
10-08-2022, 03:51 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة :
|
|
رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم (29) ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم (30) ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم (31) إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم (32)
شرح الكلمات:
في قلوبهم مرض: أي مرض النفاق.
أن لن يخرج الله أضغانهم: أي أن لن يظهر أحقادهم على النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
ولو نشاء لأريناكهم: أي لعرفناك بهم فلعرفتهم.
سيماهم: أي بعلاماتهم.
ولتعرفنهم في لحن القول: أي إذا تكلموا عند في لحن القول أي معناه وذلك بأن يعرضوا فيه بتهجين أمر المسلمين أي تقبيح أمرهم.
والله يعلم أعمالكم: أي أيها المؤمنون إن الله يعلم أعمالكم وسيجزيكم بها خيرا.
ولنبلونكم: ولنختبرنكم بالجهاد وغيره من التكاليف.
حتى نعلم: أي نعلم علم ظهور لكم ولغيركم إذ الله يعلم ذلك قبل ظهوره لما حواه كتاب المقادير.
المجاهدين منكم والصابرين: أي الذين جاهدوا وصبروا من غيرهم.
ونبلوا أخباركم: أي ونظهر أخباركم للناس من طاعة وعصيان في الجهاد وفي غيره.
إن الذين كفروا: أي بالله ولقائه ورسوله وما جاء به من الدين الحق.
وصدوا عن سبيل الله: أي عن الإسلام.
وشاقوا الرسول: أي خالفوه وعادوه وحاربوه.
من بعد ما تبين لهم الهدى: أي عرفوا أن الرسول حق والإسلام حق كاليهود وغيرهم.
لن يضروا الله شيئا: أي من الضرر لأنه متعال أن يناله خلقه بضرر.
وسيحبط أعمالهم: أي يبطلها فلا تثمر لهم ما يرجونه منها في الدنيا والآخرة.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في مطلب هداية المنافقين بكشف عوارهم وإزاحة الستار عما في قلوبهم من الشك والنفاق فقال تعالى {أم} 1 أي أحسب الذين في قلوبهم مرض وهم المنافقون والمرض هو مرض النفاق الناجم عن الشك في الإسلام وشرائعه أن لن يخرج الله أضغانهم2 أي أحقادهم فيظهرها لرسوله والمؤمنين فحسبانهم هذا باطل وقوله تعالى لرسوله {ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم} أي بعلامات النفاق فيهم وقوله {ولتعرفنهم في لحن القول} 3 أي وعزتي وجلالي لتعرفنهم في لحن القول أي في معاني كلامهم إذا تكلموا عندك وبين يديك فإن كلامهم ل يخلو من التعريض باللمؤمنين بانتقاصهم والقدح في أعمالهم، كما قيل (من أضمر سريرة ألبسه الله رداءها) وقوله تعالى في خطابه المؤمنين {والله يعلم أعمالكم} ولازم أنه سيجزيكم بها فاصبروا على الإيمان والتقوى. {ولنبلونكم4} أي ولنختبرنكم بالجهاد والإنفاق والتكاليف {حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} أي حتى نظهر ذلك لكم فتعرفوا المجاهد من القاعد والصابر من الضاجر منكم وبينكم، {ونبلو أخباركم} أي ما تخبرون به عن أنفسكم وتتحدثون به فنظهر الصدق من خلافه فيه، ولذا كان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى إذا قرأ هذه الآية بكى وقال اللهم لا تبتلنا فإنك إذا بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا، وقوله جل ذكره {إن الذين كفروا5} أي كذبوا الله ورسوله {وصدوا عن سبيل الله} أي الإسلام فصرفوا الناس عنه بأي سبب من الأسباب، {وشاقوا الرسول} أي خالفوه وعادوه وحاربوه {من بعد ما تبين لهم الهدى} أي ظهر لهم الحق وأن الرسول حق والإسلام حق بالحجج والبراهين هؤلاء الكفرة لن يضروا الله شيئا من الضرر لتنزهه عن صفات المحدثين من خلقه ولا امتناعه تعالى وعزته، {وسيحبط أعمالهم} أي يبطلها عليهم فلا ينالون بها ما يؤملون في الدنيا بذهاب كيدهم وخيبة أملهم إذ ينصر الله رسوله ويعلي كلمته، وفي الآخرة لأن الأعمال المشرك والكافر باطلة حابطة لا ثواب عليها سوى ثواب الجزاء المهين.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1- بيان حقيقة وهي من أسر سريرة ألبسه الله رداءها فكشفه للناس.
2- ومن أحب شيئا ظهر على وجهه وفلتات لسانه.
3- تقرير قاعدة وهي أنه لبد من الابتلاء لمن دخل في الإسلام ليكون الإيمان على حقيقته لا إيمانا صوريا أدنى فتنه تصيب صاحبه يرتد بها عن الإسلام.
4- أعمال المشرك والكافر باطلة لا ثواب خير عليها لأن الشرك محبط للأعمال الصالحة.
__________
1-(أم) هي المنقطعة المقدرة ببل وهمزة الاستفهام: فبل: للإضراب الانتقالي، والاستفهام إنكاري.
2 الأضغان: جمع ضغن كحمل وأحمال، وهو الحقد والعداوة ومحلها القلب: قال الشاعر:
الضاربين بكل أبيض مخذم
والطاعنين مجامع الأضغان
3-(لحن القول) هو ما يفهم من الكلام بالتعريض والإشارة ل بصريح القول.
4 بلا يبلوا بلوا المرء اختبره، فالبلو: الاختبار والتعرف على حال الشيء، ويكون في الشرع بالأمر والنهي.
5 يدخل في هذا اللفظ كفار قريش وكفار اليهود والمنافقون.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|