عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 05-08-2022, 01:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,955
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله



تفسير "محاسن التأويل"

محمد جمال الدين القاسمي
سُورَةُ النِّسَاءِ
المجلد الخامس
صـ 1323 الى صـ 1330
الحلقة (227)


القول في تأويل قوله تعالى:

انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا [50]

انظر كيف يفترون على الله الكذب أي: في تزكيتهم أنفسهم ودعواهم أنهم أبناء الله وأحباؤه، وقولهم: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى [البقرة: من الآية 111] وقولهم: لن تمسنا النار إلا أياما معدودة [البقرة: من الآية 80] واتكالهم على أعمال آبائهم الصالحة، وقد حكم الله أن أعمال الآباء لا تجزي عن الأبناء شيئا في قوله: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم [البقرة: من الآية 134] الآية.

[ ص: 1323 ] قال العلامة أبو السعود : (كيف) نصب إما على التشبيه بالظرف أو بالحال، والعامل (يفترون) وبه تتعلق (على) أي: في حال أو على أي حال يفترون عليه تعالى الكذب، والمراد بيان شناعة تلك الحال وكمال فظاعتها، والجملة في محل النصب بعد نزع الخافض و(النظر) متعلق بهما، وهو تعجيب إثر تعجيب، وتنبيه على أن ما ارتكبوه متضمن لأمرين عظيمين موجبين للتعجيب: ادعاؤهم الاتصاف بما هم متصفون بنقيضه، وافتراؤهم على الله سبحانه، فإن ادعاءهم الزكاء عنده تعالى متضمن لادعائهم قرب الله وارتضاءه إياهم، تعالى عن ذلك علوا كبيرا، ولكون هذا أشنع من الأول جرما، وأعظم قبحا لما فيه من نسبته سبحانه وتعالى إلى ما يستحيل عليه بالكلية من قول الكفر وارتضائه لعباده، ومغفرة كفر الكافر وسائر معاصيه - وجه النظر إلى كيفيته تشديدا للتشنيع وتأكيدا للتعجيب، والتصريح بالكذب - مع أن الافتراء لا يكون إلا كذبا - للمبالغة في تقبيح حالهم.

وكفى به أي: بافترائهم هذا من حيث هو افتراء عليه تعالى مع قطع النظر عن مقارنته لتزكية أنفسهم وسائر آثامهم العظام إثما مبينا ظاهرا بينا كونه إثما، والمعنى: كفى ذلك وحده في كونهم أشد إثما من كل كفار أثيم، أو في استحقاقهم لأشد العقوبات، ثم حكى تعالى عن اليهود نوعا آخر من المكر، وهو أنهم كانوا يفضلون عبدة الأصنام على المؤمنين؛ تعصبا وعنادا بقوله سبحانه:
القول في تأويل قوله تعالى:

ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا [51]

ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب أي: علما بالتوراة الداعية إلى التوحيد وترجيح أهله، والكفر بالجبت والطاغوت، ووصفهم بما ذكر من إيتاء النصيب لما مر من منافاته [ ص: 1324 ] لما صدر عنهم من القبائح.

يؤمنون بالجبت والطاغوت الجبت يطلق لغة على الصنم والكاهن والساحر والسحر، والذي لا خير فيه، وكل ما عبد من دون الله تعالى، وكذا الطاغوت، فيطلق على الكاهن والشيطان وكل رأس ضلال، والأصنام، وكل ما عبد من دون الله، ومردة أهل الكتاب، كما في القاموس.

ويقولون للذين كفروا أي: أشركوا بالله، وهم كفار مكة، أي: لأجلهم وفي حقهم: هؤلاء يعنونهم أهدى من الذين آمنوا بالله وحده: سبيلا أي: أرشد طريقة، وإيرادهم بعنوان الإيمان ليس من قبل القائلين، بل من جهة الله تعالى؛ تعريفا لهم بالوصف الجميل، وتخطئة لمن رجح عليهم المتصفين بأقبح القبائح.
القول في تأويل قوله تعالى:

أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا [52]

أولئك الذين لعنهم الله أي: أبعدهم عن رحمته وطردهم ومن يلعن الله أي: يبعده عن رحمته فلن تجد له نصيرا يدفع عنه العذاب دنيويا كان أو أخرويا، لا بشفاعة ولا بغيرها.

قال الرازي : إنما استحقوا هذا اللعن الشديد لأن الذي ذكروه من تفضيل عبدة الأوثان على الذين آمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - يجري مجرى المكابرة، فمن يعبد غير الله كيف يكون أفضل حالا ممن لا يرضى بمعبود غير الله؟!! ومن كان دينه الإقبال بالكلية على خدمة الخالق والإعراض عن الدنيا والإقبال على الآخرة كيف يكون أقل حالا ممن كان بالضد في كل هذه الأحوال؟!!

وقد روى الإمام أحمد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال: لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت قريش : ألا ترى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية، قال: أنتم خير، قال فنزلت فيهم: إن شانئك هو الأبتر [الكوثر: 3] [ ص: 1325 ] ونزل: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إلى: نصيرا

وقال الإمام ابن إسحاق - رضي الله عنه -: حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: كان الذين حزبوا الأحزاب من قريش وغطفان وبني قريظة حيي بن أخطب، وسلام بن أبي الحقيق، وأبو رافع ، والربيع بن أبي الحقيق، وأبو عامر، ووحوح بن عامر، وهودة بن قيس.

فأما وحوح وأبو عامر وهودة فمن بني وائل ، وكان سائرهم من بني النضير ، فلما قدموا على قريش قالوا: هؤلاء أحبار يهود وأهل العلم بالكتاب الأول، فاسألوهم أدينكم خير أم دين محمد ؟ فسألوهم فقالوا: دينكم خير من دينه وأنتم أهدى منه وممن اتبعه، فأنزل الله عز وجل: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إلى قوله عز وجل: وآتيناهم ملكا عظيما وهذا لعن لهم، وإخبار بأنهم لا ناصر لهم في الدنيا ولا في الآخرة؛ لأنهم إنما ذهبوا يستنصرون بالمشركين، وإنما قالوا لهم ذلك ليستميلوهم إلى نصرتهم، وقد أجابوهم وجاؤوا معهم يوم الأحزاب حتى حفر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حول المدينة الخندق فكفى الله شرهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا [الأحزاب: من الآية 25].
القول في تأويل قوله تعالى:

أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا [53]

أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا لما ذم سبحانه اليهود بتزكيتهم أنفسهم وتفضيل المشركين على الموحدين - شرع في تفصيل بعض آخر من مثالبهم، وهو وصفهم بالبخل والحسد اللذين هما شر خصلتين.

و(أم) منقطعة، والهمزة لإنكار أن يكون لهم نصيب من الملك، والفاء للسببية الجزائية لشرط محذوف، أي: لو كان لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون أحدا مقدار نقير لفرط بخلهم.

و(النقير) النقرة في ظهر النواة [ ص: 1326 ] وهو مثل في القلة والحقارة، كالفتيل والقطمير، والمراد بالملك إما ملك أهل الدنيا وإما ملك الله، كقوله تعالى: قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق [الإسراء: من الآية 100].

وقال أبو السعود : وهذا هو البيان الكاشف عن كنه حالهم، وإذا كان شأنهم كذلك وهم ملوك فما ظنك بهم وهم أذلاء متنافرون؟

ويجوز أن لا تكون الهمزة لإنكار الوقوع بل لإنكار الواقع والتوبيخ عليه، أي: لعده منكرا غير لائق بالوقوع، على أن الفاء للعطف، والإنكار متوجه إلى مجموع المعطوفين على معنى: ألهم نصيب وافر من الملك حيث كانوا أصحاب أموال وبساتين وقصور مشيدة كالملوك فلا يؤتون الناس مع ذلك نقيرا؟ كما تقول لغني لا يراعي أباه: ألك هذا القدر من المال فلا تنفق على أبيك شيئا؟

وفائدة (إذن) تأكيد الإنكار والتوبيخ، حيث يجعلون ثبوت النصيب سببا للمنع مع كونه سببا للإعطاء، وهي ملغاة عن العمل، كأنه قيل: فلا يؤتون الناس إذن، وقرئ: (فإذن لا يؤتوا) بالنصب على إعمالها.
القول في تأويل قوله تعالى:

أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما [54]

أم يحسدون الناس منقطعة أيضا مفيدة للانتقال من توبيخهم بما سبق - أعني البخل - إلى توبيخهم بالحسد، وهما شر الرذائل كما قدمنا، وكأن بينهما تلازما وتجاذبا، واللام في (الناس) للعهد والإشارة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين.

وروى الطبراني بسنده، عن ابن عباس في هذه الآية قال: نحن الناس دون الناس، والهمزة لإنكار الواقع واستقباحه.

[ ص: 1327 ] قال الرازي : وإنما حسن ذكر الناس لإرادة طائفة معينة من الناس؛ لأن المقصود من الخلق إنما هو القيام بالعبودية كما قال تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [الذاريات: 56] فلما كان القائمون بهذا المقصود ليس إلا محمدا - صلى الله عليه وسلم - ومن كان على دينه - كان هو وأصحابه كأنهم كل الناس، فلهذا حسن إطلاق لفظ (الناس) وإرادتهم على التعيين على ما آتاهم الله من فضله وهو النبوة والكتاب والرشد وازدياد العز والنصر يوما فيوما، وقوله تعالى: فقد آتينا تعليل للإنكار والاستقباح، وإلزام لهم بما هو مسلم عندهم، وحسم لمادة حسدهم واستبعادهم المبنيين على توهم عدم استحقاق المحسود لما أوتي من الفضل ببيان استحقاقه له بطريق الوراثة كابرا عن كابر، وإجراء الكلام على سنن الكبرياء بطريق الالتفات لإظهار كمال العناية بالأمر، والمعنى: إن حسدهم المذكور في غاية القبح والبطلان؛ فإنا قد آتينا من قبل هذا: آل إبراهيم الذين هم أسلاف محمد - صلى الله عليه وسلم - وأبناء أعمامه: الكتاب والحكمة النبوة: وآتيناهم ملكا عظيما لا يقادر قدره، فكيف يستبعدون نبوته ويحسدونه على إيتائها؟! أفاده أبو السعود .

قال الرازي : إن الحسد لا يحصل إلا عند الفضيلة ، فكلما كانت فضيلة الإنسان أتم وأكمل كان حسد الحاسدين عليه أعظم، ومعلوم أن النبوة أعظم المناصب في الدين ، ثم إنه تعالى أعطاها لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وضم إليها أنه جعله كل يوم أقوى دولة وأعظم شوكة وأكثر أنصارا وأعوانا، فلما كانت هذه النعم سببا لحسد هؤلاء بين تعالى ما يدفع ذلك فقال: فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما والمعنى: أنه حصل في أولاد إبراهيم جماعة كثيرون جمعوا بين النبوة والملك وأنتم لا تتعجبون من ذلك ولا تحسدونهم، فلم تتعجبون من حال محمد - صلى الله عليه وسلم - ولم تحسدونه؟!!
القول في تأويل قوله تعالى:

[ ص: 1328 ] فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا [55]

فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه حكاية لما صدر عن أسلافهم، أي: فمن جنس هؤلاء الحاسدين وآبائهم من آمن بما أوتي آل إبراهيم، ومنهم من كفر به وأعرض عنه وسعى في صد الناس عنه، وهو منهم ومن جنسهم، أي: من بني إسرائيل، وقد اختلفوا عليه، فكيف بك يا محمد ولست من بني إسرائيل؟ فالكفرة منهم أشد تكذيبا لك وأبعد عما جئتهم به من الهدى والحق المبين، وفيه تسلية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن ذلك ديدنهم المستمر.

وكفى بجهنم سعيرا أي: نارا مسعرة يعذبون بها على كفرهم وعنادهم ومخالفتهم كتب الله ورسله، ثم أخبر تعالى عما يعاقب به في نار جهنم من كفر بآياته وصد عن رسله فقال:
القول في تأويل قوله تعالى:

إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما [56]

إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا أي: عظيمة هائلة كلما نضجت جلودهم أي احترقت احتراقا تاما بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب أي: ليدوم لهم، وذلك أبلغ في العذاب للشخص؛ لأن إحساسه لعمل النار في الجلد الذي لم يحترق أبلغ من إحساسه لعملها في المحترق.
تنبيه:

لهم في التبديل وجهان:

الأول: أنه تبديل حقيقي مادي، فيخلق مكانها جلود أخر جديدة مغايرة للمحترقة.

الثاني: أنه تبديل وصفي: أي: أعدنا الجلود جديدة مغايرة للمحترقة [ ص: 1329 ] صورة، وإن كانت عينها مادة، بأن يزال عنها الاحتراق ليعود إحساسها للعذاب، فلم تبدل إلا صفتها، لا مادتها الأصلية، وفيه بعد؛ إذ يأباه معنى التبديل.

وقال الرازي : يمكن أن يقال: هذه استعارة عن الدوام وعدم الانقطاع، كما يقال لمن يراد وصفه بالدوام: كلما انتهى فقد ابتدأ، وكلما وصل إلى آخره فقد ابتدأ من أوله، فكذا قوله: كلما نضجت جلودهم الآية، يعني: كلما ظنوا أنهم نضجوا واحترقوا وانتهوا إلى الهلاك أعطيناهم قوة جديدة من الحياة، بحيث ظنوا أنهم الآن حدثوا ووجدوا، فيكون المقصود بيان دوام العذاب وعدم انقطاعه. انتهى.

وهذا أبعد مما قبله، إذ ليس لنا أن نعدل في كلام الله تعالى عن الحقيقة إلى المجاز، إلا عند الضرورة، لا سيما وقد روي عن السلف - صحابة وتابعين - أنهم يبدلون في اليوم أو الساعة مرات عديدة، كما رواه ابن جرير وغيره مفصلا.

إن الله كان عزيزا لا يمتنع عليه ما يريد حكيما فيما يقضيه، ومنه هذا التبديل، إذ لا يتم تخليد العذاب الموعود على الكفر الذي لا ينزجرون عنه بالعذاب المنقطع وعدا لا بد من إيفائه، ثم بين مآل أهل السعادة فقال:
القول في تأويل قوله تعالى:

والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا [57]

والذين آمنوا أي: بمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن وجملة الكتب والرسل وعملوا الصالحات أي: الطاعات فيما بينهم وبين ربهم بالإخلاص سندخلهم أي: في الآخرة جنات أي: بساتين تجري من تحتها أي: من تحت شجرها وصورها الأنهار [ ص: 1330 ] أي: أنهار الخمر واللبن والعسل والماء.

خالدين فيها أبدا أي: مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها لهم فيها أي: الجنة أزواج مطهرة أي: من الحيض والنفاس والأذى والأخلاق الرذيلة والصفات الناقصة وندخلهم ظلا ظليلا أي: كنا كنينا لا تنسخه الشمس، ولا حر فيه ولا برد، و(ظليلا) صفة مشتقة من لفظ (الظل) لتأكيد معناه، كما يقال: ليل أليل، ويوم أيوم.

وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها .

وفيهما أيضا من رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: يسير الراكب في ظلها مائة سنة ما يقطعها .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 38.57 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.60%)]