عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-08-2022, 03:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,690
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة المؤمنون - (3)
الحلقة (611)
تفسير سورة المؤمنون مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 513الى صــــ 518)

{ فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } 27 { فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } 28 { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ } 29 { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ }30


شرح الكلمات:

فأوحينا إليه أن اصنع: أي أعلمناه بطريق سريع خفي أي اصنع الفلك.

بأعيننا ووحيينا: أي بمرأى منا ومنظر، وبتعليمنا إياك صنعها.

وفار التنور: تنور الخباز فار منه الماء آية بداية الطوفان.

فاسلك فيها: أي أدخل في السفينة.

وأهلك: أولادك ونساءك.

ولا تخاطبني في الذين ظلموا: أي لا تكلمني في شأن الظالمين فإني حكمت بإغراقهم.

وقل رب: أي وادعني قائلاً يا رب أنزلني منزلاً مباركاً من الأرض.

إن في ذلك لآيات: أي لدلائل وعبر.

وإن كنا لمبتلين: أي لمختبرين.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في ذكر قصة نوح عليه السلام مع قومه فقد جاء في الآيات السابقة أن نوحاً عليه السلام دعا ربه مستنصراً إياه لينصره على قومه الذين كذبوه قائلاً:{ رَبِّ ٱنصُرْنِي 1بِمَا كَذَّبُونِ } [المؤمنون: 26] فاستجاب الله تعالى دعاءه فأوحى إليه أي أعلمه بطريق الوحي الخاص { أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ } أي السفينة { بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } أي بمرأى منا ومنظر وبتعليمنا إياك وجعل له علامة على بداية هلاك القوم أن يفور التنور تنور طبخ الخبز بالماء وأمره إذا رأى تلك العلامة أن يدخل في السفينة من كل زوج أي ذكر وأنثى اثنين من سائر الحيوانات التي أمكنه ذلك منه وأن يركب فهيا أيضاً أهله من زوجة وولد إلا من قضى الله بهلاكه ونهاه أن يكلمه في شأن الظالمين لأنهم مغرقون قطعاً. هذا ما تضمنته الآية الأولى [27] { فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا } أي بإهلاك الظالمين المشركين { وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ فِيهَا } أي في السفينة { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ 2ٱثْنَيْنِ 3وَأَهْلَكَ } أي أزواجك وأولادك { إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ } أَي بإهلاكهم كامرأته، { وَلاَ تُخَاطِبْنِي 4 فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } أي لا تسألني عنهم فإني مهلكهم.

وقوله تعالى: { فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ5 أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ } أي إذا ركبت واستقررْت على متن السفينة أنت ومن معك من المؤمنين فاحمدنا فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين 6وادعنا ضارعاً إلينا قائلاً { رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً 7} أي من الأرض، وَأثْن علينا خيراً فقل { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ }8 وقوله تعالى: { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ } أي المذكور من قصة نوح لدلائل على قدرة الله وعلمه ورحمته وحكمته ووجوب الإِيمان به وتوحيده في عبادته. وقوله: { وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } أي مختبرين عبادنا بالخير والشر ليرى الكافر من المؤمن، والمطيع من العاصي ويتم الجزاء حسب ذلك إظهاراً للعدالة الإِلهية والرحمة الربانية.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:


1- إثبات الوحي الإِلهي وتقرير النبوة المحمدية.

2- تقرير حادثة الطوفان المعروفة لدى المؤرخين.

3- بيان عاقبة الظلم وأنه هلاك الظالمين.

4- سنية قول بسم الله والحمد لله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون عند ركوب الدابة أو السفينة ونحوها كالسيارة والطيارة.

5- استحباب الدعاء وسؤال الله تعالى ما العبد في حاجة إليه من خير الدنيا.

6- بيان سر ذكر قصة نوح وهو ما فيها من العظات والعبر.
__________________________

1 الباء سببية في موضع الحال من النصر المأخوذ في فعل الدعاء، وجملة {أن اصنع} جملة مفسرة لجملة: {أوحينا} لأنّ الوحي فيه معنى القول دون حروفه، فأن تفسيرية قطعاً.
2 الزوج: اسم لكل شيء له شيء آخر متصل به بحيث يجعله شفعا في حالة ما، والمراد به هنا: أزواج الحيوانات لحفظ نوعها حتى لا تنقرض بالطوفان.
3 قرأ حفص {من كلٍّ} بتنوين كل، وقرأ نافع وغيره بلا تنوين أي: بإضافة اثنين إلى كل، وتنوين كل تنوين عوض أي: من كل ما أمرتك أن تحمله في السفينة.
4 أي: في شأنهم فإنهم قد قضى بإهلاكهم ولا رادٌ لقضائه تعالى.
5 استويت: أي علوت فوقها واستقررت فيها، وحرف الجر {على} مؤذن بالاستقرار والتمكن منه.
6 الظالمين: أي المشركين، لأن الظلم هو الشرك، والتنجية: الإنجاء من شرهم وأذاهم وشركهم وكفرهم.
7 المنزل بضم الميم: وفتح الزاي: مصدر الذي هو الإنزال، وبفتح الميم وكسر الزاي هو مكان النزول أي: أنزلني موضعاً مباركاً، والمنزل بفتح الميم والزاي معاً: مصدر نزل نزولا ومنزلاً.
8 في الآية تعليم للمؤمنين إذا ركبوا أو نزلوا أن يدعوا بهذا الدعاء بل حتى إذا دخلوا بيوتهم وسلموا فقد كان عليّ رضي الله عنه إذا دخل المسجد دعا بهذا الدعاء: {ربّ أنزلني..} الخ.

***********************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.05%)]