَ أَبُو زيْدٍ: الوَليِمةُ: الطَّعَامُ عِنْدَ العُرْسِ، والإِعْذَارُ: عِنْدَ الخِتَانِ، وَالوَكِيرَةُ: عِنْدَ بِنَاءِ الدَّارِ، وَالخرْسُ: عِنْدَ النِفّاسِ، والنَّقِيعَةُ: عِنْدَ القُدُومِ، وَالَمأْدُبَةُ: الطَّعَامُ يُتَبَّرعُ بِهِ، والسُّلْفَةُ وَالُّلهْنَةُ: الطَّعَامُ يُتَعَلَّل بِهِ قَبْلَ الغَدَاءِ.[34]
فسر الشارح دلالة لفظ (الوليمة)، ثم شفع ذلك بالنص على دلالة بعض الألفاظ الأخرى القريبة منه، وذلك لتتضح الفروق ويؤمن التداخل.
وقد ذهب الشارح إلى أن هذه الألفاظ كلها تدل على الطعام، فهي تتفق في هذا المكون الدلالي، ثم تتفارق بعد ذلك تبعًا للسبب الذي من أجله صنع الطعام. وهذا ما قرره بعض اللغويين.
قال الثعالبي: طَعَامُ الضَّيْفِ: القِرَى، طَعَامُ الدَعْوَةِ: المَأْدُبَةُ...، طعامُ العُرْس: الوَليمة، طعام الوِلادَةِ: الخُرْسُ،.... طَعَامُ الخِتَانِ: العَذِيرَةُ،... طَعَامً القَادِم مِنْ سَفَرٍ: النَّقِيعَةُ، طَعَامُ البِنَاء: الوَكِيرَةُ، طَعَامُ المُتَعَلِّلِ قبلَ الغَذَاءِ: السُّلْفَةُ واللُّهْنَة...[35]
وعلى هذا، فيمكن القول بأن هذه الألفاظ تكون حقلاً دلاليًا حسيًّا موضوعه: (أحوال الأطعمة وأسماؤها)، وأن العلاقة بينها هي علاقة (الاحتفال بمناسبة بعينها).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|