عرض مشاركة واحدة
  #1298  
قديم 05-08-2022, 05:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,318
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة القصص - (4)
الحلقة (659)
تفسير سورة القصص مكية
المجلد الرابع (صـــــــ 69الى صــــ 73)

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32)
شرح الكلمات:
قضى موسى الأجل: أتم المدة المتفق عليها وهي ثمان أو عشر سنوات.
آنس: أبصر.
أوجذوة من النار: عود غليظ في رأسه نار.
لعلكم تصطلون: أي تستدفئون.
نودي: أي ناداه الله تعالى بقوله يا موسى إني أنا الله رب العالمين.
في البقعة المباركة: قطعة الأرض التي عليها الشجرة الكائنة بشاطئ الوادي.
تهتز كأنها جان: تضطرب وتتحرك بسرعة كأنها حية من حيات البيوت.
ولى مدبراً ولم يعقب: رجع هارباً ولم يعقب لخوفه وفزعه منها.
اسلك يدك في جيبك: أدخلها في جيب قميصك.
من غير سوء: أي عيب كبرص ونحوه.
واضمم إليك جناحك من الرهب: اضمم يدك بأن تضعها على صدرك ليذهب روعك.
فذانك برهانان: أي آيتان من ربك على صدق رسالتك.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في قصص موسى وهو في طريقه بتدبير الله تعالى إلى مصر، إنه لما
قضى الأجل الذي تعاقد عليه مع صهره شعيب وقد أتم خير الأجلين وأوفاهما وهو العشر حجج قفل (1) ماشيا بأهله زوجته وولده في طريقه إلى مصر لزيارة والدته وإخوته حدث أن ضل الطريق ليلا، وكان الفصل شتاء والبرد شديد فإذا به يأنس {مِنْ جَانِبِ الطُّورٍِ} أي جبل الطور {نَاراً} فقال لأهله امكثوا هنا {إِنِّي آنَسْتُ} أي أبصرت {نَاراً} سأذهب إليها {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} إذ قد أجد عندها من يدلنا على الطريق أو آتيكم بجذوة (2) من النار أي خشبة في رأسها نار مشتعلة {لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} أي من أجل اصطلائكم بها أي استدفائكم بها، هذا ما دلت عليه الآية (29) وقوله تعالى في الآية الثانية {فَلَمَّا أَتَاهَا} أي أتى النار {نُودِيَ} أي ناداه مناد {مِنْ (3) شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ (4) فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى} أي ناداه ربه {يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ} فألقاها فاهتزت واضطربت وتحركت بسرعة {كَأَنَّهَا جَانٌّ} أي حية عظيمة من الحيات المعروفة بالجنّان {وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ} أي فزع منها فرجع من الفزع إلى الوراء {وَلَمْ يُعَقِّبْ} أي ولم يرجع إليها من الرعب، فقال له ربه تعالى {أَقْبِلْ} أي على العصا {وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ} أي الذي آمنهم ربهم فلا يخافون شيئا.
وقال له بعد أن رجع {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} أي أدخل يدك في جيب قميصك وهو الشق الذي يدخل معه الرأس في الثوب ليلبس وقوله {تَخْرُجْ} أي اليد {بَيْضَاءَ} كالنور {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} أي برص أو نحوه {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ} أي يدك مع العضد إلى صدرك {مِنَ الرَّهْبِ (5) } أي الخوف فإن يذهب عنك بحيث تعود يدك عادية لا نور فيها كما كانت من قبل إدخالها في جيبك أولا.
ثم قال تعالى له: {فَذَانِكَ (6) } أي العصا واليد البيضاء. {بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ} أي آيتان
تدلان على رسالتك المرسل بها إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين خارجين عن طاعة الله حيث كفروا به وعبدو غيره وظلموا عباده، لتدعوهم إلى الإيمان بالله وعبادته وإرسال بني إسرائيل معك لتذهب بهم إلى أرض المعاد أي فلسطين وما حولها من أرض الشام.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- الأنبياء أوفياء فموسى قضى أوفى الأجلين وأتمها وهو العشر.
2- مشروعية السفر بالأهل وقد يحصل للمرء أنه يضل الطريق أو يحتاج إلى شيء ويصبر.
3- فضل تلك البقعة التي كلم الله تعالى فيها موسى عليه السلام وهي من جبل الطور.
4- مشروعية حمل العصا لا سيما للمسافر وراعي ماشية أو سائقها.
5- مشروعية التدريب على السلاح قبل استعماله.
6- لا يلام على الخوف الطبيعي.
7- آية العصا واليد.
8- من خاف، وضع يده على صدره زال خوفه إن شاء الله تعالى.
9- التنديد بالفسق وأهله.
__________

1- يقال: قفل راجعا أي: من سفره إلى أهله: والقافلة: الجماعة العائدة من السفر: ويقال لها القافلة وهي في بدء سفرها تفاؤلا بالعودة السليمة لها وموسى عليه السلام قفل من رحلته إلى بلاده.
2- الجذوة مثلثة الجيم ضماً وفتحاً وكسراً: الجمرة الملتهبة، والجمع جذاً مثلثة الجيم أيضا.
3- (من) ابتدائية وكذا من الشجرة إذ من الشجرة بدل اشتمال من قوله (من شاطئ الوادي) وشاطئ الوادي وشطه جانبه، والجمع: شطآن وشواطئ.
4- (الأيمن) أي: عن يمين موسى، والبعقة والجمع بقع: المكان من الأرض وإن فتحت باؤها جمعت على بقاع كجفنة وجفان وأما بالضم فهي كغرفة وغرف، و (من الشجرة) أي: من ناحيتها، وهل الشجرة من سمر أو عليق: (عوسج) الله أعلم.
5- قرأ الجمهور: (الرهب) بفتح الراء والهاء وقرأ بعضٌ بضم الراء وسكون الهاء: (الرُّهب) وقرأ عاصم بفتح الراء وسكون الهاء (الرَّهب) .
6- (فذانك) بتخفيف النون لغة قريش وبتشديدها مع مدها وتخفيفها مع مدها (فذانيك) لغة هذيل.

*************************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 44.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.40%)]