عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-08-2022, 03:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,372
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )






تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة المؤمنون - (2)
الحلقة (610)
تفسير سورة المؤمنون مكية
المجلد الثالث (صـــــــ 509الى صــــ 513)

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَآئِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ ٱلْخَلْقِ غَافِلِينَ } 17 { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ } 18 { فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } 19 { وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ } 20 { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } 21 { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ }22


شرح الكلمات:

سبع طرائق: أي سبع سماوات كل سماء يقال لها طريقة لأن بعضها مطروق فوق بعض.

ماء بقدر: أي بمقدار معين لا يزيد ولا ينقص.

من طور سيناء: جبل يقال له جبل طور سيناء.

تنبت بالدهن: أي تنبت بثمر فيه الدهن وهو الزيت.

وصبغ للآكلين: أي يغمس الآكل فيه اللقمة ويأكلها.

في الأنعام لعبرة: الأنعام الإِبل والبقر والغنم والعبرة فيها تحصل لمن تأمل خلقها ومنافعها.

مما في بطونها: أي من اللبن.

منافع كثيرة: كالوبر والصوف واللبن والركوب.

ومنها تأكلون: أي من لحومها.

تحملون: أي تركبون الإِبل في البر وتركبون السفن في البحر.

معنى الآيات:

ما زال السياق في ذكر نعمه 1تعالى على الإِنسان لعل هذا الإنسان يذكر فيشكر فقال تعالى: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ2 طَرَآئِقَ } أي سموات سماء فوق سماء أي طريقة فوق طريقة وطبقاً فوق طبق وقوله تعالى: { وَمَا كُنَّا عَنِ ٱلْخَلْقِ غَافِلِينَ } أي ولم نكن غافلين عن خلقنا وبذلك انتظم الكون والحياة، وإلا لخرب كل شيء وفسد وقوله تعالى: { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ } هو ماء المطر أي بكميات على قدر الحاجة وقوله { فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ 3وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ * فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ } أي أوجدنا لكم به بساتين من نخيل وأعناب { لَّكُمْ فِيهَا } أي في تلك البساتين { فَوَاكِهُ4 كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } أي ومن تلك الفواكه تأكلون وذكر النخيل والعنب دون غيرهما لوجودهما بين العرب فهم يعرفونهما أكثر من غيرهما فالنخيل بالمدينة والعنب بالطائف.

وقوله: { وَشَجَرَةً5 تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ } أي وأنبت لكم به شجرة الزيتون وهي { تَنبُتُ 6بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ } فبزيتها يدهن ويؤتدم فتصبغ اللقمة به وتؤكل. وقوله: { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً } فتأملوها في خلقها وحياتها ومنافعها تعبرون بها إلى الإِيمان والتوحيد والطاعة. وقوله: { نُّسْقِيكُمْ 7مِّمَّا فِي بُطُونِهَا } من ألبان تخرج من بين فرث ودم، وقوله: { وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ } كصوفها ووبرها ولبنها وأكل لحومها. وقوله: { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } وعلى بعضها كالإِبل تحملون في البر وعلى السفن في البحر، أفلا تشكرون لله هذه النعم فتذكروه وتشكروه أليست هذه النعم موجبة لشكر المنعم بها فيُعبد ويوحد في عبادته؟.

هداية الآيات

من هداية الآيات:


1- بيان قدرة الله تعالى وعظمته في خلق السماوات طرائق وعدم غفلته عن سائر خلقه فسار كل شيء لما خلق له فثبت الكون وانتظمت الحياة.

2- بيان إفضال الله تعالى في إنزال الماء بقدر وإسكانه في الأرض وعدم إذهابه مما يوجب الشكر لله تعالى على عباده.

3- بيان منافع الزيت8 حيث هو للدهن والائتدام والإِستصباح.

4- فضل الله على العباد في خلق الأنعام والسفن للانتفاع بالأنعام في جوانب كثيرة منها، وفي السفن للركوب عليها وحمل السلع والبضائع من إقليم إلى إقليم.

5- وجوب شكر الله تعالى على انعامه وذلك بالإِيمان به وعبادته وتوحيده فيها.
_____________________________
1 وفي ذكر أدلة التوحيد إذ تقدم الاستدلال على التوحيد بخلق الإنسان وهذا استدلال بخلق العدالة العلوية.
2 الطرائق: جمع طريقة، وهي اسم للطريق تذكر وتؤنث فهل المراد بها هنا طرق الملائكة أو طرق سير الكواكب وهو سمتها وما تجري فيه أو هي السبع السموات، ومعنى طرائق: أن بعضها فوق بعض من قولهم طارق بين ثوبين جعل أحدهما فوق الثاني، ويكون المعنى طباقا وهذا هو الراجح. والله أعلم.
3 {أسكناه في الأرض} منه ما هو ظاهر كماء الأودية، والأنهار، ومنه ما هو باطن، وهو المياه الجوفية، وإن الله تعالى على ذهابه من ظاهر الأرض كباطنها قدير، ويومها تهلك البشرية، وهذه الآية كقوله: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين} .
4 جمع فاكهة وهي: ما يؤكل تفكّهاً بآكله أي: تلذّذا بطعمه من غير قصد القوت، وما يؤكل لأجل الطعام يقال له: طعام ولا يقال له فاكهة.
5 وشجرة: معطوفة على جنات أي: وأخرجنا لكم به شجرة.
6 الباء في {بالدهن} للمصاحبة نحو: خرج زيد بسلامة أي: مصحوباً بسلامة.
7 قرىء {نسقيكم} بضم النون من أسقاه، وبفتحها من سقاه كذا.
8 في الآية إشارة إلى أن شجر الزيتون أول ما وجد على الأرض وُجد بطور سيناء ثم تناقله الناس من إقليم إلى آخر، فقوله {تخرج من طور سيناء} إعلام بأول منبت لها.

********************************

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.27 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.03%)]